«القاعدة» تتهم الحكومة بالكذب وتنفي مقتل 6 من قادتها وتعلن «الجهاد برا وبحرا وجوا»

أبيات شعر كادت تشعل مواجهة بين آل العولقي وسلطات شبوة

تصغير
تكبير
|صنعاء - من طاهر حيدر|

كادت أبيات من الشعر الشعبي أن تشعل مواجهات مسلحة بين السلطات اليمنية في محافظة شبوة الجنوبية وبين قبائل آل العولقي، التي ينتمي إليها رجل الدين المتشدد أنور العولقي المطلوب أميركيا.

وأفاد مصدر امني في شبوة لـ «الراي»، بإن «ابيات الشعر تم إلقاؤها خلال قيام السلطات في شبوة بالتفاوض مع قبيلة العوالق وأسرة الشيخ أنور العولقي، لتسليم نفسه». وتابع: «في بداية الأمر، كان مشائخ العوالق غاضبون من طلب السلطات الأمنية تسليمهم أنور، وكادت أن تقع مواجهات مسلحة، خصوصا حينما انشد احد الحاضرين أبيات شعرية مشهورة بين قبائل العوالق منذ زمن وتدل على القوة ويقول مطلعها:

أحنا عوالق من علق... أحنا مسامير الدلق /أحنا شرارة من جهنم... من دخل فينا احترق.

وذكر المصدر أن مفاوضات بين السلطات ممثلة بمحافظ شبوة وبين قبيلة آل العولقي، لا تزال تجري لتسليم أنور. وأشار الى أن السلطات وعدت القبائل وأسرته «بعدم تسليم العولقي الى السلطات الأميركية في حال سلم نفسه، بينما الرفض يعني الإمساك به حيا أو ميتا، لكن في حال تسليم نفسه سيتم محاكمته في المحاكم اليمنية أن وجدت أدلة لتورطه في تجنيد عمر الفاروق عبدالمطالب»، الذي حاول تفجير احدى الطائرات الأميركية الشهر الماضي، وقيل انه التقى العولقي حينما كان في اليمن.

وحسب المصدر، شكك العولقي وقبيلته بمصداقيه الحكومة، معتبرين أنها ستسلم العولقي في حال فرضت أميركا ضغوطات عليها.

غير أن الوسطاء الحكوميين أكدوا أن «اليمن لم يسبق أن سلم احد مواطنيه لأي احد، ما دام اتهم وهو داخل أراضيه، مؤكدين أن الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا كان أول من دافع ولا يزال عن الشيخ الزنداني ورفض تسليمه لأميركا، كما انه كان وراء خروج الشيخ المؤيد من معتقلة في غوانتانامو العام الماضي».

في غضون ذلك (ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)، قال احد ابرز شيوخ قبائل بكيل الواسعة الانتشار، ان رجال القبائل المدججين بالسلاح والمشتبه في ايوائهم عناصر من «القاعدة»، لن يتحولوا ابدا الى اداة في يد السلطة في حربها على التنظيم المتطرف.

وقال الشيخ عرفج بن حمد بن هضبان، رئيس «مجلس قبائل بكيل للسلم والاصلاح»، وهي هيئة للتنسيق بين القبائل، «لسنا موظفين عند الحكومة لنلاحق المشتبه في انتمائهم الى القاعدة، فالدولة تملك اجهزتها الامنية الخاصة التي يمكن ان تؤدي هذه المهمة».

ويتركز حضور قبيلته، وهي قبلية دهم المنتمية الى قبائل بكيل، في شمال اليمن بما في ذلك في محافظتي الجوف وصعدة.

واذ يتفاخر بان قبيلته التي تشكل غالبية السكان في الجوف «تحظى بمئتي الف مقاتل مدججين بشتى انواع الاسلحة الثقيلة ما عد الدبابات والطائرات»، حذر الشيخ عرفج من ان قبيلة دهم «ترفض تسليم اي مشتبه فيه لم تتأكد ادانته».

لكن الشيخ عرفج قال ان القبائل «ستقوم بما تراه مناسبا اذا ما تقدمت الحكومة بطلب محدد» مؤكدا ان منطقته ليس فيها «الا عشرات المقاتلين في تنظيم القاعدة وهم يظهرون بين الحينة والاخرى في شكل مقتضب قبل ان يغيبوا لفترات طويلة».

وفي سياق متصل، نفى «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، مقتل 6 من قادته في غارة جوية استهدفتهم الاسبوع الماضي، كما جاء في بيان نقله، أمس، المركز الاميركي لرصد المواقع الاسلامية على الانترنت (سايت).

وذكر في بيان تناقلته «المنتديات الجهادية» ونشره «سايت» انه «لم يقتل احد من المجاهدين في تلك الغارة الغاشمة الغادرة، وانما اصيب بعض الاخوة بجروح طفيفة». واتهم الحكومة بـ«الكذب».

وكانت وزارة الداخلية اكدت السبت، مقتل المسؤول العسكري للتنظيم قاسم الريمي وخمسة من اعوانه في غارة جوية شمالا.

وحسب الوزارة، قتل اضافة الى الريمي كل من عمار الوائلي وصالح التيس وعايض الشبواني والمصري ابراهيم محمد صالح البنا، في حين لم تحدد الوزارة هوية القتيل السادس.

وأكد مصدر محلي في محافظة مأرب لـ «الراي»، أن الشارع يتحدث منذ الجمعة عن وجود عايض الشبواني في المحافظة، وانه أقام مأدبة غداء في منزله الأحد، للاحتفال بنجاته مع عدد من زملائه من القصف الجوي الجمعة.

وتابع إن «عائض الشبوني متهم مع مجموعة مسلحة بإطلاق النار على كابلات الكهرباء التي تربط الشبكة الوطنية بالمحطة الغازية بالمحافظة، ما جعل المجلس المحلي يعقد اجتماعا مساء الأحد الماضي برئاسة محافظ مأرب ناجي الزايدي مع قبائل عبيدة لمعرفة صحة ذلك»، ولم يؤكد المحافظ وجود الشبواني على قيد الحياة.

من جهة اخرى، دعا تنظيم «القاعدة» في بيانها الى «اعلان الجهاد على الكفار واعوانهم العملاء، ليس في البر فحسب لكن في البحر والجو ايضا». ودعا التنظيم الى ضرب «البوارج الحربية الصليبية الموجودة في خليج عدن، وفي بحر العرب وفي البحر الاحمر، والطائرات التجسسية الاميركية المنتهكة لاجواء جزيرة العرب».

واضاف: «كما اعلنوها حربا مفتوحة على اهل الاسلام، فيجب علينا ان نعلنها حربا مفتوحة على الصليبيين واعوانهم الخونة».

في المقابل، أفاد مصدر حكومي لـ «الراي»، انه «سيتم الرد على نفي القاعدة»، مشككا في ان «تكون القاعدة هي من بثت النفي كونه لم يكن منشورا على موقع (الحسبة او الملاحم ) الذي غالبا ما يصدر عنه البيانات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي