علي الغانم أثنى على مسيرة 55 عاماً من العطاء وأكد أنه واحدٌ من أكابر مبدعيها

«الغرفة» كرمت المستشار ماجد جمال الدين: العقل الراجح والناصح الأمين

تصغير
تكبير

- الصقر: أعطى فأجزل وأنجز فأكمل
- الرباح: سيظل في تاريخ الغرفة مثالاً يحتذى ونموذجاً يقتدى به
- المستشار ماجد: «الغرفة» صوت الكويت وقطاعها الخاص في المحافل والمنابر الاقتصادية

أثنى رئيس غرفة التجارة والصناعة السابق علي الغانم، بجهود المستشار ماجد جمال الدين، وما قدمه من إسهامات في غرفة التجارة والصناعة.

وقال في حفل تكريمه: «لقد كنت في غرفة التجارة، وعلى مدى خمسة وخمسين عاماً من مسيرتها، العقل الراجح، واللسان الناصح، والمشير الصالح، والفنار الذي يرشد سفينتها في البحار، والمنار الذي يضيء سبيلها في القفار، فلا تزال تهتدي بضيائك، وتستنيز بآرائك».

وأضاف «كنت أنت بأدائك الرائع فيها، واحداً من أكابر مبدعيها، ولئن كنت اليوم قد آثرت أن تترجل عن صهوة حصانك، ورفيع مكانك فقد تركت فيها من نتاج جهدك، من يرفع الراية من بعدك، ومن يكون فيها خير خلف، لخير سلف، فكأنك بما تركت من الخبرات التي هيأتها، والكفاءات التي أهلتها، لم تبرح مكانك، ولم تفقد الغرفة مكانك، بل إنني وكافة زملائي في مجلس إدارتها، لننظر إلى ترجلك عن صهوتها، على أنه بداية لمرحلة جديدة من العطاء الموفور، والأداء المبرور.

وتابع «أثبتت السنوات الماضية، والأيام الخالية، أنك لم تكن ابنا بارا لغرفة تجارة وصناعة الكويت وحدها، بل للكويت كلها، وأنك لا ترضى أن تظفر بالخير وحدك، بل تريد أن يعم ويشمل بلدك، فلك لك أيها الغالي الثمين، والقوي الأمين، خالص الشكر وبالغ الثناء، على كل ما قدمته لبلدك وأهلك من البذل والعطاء، من غرفة التجارة والصناعة بخاصة، ومن بلدك الكويت وأهلها بعامة، وتقبل الله منك صالح عملك.

من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت محمد جاسم الصقر، «إنه المحبّ بلا انتظار لمقابل، هو الوفيّ من غير أن يجامل، هو المقبل على العمل بإصرار لا يكلّ، هو الحريص على العطاء بإقدام لا يملّ، هو المُرَحّب بالبسمة الهادئة والمعطاء بالكلمة الصادقة، عن قناعة وعلم، وبصلابة وعزم.. هو المؤمن بدور التجارة في الاقتصاد الوطني والمدافع عن التكامل العربي، والحريص الدائم على أواصر الشراكة الخليجية».

ولفت في كلمته أنه «دخلَ إلى الغرفةِ شابٌ يافع، بهيّ المحيّا، أنيق الطلعة، تبدو عليه أماراتُ النجابة، وتشعُ من جبينه سماتُ النباهة، فكان هذا الصرح المكان الأنسب للمستشار الأنجب».

وأضاف «سرعانَ ما انطلق في أرجاءِ الغرفةِ يجوبُ إداراتِها، يتعرّف على أركانها، يتحرّى مهامها، يتمعّن بأهدافها، واضعاً في صلب تركيزه دورها الحيوي، رؤيتها الاقتصادية، ورسالتها النبيلة... فبدأ العمل بشعلة من النشاط... بصوابية في الأهداف... برقيّ في التعاملِ... وبتميّز في العطاء والأداء».

وتابع «في المواقف الوطنية كان حاضراً، وفي الميادين الاقتصادية كان رائداً... سمته الجرأة التي لا تخدش... ترسانته الكلمة التي لا تخطئ... وشغله الشاغل مساندة الكبار في جعل الغرفة صرحاً رائداً على كافة المستويات المحليّة والخليجية والعربية».

وأضاف «عرفته منذ أن كنتُ يافعاً فكان الأخ العطوف والحكيم الناصح، رافقته في كل مراحل العمر فكان الوفيّ الأمين، المحبّ المخلص والملبّي حتى قبل الطلب»

ومضى قائلا «وها أنا ذا أتشرف بزمالته في الغرفة لأجد في خزائنه كل ما يحتاجه المرء من خبايا التاريخ وواقعية الحاضر وطموحات المستقبل، فكان ولا يزال العضد والسند، يؤازرني في عبء المسؤولية، ويشاركني واجب الحفاظ على تميّز الغرفة وتعزيز دورها».

