إصدار للكاتبة نادية الشراح يُوّثق تلك الأزمة المالية الطاحنة
«كان صرحاً من خيالٍ فهوى»... هذا ما حدث في «مناخ 82»
- الشراح لـ «الراي»:
- من حق الأجيال القادمة أن تعرف ماذا حدث... في «مناخ 82»
- إذا كان لأزمة سوق المناخ أي حَسَنة... فهي مسرحية لعبدالحسين عبدالرضا
«التشويق في التوثيق»...
لعلّ هذا العنوان هو الأنسب بالنسبة إلى قارئ كتاب «كان صرحاً من خيالٍ فهوى - مناخ 82»، لمؤلفته نادية علي الشراح، والذي صدر أخيراً عن دار «منشورات تكوين» للنشر، ويقع في 463 صفحة، بواقع 7 أجزاء، أولها «الحكايات تتشابه» حيث تربط به الكاتبة أزمة المناخ التي حدثت في الكويت صيف العام 1982، بالأزمات المالية التي انفجرت فقاعتها في كثير من دول أوروبا والعالم، مثل «أزمة التوليب» في هولندا العام 1937، وأزمة المسيسيبي التي حدثت في فرنسا أوائل القرن الثامن عشر، وأزمة «بحر الجنوب» في بريطانيا العام 1720، وغيرها.
«أصابت العباقرة»
وفي الجزء الثاني الذي جاء بعنوان: «الهوس والذكاء متضادان، فلمن الغلبة؟»، تشير الشراح إلى أن الأزمات لم تؤذِ فقط البسطاء من الناس، بل أصابت كذلك العباقرة وأصحاب العقول الكبيرة، «فهناك شخصيات معروف عنها التفوق في العلم والذكاء والخبرة، ومع ذلك أخطأوا في قراراتهم».
كما تحدثت الكاتبة في هذا الجزء أيضاً عمّا واجهته على المستوى الشخصي مِن صعوبات في لقاء مَن وصفتهم بـ «فرسان سوق المناخ» لتوثيق تجاربهم الشخصية في هذه الأزمة المالية الطاحنة، تحت عناوين عدة، منها «بيت الزين وابن العم وشين المناخ - زيد عبدالكريم المطوع»، «ترك القضية ولم يتحدث عنها إلا معي - مشاري محمد الجاسم»، «ياجبل ما يهزك ريح - عبدالعزيز صالح الحمدان»، «المستشار المالي والجمرة التي بقيت في يد الصغار - صباح الريس»، و«سوق الجت بريء من بيع الجت - عبدالحميد المزيد»، وغيرها.
«شهادات مهمة»
أما الجزء الثالث، المعنون بـ «قوى داعمة وأخرى في حالة إنكار للكارثة (طرائف التصريحات الصحافية)»، فتناولته بثلاث مراحل، هي «مرحلة نفخ الفقاعة» و«مرحلة الإنكار» و«أزمة ثلاثية الأبعاد».
وفي الجزء الرابع «عودة إلى المتضادين (الهوس والذكاء)»، نجحت الكاتبة في تدعيم تلك الأزمة بالمزيد من الحقائق والوقائع، مستعينة بشهادات مهمة، حملت شعارات مثل «الإشاعة التي غيرت حياتي - عبدالعزيز عبدالرحيم تقي»، «انفراط السبحة - محمد علي الإبراهيم»، و«المصائب لا تأتي فرادى - باسل أحمد الأسطى» والقائمة طويلة.
وعرجت الشراح في الجزء الخامس على «بنك المقاولين والمناخ»، حيث احتوى هذا الجزء على تجارب بعض قيادات المصارف المحلية إبان حقبة المناخ، ومرحلة هوس تداولاته، ومرحلة ما بعد انفجار الفقاعة. في حين كان الجزء السادس بعنوان «المحذرون»، والذي انتقت فيه عبارات من فريق المحذرين الذين كانوا يقرعون أجراس التحذير قبل انفجار الفقاعة.
ولأن الكوميديا تولد عادة من رحم الأحزان والمعاناة، لم تغفل الكاتبة استحضار مسرحية «فرسان المناخ» للعملاق عبدالحسين عبدالرضا، حيث جاء الجزء السابع والأخير بعنوان «إذا كان لأزمة المناخ أي حسنة، فهي مسرحية (فرسان المناخ)».
«المناخ» من أكبر الأزمات العالمية
على ضوء الكتاب، صرحت الشراح لـ «الراي»، قائلة: «بحكم تخصصي في الجهات التي عملت بها، ولأن قصص أزمات العالم كانت تلازمني دوماً في كل المحطات المهنية، بدأت فكرة إصدار كتاب عن أزمة سوق المناخ في العام 2016 حين تفرغت من العمل، إذ عكفت حينها على قراءة كل ما كُتب عن هذه الأزمة في الصحف المحلية والعالمية، فقمت بجمع ما توافر من كتب عن الأزمات السابقة التي انفجرت فقاعاتها في دول متعددة».
وأضافت: «القراءة جعلتني أشعر بأن هناك ظلماً لناحية تسليط الضوء على أزمة سوق المناخ، لأنها لم تأخذ حقها لناحية التوثيق الذي تستحقه، حيث تعتبر من أكبر الأزمات العالمية قياساً بحجمها وتأثيرها على الاقتصاد الكويتي، فهناك أزمات أقلّ منها بكثير ولكنها وُثقّت بشكل جيد وتنوعت مصادرها. لذلك، من حق الأجيال القادمة أن تعرف ماذا حدث في (مناخ 82) بأسلوب وثائقي يجذبها لاقتناء الكتاب وقراءته، لعرض الأزمة بشكل تفصيلي مبسط حتى يستفيد منها الجميع، بحيث ألا يقتصر قراؤه على المتخصصين فقط في علم المال والاقتصاد، بل تعمدت أن يكون موجهاً لأكبر شريحة ممكنة بخلفياتها الفكرية المختلفة».
«ليس ربحياً»
أشارت الشراح إلى أن الكتاب نتاج جهد فردي، «وهو توثيقي - ترفيهي في الوقت ذاته، وليس ربحياً على الإطلاق، لأنه لا أحد يفرح بمكروهٍ قد حصل لوطنه ولأبناء شعبه ويعمل على الاستثمار به لتحقيق عائد ربحي»، مردفة: «قدمت الكتاب بمنهج يُغاير الأعمال التوثيقية السائدة، حيث عمدت إلى تقديمه على هيئة روايات قصصية، بحيث إن كل شخصية من الشخصيات تتحدث عن تجربتها الخاصة في أزمة سوق المناخ، ومن خلال تلك التجارب وتسلسل الأحداث من شخص إلى شخص، أعتقد بأن القارئ ستكون لديه معلومات وافرة عمّا حدث».