نصرالله حدّد له «الأسبابَ الموجبة»... في إحاطةٍ استراتيجية
هل ينجح الأسد في إقناع باسيل بدعْم فرنجية للرئاسة؟
- نصائح «حزب الله» لباسيل: ترتيب بيته الداخلي وأخذ متسع من الوقت لصياغة بروفايل سياسي أقل استفزازاً
- هذا ما سمعه باسيل من نصرالله عن معنى وصول فرنجية للرئاسة
- باسيل لم يَفُز بـ «وعْدٍ رئاسي» و«حزب الله» لا يرفع شعار «فرنجية أو لا أحد»
- «حزب الله» المُمْسِك بالنفوذ يريد رئيساً «ليس معنا بالضرورة ولكن ليس ضدنا بالتأكيد»
- هواجس باسيل من وصول فرنجية... طوني والزعامة الشمالية
- طيْف فرنجية يُرافِقُ باسيل... من حارة حريك إلى قصر المُهاجِرين
- معطياتٌ عن الإعداد لاستقبالٍ حافِلٍ لباسيل في دمشق وعلى الطاولة «المَشْرِقية» و... فرنجية
رغم «الفراغ» الساكن القصر الجمهوري في بعبدا بعدما تَرَجَّلَ الرئيس ميشال عون عن الكرسي وأوحى بأنه تَحَرَّرَ من عبئه، ازداد القصرُ والطريقُ إليه حضوراً في الحياة السياسية ويومياتها الصاخبة، كأن في الأمر «دقّ نفير» بين اللاعبين لاحتلال الكرسي الآسر، الذي يكاد أن يرتفع فوق حطامٍ اسمه... الدولة.
ولم تكن كافية الإشارات التي أكثر منها عون في ساعاته الأخيرة في القصر عن أنه سئم الرئاسة وقيودها، لثني حزبه (التيار الوطني الحر) عن السعي لركوب السِباق إلى بعبدا عبر حصانٍ يختاره مِن بين صفوفه أو مَن ينوب عنه رغم فذلكته الرائجة عن «ما خلّونا» تبريراً للفشل في تجربة إدارة الحُكْم على مدى الأعوام الستة الماضية.
باسيل... الشريك المُضارِب
وتخضع حركةُ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعد مغادرة القصر لمعاينةٍ حثيثةٍ نظراً لمكانته المحورية في التوازنات الحاكمة لـ «صناعة الرئيس».
فهو الخليفةُ «المفترَض» الذي أَعَدَّه عون منذ وطأ بعبدا، والشريكُ المُضارِبُ لتحالف «8 مارس» بقيادة «حزب الله»، والقابضُ على كتلةٍ وازنة لا يضاهيها وزناً إلا الكتلة الموازية لـ «القوات اللبنانية» المُتَمَوْضِعة في المقلب الآخَر، أي في المعارضة.
أولُ الكلام «الجَدّ» الذي قاله باسيل بعد الساعة صفر لحلول فخامة الفراغ انطوى على ثلاث إشاراتٍ بارزة لها ما بعدها... كشْفُه عن مداولةٍ للملف الرئاسي وجهاً لوجه مع حليفه، ربما الوحيد، الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله. المضيُّ في رفْض دعم ترشيح سليمان فرنجية، حليف الحزب وسورية وعرْض التفاهم معه على مرشّح ثالث. تأكيدُ عزمه على زيارة دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد قبل نهاية السنة الحالية على الأرجح.
من حارة حريك إلى قصر المهاجرين
وبهذا المعنى فإنه على طريق باسيل، من حارة حريك (نصرالله) إلى قصر المهاجرين (الأسد)، سيرافقه بالتأكيد طيْف فرنجية الرئاسي الذي كان بَلَغَ بوابة قصر بعبدا مرتين في 2004 و 2016 قبل أن تبتعد عنه لأسباب تتصل بحسابات «اللحظة» لـ«حزب الله» والنظام في سورية ودَفَعَ ثمنَها الزعيمُ الزغرتاوي «ابنُ الخط» الذي يُفاخِرُ بصداقة بشار ووصَفه نصرالله بـ«نور العين»، وها هو جالِسٌ الآن خلْف «الأوراق البيض» وأوراق أخرى في تمارين انتخابية لا انتخاب فيها بانتظار ما سيُفْضي إليه حراكُ الداخل والخارج.
