منتسبو اللجنة الكويتية لرياضة المشي... نماذج ملهمة تتحدى الزمن
كونا- في ممشى السالمية وفي الصباح الباكر وقف السبعيني حسن العيدان، والستينيان عبدالستار الشمري ومحمود صبري، والثمانيني جابر فريد، المنتسبون إلى اللجنة الكويتية لرياضة المشي، ينظمون صفوف مجموعة من الشباب، ذوي مشارب وأعمار مختلفة، استعدادا لجرعة تدريبية تتمثل في قطع 9 كليومترات مشياً ذهاباً وإياباً.
خلال رحلة الذهاب التزم الجميع بقواعد المشي القانوني، وكان العيدان (72 عاما) في المقدمة تلاه ممدوح وبعض الشباب ومعهم «عميد المشائين» جابر فريد (80 عاما) وعبدالستارالشمري (65 عاما) ومحمود صبري (61 عاما) الذي يطلق عليه أفراد المجموعة «سجل اللجنة المتحرك».
عند نقطة النهاية التأم شمل المجموعة، وما إن جلسوا حتى أظهرت إحدى المنتسبات مشروب «الميرمية» الساخن وأخرج آخر النسكافيه فيما أحضرت أخرى كعكة أعدتها بمكونات صحية.
بعد المشروبات والمأكولات، يقود جابر فريد بعض الأفراد لتدريبات خفيفة لـ«فك العضلات»، قبل انصراف كل منهم إلى حال سبيله.
ممشى مشرف
في صورة مماثلة لنشاط المجموعة الملهمة، درج الدكتور مصطفى جوهر حيات (75 عاما) رئيس اللجنة على مهاتفة رفقائه لاعب نادي السالمية السابق عبدالله سالم، أو لاعب كرة اليد السابق بنادي العربي حسن جابر، أو رئيس اتحاد ألعاب القوى السابق حبيب صفر، ليمشوا في ممشى مشرف، الذي كان هو وراء إنشائه، نحو 8 كيلومترات بصورة شبه يومية.
ويسعى حيات عبر اللجنة إلى توفير الأجواء الملائمة للمشاة والتخلص من كل ما يعوق أدائهم لهوايتهم مع الحرص على اتساع نشاطاتها وازدياد عدد منتسبيها وتحقيقهم أرقاما قياسية في عالم المشي لتحفيز أبناء المجتمع على تحدي الزمن والتمسك بالرياضة للنجاة من أمراض العصر.
قصة اللجنة
وللجنة الكويتية لرياضة المشي قصة بدأت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حيث يقول الدكتور حيات، إن «الشيخ جابر العلي طيب الله ثراه، الذي كان مواظبا على المشي لمسافات تصل إلى 8 كيلومترات يوميا، وكان يحثني دوما على تشكيل كيان يهتم بهم ويوفر لهم سبل الراحة».
واستمرت الجهود حتى التسعينيات - والكلام هنا للمنسق العام للجنة محمود صبري- حين تشكلت روابط تعارف بين ممارسي رياضة المشي بسبب تكرار اللقاءات العشوائية بينهم خلال التدريب أو الاشتراك في السباقات، ليتفقوا معا على تشكيل «رابطة» لتكون كيانا يجمعهم ليتدربوا معا ويتسابقوا معا ويواصلوا المشي بلا وهن.
فلسفة العوضي
«المشي لا يضيف أياما للحياة، ولكنه يضيف حياة للأيام»، عبارة لخص بها صبري فلسفة الرابطة التي كان وزير الصحة السابق الدكتور عبدالرحمن العوضي- رحمه الله- رئيسها، وأحد مؤسيسها مع العيدان وصبري وفريد والشمري وآخرين، وخرجت إلى الوجود الفعلي في 2009، ثم نظمت البطولة التنشيطية الأولى للهواة في 14 أكتوبر 2011.
ويتذكر المشاء الكويتي حسن العيدان، أنه كان قبل الرابطة يمشي منفردا على «كورنيش السالمية»، وفي 2009 مع تكرار رؤيته لفريد وصبري في الموقع ذاته، تعارفوا ووضعوا معا لبنة اللجنة التي نالت في أغسطس 2020 اعتراف اللجنة الأولمبية.
ويقول المشاء الكويتي عبدالستار الشمري (65 عاما) الذي لم تمنعه إصابة يده من التدريب، إن «الرابطة وفرت فرصة المشي الجماعي، وكانت دافعا قويا لي للانتظام ومواصلة ممارسة تلك الرياضة الشائقة وقطف ثمارها».
في الطرف المقابل وقف الكابتن جابر فريد الثمانيني ليحكي كيف ساهم في تأصيل الطريقة الصحيحة للمشي القانوني لدى منتسبي اللجنة، مؤكدا ضرورة «الالتزام باتصال الجسم بالأرض وعدم القفز خلال المشي حتى لا يعتبر المتسابق مستبعدا».
ومن قبيل الالتزام الأدبي نحو اللجنة حرص الخمسيني ياسر هاشم على التواجد مع المجموعة رغم عدم مشاركته في التدريب لإصابته بالتواء في الكاحل معبرا عن عشقه للمشي وتقديره للجو المحفز الذي توافره اللجنة والذي ساهم في تمتعه بجسد رياضي لا سيما مع التدريبات التي تمتد لمسافات كبيرة تصل إلى 20 كيلومترا.
ولا تنفك اللجنة تعمل لبلوغ غايتها فهي -على لسان مقررتها الدكتورة أمل الخليفة- تسعى لرفع التوعية بأهمية رياضة المشي مؤكدة أن استراتيجية اللجنة تتضمن تنفيذ برامج توعوية بمشاركة جهات حكومية وخاصة من أجل نشر ثقافة المشي وإزالة أي معوقات تمنع المشاة من ممارسة نشاطهم بأريحية تامة.