تتجه أنظار العالم في الأيام القليلة المقبلة نحو دولة قطر الشقيقة، التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2022، والتي وضعت خُططها منذ أن فازت بالتنظيم عام 2010، فقد أنشأت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بهدف تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لنسخة تاريخية مبهرة، ووضعت المخططات القابلة للتنفيذ والتي تحققت بفضل الجهد والعمل لتربط تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للدولة مع إبهار العالم بتنظيم متميز لن ينسى.
فكُل إمكانات الدولة وجهودها بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ملهم شباب وبنات قطر الشقيقة، تؤكد أننا سنحظى بنسخة تاريخية من كأس العالم لامثيل لها، فقد جاءت الخطط والتجهيزات لتواكب التنفيذ وقرنت الأقوال بالأفعال، فخلال سنوات قليلة انقلب حال البلد رأساً على عقب لتنتقل من بلد جميل إلى أكثر جمالاً وتطوراً مع الحفاظ على التراث القطري الجميل.
فمن خلال زيارتي لقطر الشقيقة في العام 2018 وجدتها عبارة عن خلية نحل، فكل الشوارع بدت في حالة انتفاضة على شكلها وتسعى للمزيد من التوسع والجمال، مع المحافظة على الطابع التراثي وعبق الماضي الجميل، فقد انشأت الكثير من الجسور ووسعت الشوارع وشيدت العديد من الفنادق، وتم تشييد مترو الدوحة وهو عبارة عن شبكة قطارات سريعة ستساهم بشكل كبير في نقل الجماهير وتخفيف الازدحام المروري في النهائيات، ونفذت الخطة التنموية وفقاً لجدولها الزمني.
وتم تشييد ثمانية ملاعب بتصاميم مختلفة تُعبر عن قمة الإنجاز والدقة المتناهية التي يتمتع بها أهلنا في الدوحة، وتُشكل تصاميمها رسائل تثقيفية عدة بحياة القطريين المحلية وتاريخهم وإرثهم وثقافتهم، وكذلك تعليمية بإبراز الجانب الجمالي للتصاميم الإسلامية وتعريف العالم بالتراث الإسلامي الجميل والمميز.
فمن خلال استعراض سريع نجد أن (استاد خليفة الدولي) يحمل تصميماً فائق الحداثة ويحمل ملامح تاريخ قطر الرياضي، و(استاد البيت) مستوحى من بيت الشعر الذي يسكنه أهل البادية في صحراء قطر، و(استاد الجنوب) مستوحى من أشرعة المراكب التلقليدية التي استخدمها أهل قطر قديماً، و(استاد أحمد بن علي) يحكي قصة قطر ويرمز إلى أهمية الأسرة وما تزخر به من حياة برية و(استاد المدينة التعليمية) مستوحى من الفن المعماري الإسلامي العريق، و(استاد الثمامة) مستوحى من القحفية التقليدية والتي يرتديها الرجال والأولاد في الوطن العربي، و(استاد 974) يمثل منارة الابتكار والاستدامة على سواحل الخليج، و(استاد لوسيل) مستوحى من تداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس.
أرى أنها ستكون بطولة مميزة بتنظيمها وستنجح قطر الشقيقة في ذلك، فهي بطولة لكل العرب وخاصة دول الخليج والتي سخرت جميع إمكاناتها لنجاح البطولة، فمن يشكك في عدم نجاحها فقد جانبه الصواب، وسيعرف منذ اليوم الأول أنه بنى رأيه على أسس خاطئة، فدولة قطر الشقيقة قادرة على تنظيم أسطوري كما فعلت في الكثير من البطولات السابقة، فكلنا مع أهلنا في قطر ودعواتنا تسبق أمنياتنا بتنظيم جميل ومتميز، بجمال قطر الشقيقة وتميز قيادتها متمثلة بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشعبها، وشبابها وبناتها الذين يعرفون جيداً كيف يقرنون الأقوال بالأفعال ويحققون أهدافهم على أرض الواقع، نقولها بآخر سطر، قطر الشقيقة ستنتصر، ومشاهدة ممتعة لنهائيات كأس عالم تاريخية في دوحة الجميع.
mesferalnais@