فعشية جلسة البرلمان الخامسة يوم الخميس، بدا أن المعارضةَ بتلاوينها المختلفة ماضيةٌ في تكتيكها الانتخابي عبر دعْم مرشح الصوت الأعلى ميشال معوض أو الاقتراع بـ «أسماء حرَكية» في انتظار مُراكَمَةِ أرقام وأحجام في الطريق إلى تسويةٍ ما.
أما على مقلب «حزب الله» وحلفائه ومعهم سورية فلا خيارات محسومة في انتظار ما ستؤول إليه أسئلةٌ من نوع: ماذا يريد باسيل؟ ما الموقف الفعلي لـ «حزب الله»؟ وهل من دور للأسد؟
ماذا عن محاباة الأميركيين؟
باسيل الأكثر ذكاءً من أن يترشّح، أقلّه الآن، بحسب ما قاله أخيراً، يدرك أن حظوظَه معدومةٌ في ضوء الاصطفافات الحالية. لكن ليس من عادة رئيس «التيار الوطني الحر» أن يستسلم بسهولةٍ، ما يجعل مواقفه عرضةً لتأويلاتٍ أكثرها وضوحاً أنه يسعى لإطالة أمد الشغور الرئاسي الذي لم يُكتب له أن يكون بـ «حمايةِ» حكومةٍ فاعلةٍ يملك «حصةَ الأسد» فيها للإمساك ما أمكن بخيوط اللعبة ومعاودة تعويم نفسه كمرشحٍ أول أو أقلّه كناخبٍ أول.
ويحلو للبعض في بيروت الترويج لروايةٍ تُنسب فصولٌ منها للديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر، مفادها أن باسيل قام بمحاباة الأميركيين عبر الضلوع في إمرار الخط 23 لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لقاء الاستجابة لدعواه لرفْع العقوبات عنه، ما يتيح له استظلالَ أي تَناغُمٍ أميركي – إيراني حول الرئاسة على غرار ما جرى في شأن الترسيم الذي يتباهى بلعب دورٍ مؤثّرٍ فيه.
لا وعدَ رئاسياً لباسيل
هذا السيناريو قد يبدو «متخيَّلاً» مقارنةً بحجم المشكلات التي يواجهها رئيس «الوطني الحر» مع مروحةٍ واسعةٍ من القوى السياسية ذات الامتداد الطائفي وربما داخل تياره، خصوصاً أنه لم يَفُزْ بأي وَعْدٍ من «حزب الله» بدعْم ترشيحه شبيه بما حَظي به عمُّه العماد ميشال عون الذي استحقّ من الحزب تعطيلَ الاستحقاق الرئاسي لعامين ونصف العام لفرْض انتخابه.
ويتحدث مَن هم على درايةٍ بما يجري في الكواليس وخلف الستائر المقفَلة عن أن «حزب الله» حاذَرَ طويلاً إطلاقَ أي إشاراتٍ من النوع الذي يمكن أن يُفهم على أنه التزامٌ رئاسي تجاه باسيل، الذي لم يحظَ بأكثر من «وسامٍ كلامي» من رتبة «التضحية» يوم فُرضت العقوبات الأميركية عليه. فحينها اكتفى نصرالله في آخِر الكلام بالقول «يُبنى على الشيء مقتضاه».
«مقتضاه» لا يرتقي إلى مستوى وعْدِ رئيس «التيار الوطني الحر» بالرئاسة ولا بمجاراة باسيل في حربه المفتوحة على رئيس البرلمان (زعيم حركة «أمل») نبيه بري، الحليفُ الشيعي للحزب الذي يَرسم خطاً أحمر يصون العلاقةَ مع بري تجنُّباً لأي صراعٍ يمكن أن يعيد تجربةَ إراقة الدماء بين الشيعة أنفسهم على غرار حرب إقليم التفاح عام 1988.
«حزب الله»... البراغماتي
فـ «حزب الله» الذي فُهم أنه يقوّم سلباً تجربةَ المجيء برئيسٍ محسوبٍ عليه كالعماد عون، حرص على حفْظِ التحالف مع «التيار الوطني الحر» وعلى تمكينه من حصْدِ كتلةٍ نيابيةٍ يُعتدّ بها لحماية التوازن داخل الوسط المسيحي والحؤول دون تَفَوُّق «القوات اللبنانية»، الخصمُ الذي يرتقي إلى مستوى العداء بالنسبة إلى الحزب.
واستوقف أوساطاً واسعة الاطلاع أن «حزب الله» في مقاربته الرئاسية تَراجَعَ خطوةً إلى الخلف برفْعه شعار الرئيس التوافقي الذي يريده «ليس معه بالضرورة لكن ليس ضده بالتأكيد»، على أن يكون شخصيةً قادرةً على «الكلام» مع المجتمعيْن العربي والدولي.
وفي تقدير هذه الأوساط أن «حزب الله» أدرك أن من غير المهمّ كثيراً مَن هو الرئيس ما دام الأهمّ هو بيد الحزب، أي «النفوذ» الذي يجعل التركيبةَ بمجملها في متناوله، وهو ما اعتُبر براغماتيةً مردّها إلى خُلاصاتِ تجربة الإتيان برئيسٍ صافٍ كالعماد عون.
هذه «المرونةُ» في مقاربة «حزب الله» الرئاسية لاحَظَها السفيرُ السعودي في بيروت وليد بخاري، ويردّها إلى عدم الرغبة في معاودةِ استنساخ التجربة العونية في الحُكْم وعدم القدرة على المضي في مغامراتٍ من هذا النوع، في الوقت الذي عُثر للمرة الأولى في تصريحاتٍ للسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا على مفردة ملتبسة عن براغماتية «حزب الله» التي تُشتمّ منها رائحةُ الغاز على خط الوئام البحري بين لبنان وإسرائيل.
نصائح نصرالله لباسيل
وخلاصةُ الكلام الذي «لا يرقى إليه الشك» أن أحلامَ باسيل الرئاسية الآن إما تشبه «أحلامَ اليقظة» وإما أنها بحكم المؤجَّلة، فهو سمع من «حزب الله» وأمينه العام نصائح ذات مغزى بضرورة أن يولي الأولويةَ لمعاودة ترتيب بيته الداخلي وأخذ متسع من الوقت (أعوام) لصياغة بروفايل سياسي مغاير (أقلّ استفزازاً) يطلّ به على اللبنانيين إفادةً من دروس احتجاجات 17 أكتوبر (2019) وعِبَرها.
ومن المفيد القول إن هذه الخلاصة لا تعني أن «حزب الله» يدير ظهرَه لحليفه في «تفاهم مار مخايل» أو لـ «جناحه» المسيحي. ولم يذع باسيل نفسه سراً عندما كشف عن أنه سمع من نصرالله في لقائهما الأخير «إحاطةً إستراتيجية» لمعنى وصول فرنجية للرئاسة من دون أن يَطلب منه صراحة دعمه أو حشْد الأصوات له لضمان كسْر التوازن السلبي في البرلمان.
بين باسيل وفرنجية... «حزب الله» يمون
وما لم يَقُلْه باسيل وما لم يسمعه من نصرالله شخصياً، كان قيل وسُمع عبر قنواتِ التواصل المعتمَدة بين رئيس «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» ودار حول ضماناتٍ وتطميناتٍ وتعهداتٍ لـ «زحزحة» موقفِ باسيل الرافض لدعم انتخاب فرنجية رئيساً، رغم حرص الحزب الدائم على الترويج أنه يؤيّد الزعيم الزغرتاوي لكنه لن يخوض معركتَه.