عاصرَ الأجيال المؤسسة، تعلّمَ من خبرة (العمام)، استفاد من تجارب الكبار، نهل من معين حكمتهم ورافقهم في مسيرتهم، فكان العون لهم والأمين على نقل الخبرة والمعرفة الى من تلاهم من أجيال... وقد كنت من المحظوظين أني حملت الراية بوجوده الى جانبي، كبيراً ناصحاً، خبيراً عالماً، وصديقاً صادقاً.

بعد أكثر من خمسة عقود آثرَ أبو بدر أن يستريح طوعاً بعد أن أعطى فأجزل، وأنجز فأكمل، مرتاح الضمير لصدق ما قدّم، شاغل البال على ديمومة ما سلّم... وقد قرر في قمة العطاء وفي ذروة البهاء أن يلتفت لبعض مما يخصّه ولشيء مما يحبه، مستفيداً مما ترك لنفسه من وقت للتفرغ لمحبيه وأبنائه وأحفاده، وللغوص فيما تبقى من صفحات كتب لم تتح له انشغالاته أن يقرأها.

وها نحن بعد أن نطمئنه على مسيرة غرفة كان ولا يزال ركناً من أركانها، نؤكد على بقائنا على نهجه ونهج الآباء المؤسسين، عاملين دائبين لرفعة اقتصادنا الوطني، صادقين مخلصينَ في تحقيق التطلعات من النمو والازدهار، مشاركين الحريصين على التنمية المستدامة، محافظين على موروثاتنا متطلعين الى المستقبل بأصالة واندفاع وطموح.

من جانبه، قال مدير عام غرفة التجارة والصناعة رباح الرباح، إن شفيعي أني أملي هذه الكلمة عن قلب يحب أخاه العود الذي صاحبه لما يناهز الثلاثة عقود، ولا أملي عن العقل الذي يريد أن يعدد ويبين ما قدمه من جهد وعمل للغرفة يضيق عن ذكره وفرة الجهد وضيق العبارة.

وأضاف «وحسبي أنك جعلت من اسمك علما يحمل بذاته أهم مدلولاته، وحسبي أنك ستظل في تاريخ الغرفة مثالاً يحتذى به ونموذجاً يقتدى به، وأنتم تعلمون جميعاً أن التاريخ لا يلتفت إلا إلى من ترك أثراً، فأني له لا يحفل بمحتفانا صاحب العلم والقلم والرأي جميعاً، وما هذا التكريم إلا دليل صدق ووفاء على ما نقول».

وفي الختام، قال لا يسعني إلا أن أنهي كلمتي بما كان يجب أن أبدأ به فأتقدم بالشكر إلى العم علي محمد ثنيان الغانم والسيد رئيس الغرفة وأعضاء مجلس الإدارة وأصحاب السعادة رؤساء الاتحادات والغرف الخليجية والعربية ومعالي السيد وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشكر موصول للسادة الحضور ولكل من شرفنا بالمشاركة في هذا الحفل.

من جانبه، قال المستشار ماجد جمال الدين في كلمته بحفل تكريمه إنه من المستحيل - أتت الكلمات أم أبت - أن أقف على هذا المنبر بالذات، في هذه المناسبة بالذات، دون أن تلج على الفكر والخاطر أطياف شخصيات كثيرة، ما ذكرتها يوما إلا شعرت أني في حضرتها، فأوشك أن أقف على قدمي، أعدل ربطة عنقي، أغلق أزرار سترتي، احتراماً لها، وإقرارا بفضلها، ووفاء لذكراها. من بينها الأعمام الأجلاء رحمهم الله، عبدالعزيز الصقر، ذو القامة التي لم تنتحن إلا في صلاتها، والحاج يوسف الفليج، فصيح الصمت الذي يخفت في حضرة وقاره كل صوت، ومحمد عبدالمحسن الخرافي، طيب السريرة والمسيره الذي يمشي بتواضع الكبار وئيدأ واثقاً، حمود الزيد الخالد، صاحب الذكاء الوقاد والبداهة الشرود عمقاً وحكمة، محمد النصف، والتكامل المعجز بين واقعية الحياة ومثالية الأخلاق، محمد البحر، الذي كان في قومه سريا، وفي غوثه سخياً، وعبدالرزاق الخالد، المثقف الذي حمل الأصالة دون جمود، وعمل للحداثة دون جموح، والتزم صراحة كحد السيف في الحالتين، سعد الناهض، النبيل الذي جمع بين هدوء الطبع ودماثته، وبين شجاعة الرأي وحكمته، يعقوب الحمد، صاحب الحدس الصائب والموقف الذي لا يوارب، ويوسف ابراهيم الغانم، الذي تمسك بالكرامة بكلتا يديه، فلم يبق لديه ما يمسك به المناصب.

هؤلاء ورفاقهم كانوا ضمن كتيبة الطليعة من بناة النهضة في بلادي، فكيف لا أصاب بزهو يلامس الغرور أو يكاد، وقد قضيت العمر في مؤسسة قام بها وقام عليها أمثال هؤلاء،ة مؤسسة بدأت عملها مع تباشير الاستقلال، في فيء آل الصباح ورئاستهم الفخرية، فنهضت بواجبها المهني باقتدار، حيث التزمت منذ أيامها الأولى بالحرية الاقتصادية والمنافسة المتكافئة وبالعدالة الاجتماعية بين المواطنين، والعدالة المستقبلية بين الأجيال.

وأضاف بأنه تبنت الإصلاح باعتباره عملية متطورة ومستمره، تتعثر خطاها كلما تراكمت مستحقاتها، وتزداد تكلفتها كلما ترددت قراراتها. وإلى جانب هذا كله وبالتوازي معه، كانت الغرفة ولا تزال صوت الكويت وقطاعها الخاص في المحافل والمنابر الاقتصادية والاقليمية الدولية، فهي في طليعة المتحمسين لاتحاد الغرف العربية ورسالته، وصاحبة الدعوة لقيام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي. وهي من مؤسسي الغرفة الاسلامية والغرف العربية الأجنبية المشتركة، ومن الأعضاء الناشطين في غرفة التجارة الدولية، ولم تقصر الغرفة يوماً بواجبها الوطني كمؤسسة طليعيه، شهدت ولادة الدستور فساهمت باستلهام رؤاه ومنطلقاته. وواكبت قيام مجلس الأمة، فاحتفت برفع قواعده ودعم تطلعاته. وإني إذ أهنئ الكويت بغرفتها، وأهنئ الغرفة على جدارتها ومنجزاتها، لأحمد الله الذي أتاح لي أن أنهل من حكمة وأخلاق رجالاتها، ما أهلني لأن أكتب بضع سطور في تاريخها.

وقال إنه لم يكن من قبيل المصادفة أبدأ أن يتزامن هذا الحفل، مع اجتماع مجلس اتحاد الغرف العربية، بل هو أمر قصد منه أصحاب التكريم، أن يتيحوا لي الفرصة لأعرب لكم عما عرفوه عني من إيمان برسالة الاتحاد، ومن احترام لقاماته الشامخه، التي كلما ازددت في هذه الحياة خبرة، ازددت لها احتراماً وافتقاداً. ولئن كنت صعب المراس أحياناً في الدعوة الى تطوير أداء الاتحاد وأدواته، فذلك لأني كنت ولا أزال أنظر إليه باعتباره المؤسسة الاقتصادية الشعبية الأولى التي حملت هم المشروع الاقتصادي العربي على مدى سبعين سنة، لا انحرفت بها الاحداث عن أهدافها، ولا فرقت السياسة صفوفها، ولا أضعفت النكسات إيمانها.

وهذه – لعمري – ريادة تستوجب أداء ولا أصعب، ومسؤولية تتطلب التزاماً ولا أصلب.

ومن هذا المنطلق، أستميحكم عذراً في أن أقول إن الاتحاد اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة الى تطوير أجهزته وهيكليته بما ينسجم مع تحديات المرحلة ومعطياتها، وبما يضمن له الموارد المالية الكافية لتحديث أدواته. علماً أن أي جهد في هذا الاتجاه سيكون أشبه بحراك عبثي في نفس المكان، ما لم يوظف لمصلحة الرسالة.

إذا كان من المحتمل أن يضل التكريم طريقه في بعض الأحيان، فإن من المستحيل أن يصدر التكريم عن غير الكرام. وبين ذاك المحتمل وهذا المستحيل، أعرف أن تقديم الشكر لغرفة تجارة وصناعة الكويت - رئيساً ومجلسا وادارة – هو من قبيل لزوم ما لا يلزم. لأن فعلهم هذا يأتي انسجاماً مع الطبع، قبل أن يكون أداء لواجب، ويأتي إرضاء للذات، قبل أن يكون مجاملة لأحد. ولكن من يستحقون كل اكبار وثناء وعرفان، هم أنتم الذين أكرمتموني بحضوركم، وأسعدتموني بلقائكم، وما كان لهذا الحفل أن يتألق من غيركم.

أما من أشعر أني مدين لهم وعاجز عن سداد حقهم، فهم الزملاء والزميلات، الذين نعمت برفقتهم والعمل معهم، لمسافات مختلفة. من هذه الرحلة الممتعة. وإني إذ أتقدم منهم بالاعتذار عن تقصيري معهم، أقول لهم؛ شكراً لزمالتكم الجميله، لجهدكم الكبير، لدعمكم الصادق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي