يمهّد لتطوير علاجات استباقية ووقائية ضد المرض
اكتشاف السبب الحقيقي وراء النوع الثاني من السكري
في خطوة بحثية رائدة تُمهد لتطوير علاجات وقائية واستباقية، أعلن علماء بريطانيون أنهم نجحوا أخيراً في اكتشاف وتحديد السبب الحقيقي والأساسي الذي يقف وراء نشوء الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وهو السبب الذي طالما بقي لغزاً غامضاً.
العلماء - التابعون لجامعة أوكسفورد البريطانية - أوضحوا في ورقتهم البحثية أن أبحاثهم وتجاربهم أسفرت عن نفي النظرية التقليدية السائدة التي مفادها أن ارتفاع مستويات سكر الغلوكوز في الدم هو المسؤول المباشر عن حرمان البنكرياس من قدرته على إنتاج هورمون الإنسولين، وبالتالي الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وبدلاً من ذلك، كشفت الدراسة البحثية عن أن المسؤول الأساسي الحقيقي عن الإصابة بالنوع الثاني من السكري هي «مستقلبات الغلوكوز» (glucose metabolites)، التي هي نواتج كيميائية يتم إطلاقها عند تكسير روابط سكر الغلوكوز في الدم.
وفي سياق ورقتهم البحثية التي نشرتها مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» الطبية المتخصصة، ذكر العلماء أن من شأن هذا الاكتشاف الرائد أن يؤدي للمرة الأولى إلى تطوير علاجات وقائية جديدة تقوم بإبطاء عملية استقلاب سكر الغلوكوز، وبالتالي منح وقاية ضد الإصابة بالسكري أو على الأقل إبطاء وتيرة تدهور الإصابة في حال حدوثها فعلياً.
وتعليقاً على النتائج البحثية، قالت البروفيسور فرانسيس أشكروفت التي شاركت في الإشراف على الدراسة: «تكمن أهمية اكتشافنا في أنه يُتيح طريقة غير مسبوقة لمنع تدهور خلايا بيتا البنكرياسية لدى الأشخاص المصابين فعلياً بالسكري أو المعرضين للإصابة به».
وأضافت: «لأن عملية استقلاب سكر الغلوكوز في الدم تؤدي بطبيعة الحال إلى تحفيز إفراز هورمون الإنسولين، كان الافتراض السائد هو أن زيادة استقلاب الغلوكوز سيؤدي إلى تعزيز إفراز الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني. لكن بيانات تجاربنا كشفت عن أن ذلك الأمر غير مفيد، بل قد يجلب نتائج عكسية في بعض الحالات على الرغم من أنه من المهم تخفيض مستوى الغلوكوز في الدم».
وعلى الرغم من أن التجارب البحثية مازالت في المرحلة المختبرية، رأى خبراء طبيون أن من شأن هذا الاكتشاف أن يُغير قواعد لعبة مكافحة النوع الثاني من السكري، إذ إنه يفتح أفقاً غير مسبوق على صعيد معالجة جذور المرض الحقيقية بدلاً من معالجة أعراضه فقط.