من الضماناتِ أن فرنجية هو المرشّح الوحيد الذي «يمون» عليه الحزب لإبرام تَفاهُمٍ مع باسيل وبرعايته. ومن التعهداتِ أن الحزب نفسه مستعدٌّ لـ «ضمان» أي تَفاهُمٍ من هذا النوع وما ينجم عنه من التزاماتٍ. أما التطمينات فامتدت من أن الزعامةَ الشماليةَ لفرنجية لن تأكل من صحن باسيل، إلى تبديد هواجس الأخير من إمكان سعي فرنجية – الرئيس إلى تعبيد الطريق لنجله (النائب) طوني لوراثة القصر.
هكذا حُرم فرنجية الرئاسة... مرّتيْن
وثمة مَن يعتقد أن هذه «اللهفة» من «حزب الله» على فرنجية لا تنبع من مجرّد اعتباراتٍ إستراتيجية ترتبط بالهوية السياسية لزعيم «المردة»، بل ربما بشعورٍ أن لفرنجية ديْناً في ذمة الحزب الذي أحْبط وصول حليفه - الذي لم «ينقل البارودة من كتف لكتف» - مرتيْن كانت الرئاسة أيْنعت له وحُرم من قِطافها.
في العام 2004 عندما بَلَغَ لبنان عيْنَ العاصفة وتَعاظَمَ الرفضُ الداخلي والخارجي للقرار السوري بتمديد ولاية الرئيس السابق إميل لحود ولاحتْ في الأفق طلائع القرار 1559، بادَرَ رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري إلى صوغ «فكرةٍ» لكسر المأزق الخطر، فأوفد إلى الرئيس السوري بشار الأسد اقتراحاً يقضي باختيار أحد الاسميْن من الحلفاء اللصيقين بدمشق، جان عبيد أو سليمان فرنجية للرئاسة تفادياً لتَجَرُّع لبنان الكأس المُرّة بالتمديد للحود وفتْح البلاد تالياً على المجهول.
يُروى أن الأسد، الذي تَلَقَّفَ اقتراح الحريري، مستبعداً عبيد ومتبنّياً صديقه فرنجية، أرسل إلى نصرالله مَن يسأله رأيَه نظراً لكلمته الوازنة بالنسبة إلى سورية في تلك المرحلة، فكان جواب الأمين العام لـ «حزب الله» أنه «لا نعرفه كفاية»، وتالياً فإنه نصح بتجنُّب المجازفة في تلك اللحظة المفصلية في المنطقة فـ... طارتْ فرصة فرنجية.
لم يكن رئيس «المردة» في حينه تَعَرَّفَ إلى «الحاج رضوان» الذي كان يجهل اسمه الحقيقي، أي عماد مغنية، رغم تطوُّر العلاقة بينهما إلى صداقة ورحلات صيد و«سياحة» على مواقع «حزب الله» على الحافة الأمامية مع إسرائيل، وهي الصداقة التي أرستْ علاقةً راسخةً بين فرنجية «رجل الثوابت» وبين «حزب الله».
وقليلون يعرفون أنه عندما أذيع نبأ اغتيال القائد العسكري لـ «حزب الله» عماد مغنية في فبراير الـ 2008 في دمشق، سارَعَ فرنجية للاتصال بصديقه «الحاج رضوان» لاستيضاح ملابسات ما جرى ولتعزيته من دون أن يدري، في حينه أنه كان يهاتف مغنية نفسه الذي سقط في انفجار السيارة المفخَّخة في حي كفرسوسة الدمشقي.
غير أن هذه العلاقة وعُمْقها لم تسعف رئيس «المردة» في الـ2015 حين بادر زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى تبني ترشيح فرنجية حليف «حزب الله»، الذي تعاطى للوهلة الأولى مع الأمر على أنه «مناورة» من الحريري لشقّ صفوف «8 مارس» عبر وضع فرنجية وعون (المرشح) وجهاً لوجه، وتالياً لم يدرك جديةَ المبادرة إلا بعد الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الزعيم الزغرتاوي من الرئيس الفرنسي آنذاك فرنسوا هولاند، والتأكد من وجود تَفاهُمٍ بين باريس والرياض على دعم فرنجية.
وتشي وقائع تلك المرحلة بأن «حزب الله» الذي وَعَدَ عون بالرئاسة لم تَرُقْ له حركةُ فرنجية، لخروجها عن المعادلة التي يريدها «نحن نسمّي الرئيس وعلى الآخَرين تحديد موقفهم سلباً أو إيجاباً»، إضافة إلى «النقزة» التي أثارها وجود تَفاهُمٍ فرنسي - سعودي، بمعزل عن إيران والحزب، بطبيعة الحال.
وذهب «حزب الله» إلى أبعد من ذلك في إبعاده خيار فرنجية آنذاك حين رَسَمَ شكوكاً حول التزاماتٍ قَطَعَها رئيس «المردة» لزعيم «المستقبل» في تَفاهُمٍ من سبع أوراق، أخفى ثلاثة منها عن الحزب لاشتمالها على تعهدات تجاوزت الخطوط الحمر كالتزامه حلّ «سرايا المقاومة» والإبقاء على قانون الانتخاب المعروف بـ «قانون الستين» وسوى ذلك...
رغم سحب «حزب الله» الرئاسة من فم فرنجية للمرة الثانية، فإن الرجلَ حافَظَ على رباطة جأشه، فامتنع حتى عن النزول إلى البرلمان لانتخاب نفسه، مكتفياً بمعارضةٍ من «أوراق بيض» في مواجهةِ عون الذي جَعَلَه الحزب رئيساً مع وقف التنفيذ قبل تبني ترشيحه من خصمه اللدود «القوات اللبنانية» وإبرام الحريري لتسويةٍ معه.
هل الثالثة... ثابتة؟
ربما تكون الثالثة ثابتة مع فرنجية، أقلّه بالنسبة إلى «حزب الله» الذي «يُدَوْزِنُ» موقفه وفق القاعدة الآتية: يؤيد رئيس «المردة» ويصوّت له ويسعى لحشد تأييدِ حلفائه له، لاقتناعه بأن فرنجية مشروع رئيس توافقي في الداخل ويحظى بعدم ممانعةٍ خارجية، ولا سيما أميركية – فرنسية وسبق أن حظي برضى سعودي في العام 2015.
مَن يدقق في حركة المشاورات وإيقاعها وما تنطوي عليه المناقشاتُ في الأندية السياسية، يدرك أن «حزب الله» لن يقول «فرنجية أو لا أحد» من جهةٍ، لكنه يرغب في فتْح الطريق أمامه لاعتقاده أنه يتمتع بتأييدٍ مكتوم من طوائف عدة وقادرٌ على فتْح قنواتِ تَعاوُنٍ مع المجتمعيْن العربي والدولي.
... هل ينجح الأسد حيث فشل الآخرون؟
«حجرُ العثرة» الأكثر إثارة في طريق فرنجية إلى القصر بحسب ما يَرْشَحُ عن المداولات التي يُجْريها «حزب الله» وسواه، هو جبران باسيل الذي استمع بإصغاءٍ لمحاكاة نصرالله عن الأسباب الموجبة التي ترجّح كفة رئيس «المردة» على سواه، وهو الذي – أي باسيل – تُعِدُّ له دمشق استقبالاً حافلاً خلال الزيارة التي بدأت ترتيباتُها وسيتخلّلها لقاء مع الأسد وتَفاهُماتٌ، «المشرقية» واحدة من عناوينها.
وثمة انطباعاتٌ في بيروت ترقى إلى مستوى «المعطيات» بأن «الأسد، الذي يعمل بالتكافل والتضامن مع نصرالله، سيكمل البازل الذي رُسِمَ في الضاحية عبر حضّ باسيل على رفْع الفيتو من أمام فرنجية ودعْم ترشيحه لقاء ضماناتٍ تتناول المستقبل حاذر الأمين العام لحزب الله إغداقها على رئيس التيار الوطني الحر».