600 ألف لقاح تصل غداً وحملة «بيتاً بيتاً» تنطلق في مناطق التفشي
الكوليرا «أخاف» فرق «جودو» فاعتذرتْ عن المجيء إلى لبنان
- وزير الصحة: أعلنا حال الطوارئ... والهدف تلقيح 70 في المئة من السكان
- دول مانحة أعطت لبنان فرصة أخيرة: سنقدّم أموالاً فإما نتائج على الأرض وإلا «دبّروا حالكم»
تصل إلى لبنان غداً الأربعاء، 600 ألف لقاح ضد «الكوليرا» الذي يتفشّى في البلاد وستوزَّع بين لبنانيين ونازحين في ثلاثة مناطق تشهد النسبة الأكبر من الإصابات في عكار والبقاع الشمالي والبقاع الأوسط.
ومع تمدُّد «الكوليرا» على طول الخريطة اللبنانية وعرْضها مسجِّلاً حتى الساعة نحو 450 حالة مثبتة و18 وفاة وعلى وقع حال الطوارئ المعلَنة في الوزارات والإدارات المعنية لمحاولة منْع «استيطان» الوباء في البلاد، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض لـ «قناة الحرة»، أنه في المناطق المستهدَفة بحملة التلقيح «سنُجري مسحاً شاملاً بحيث يقوم نحو 100 الى 200 فريق بالسير في الأحياء وبزيارة المنازل بيتاً بيتاً وإعطاء اللقاح للجميع باستثناء مَن تقل أعمارهم عن السنة الواحدة».
وأوضح وزير الصحة أن «المرحلة الثانية تنتظر وصول نحو مليون و500 ألف لقاح إضافي لتبدأ في غضون أسابيع أو أقل»، مؤكداً أن «اللقاح ضد الكوليرا لن يكون إلزامياً، لكننا سنكثف حملاتنا على الأرض لشرح أهمية اللقاح والترغيب به».
وقال الأبيض «إن الإلزامية ربما تُحدث ردة فعل سلبية»، موضحاً أن «نسبة التجاوب مع اللقاح ستكون بحسب دراساتنا نحو 80 الى 85 في المئة... هدفنا الوصول الى تلقيح نحو 70 في المئة من المجتمع لأن نسبة العشرين والثلاثين في المئة ستكون ضعيفة ولا تحقق المطلوب منها».
وإذ أوضح أن«من سيأخذ اللقاح ستصبح لديه حماية ضد الإصابة بالكوليرا بعد خمسة الى سبعة أيام»، أعلن رداً على سؤال حول ارتباط انتشار الكوليرا في لبنان بمخيمات النزوح السوري«إن الكوليرا في هذه المرحلة بدأت في سورية قبل ان تبدأ في لبنان»، لافتاً الى أن«أول حالة كوليرا اكتُشفت عند نازح سوري كان عائدا من سورية. ولا شك أن الكثافة الموجودة في المخيمات بالاضافة إلى ظروف غياب البنية التحتية في المخيمات أثرت سلباً، وذلك بالإضافة إلى اهتراء البنى التحتية خارج المخيمات في مناطق عدة في لبنان واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الاستخدام».
وأوضح أنه«في مخيمات النازحين حُفَر للصرف الصحي والمياه توزّعها الأمم المتحدة هناك. وعندما لم يتم تفريغها بشكل جيد حصل نوع من الطوفان في بعض المخيمات، وهذا سمح بأن نرى عدد اصابات اضافي في مناطق وجود النازحين».
وعن مسؤولية معالجة هذه الموضوع داخل المخيمات، قال الأبيض«إن هذا الأمر تتكفل به المفوضية العليا للاجئين بالتعاون مع شركائها»، مشيراً الى انه«في فترة سابقة قاموا بأمر سلبي عندما قلّصوا عدد الخدمات التي يقدمونها.
كانوا يقدمون للشخص 30 ليتراً من المياه المعقمة خفّضوها الى 7 ليترات وحصل تأخير في تنظيف الجور الصحية وكل هذا فاقم المشكلة. ولكن هم عادوا وتراجعوا عن هذا القرار وعادوا الى تسليم 30 او 35 ليتراً من المياه.
والمعلوم ايضاً ان الانسان يحتاج بشكل عام يومياً الى مابين 70 و100 ليتر للشرب وللاستخدام. وبالتالي فإن الظروف التي يعيشها النازحون تساهم في انتشار الامراض».
وفي حين أكد«ضرورة تحمل المنظمات الدولية مسؤولياتها في هذا المجال تجاه النازحين»، نقل تساؤلات البعض عن مصير المساعدات الدولية التي وصلت الى لبنان طوال الأعوام الماضية، كاشفاً عن«ملاحظات من الدول المانحة بأنها وضعت استثمارات كبيرة في لبنان وفي البنى التحتية وهي تسأل اليوم أين هذه الاستثمارات وأين النتائج».
وقال:«الدولة اليوم لديها فرصة أخيرة ونحن أمام امتحان، فالدول المانحة ستقدم أموالاً فإما أن ترى النتائج على الأرض، وإلا فإن تلك الدول لن تساعد بعد ذلك من جديد و... دبروا حالكم».
وتابع:«أعلنا حال الطوارئ لمواجهة الكوليرا ليس من اليوم إنما منذ 3 اسابيع لانها لا تؤثر فقط على الصحة، إنما على قطاعات عديدة مثل الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية وقطاع المطاعم والسياحة والاقتصاد وغيرها»، لافتاً الى أن«تأثيرها وصل أيضاً الى الرياضة، وبعض الفرق في رياضة الجودو اعتذرت عن المجيء الى لبنان للمشاركة في مناسبة رياضية خوفاً من الكوليرا».
وأكد«اهمية التحرك سريعاً للحد من الوباء حتى لا يخرج عن السيطرة وعندها ستكون النتائج كارثية»، مشدداً على«ضرورة معالجة الأسباب، لأننا وإن سيطرنا على الوباء اليوم، فإننا قد نشهد غداً أوبئة جديدة».