خامنئي يعتبر أن واشنطن تسعى للتأثير في الرأي العام الإيراني

طهران تُحقّق في فيديو «صادم» يكشف عنف الشرطة في قمعها للاحتجاجات

تصغير
تكبير

- طهران تُناقش في فيينا «قريباً» الملف النووي مع الوكالة الذرية

باريس، دبي - أ ف ب، رويترز - أمرت الشرطة الإيرانية، بفتح تحقيق في شأن تسجيل مصوّر يظهر عناصرها يتعرّضون بالضرب المبرح لأحد المتظاهرين، وهو ما اعتبرت مجموعات حقوقية أنه يكشف مدى «وحشية» الشرطة في قمعها للاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني.

من جانبه، اعتبر المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، أن الولايات المتحدة تعمل للتأثير على الرأي العام في إيران.

وقال أمس، إن «تقارير أجهزة الأمن عن الاضطرابات تظهر أن العدو خطط لأعمال الشغب في طهران والمدن الكبرى والصغيرة»، واضعاً ذلك في إطار «الدور الواضح لأميركا في أعمال الشغب» التي تشهدها إيران، وتعد الأكبر منذ أعوام.

وأتت تصريحات المرشد الأعلى، خلال استقباله تلامذة مدارس في حسينية الإمام الخميني في طهران، قبل يومين من إحياء إيران «يوم التلميذ» الذي يصادف أيضا «يوم مقارعة الاستكبار العالمي»، في إشارة الى ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في نوفمبر 1979.

وسبق لخامنئي أن اعتبر أن الاحتجاجات «مخطط لها مسبقاً»، متهماً الأميركيين والإسرائيليين، بالوقوف خلفها.

ورأى المرشد الأعلى أمس، أن «مخططهم، هدفهم، هو ضمان أن يتبعهم الشعب الإيراني ويصبح رأيه متطابقاً مع آراء القادة البريطانيين والأميركيين».

واعتبر أن الاحتجاج في الشارع من «بعض المراهقين والشباب هو ظاهر الأمر. هؤلاء هم أطفالنا وليس لدينا نقاش معهم لأنهم دخلوا الساحة بسبب بعض الإثارات والعواطف وبعض الإهمال في الأمور، لكن المهمّ الذين أداروا هذه المشاهد بخططهم وبرامجهم».

كما اعتبر خامنئي أن الأحداث الأخيرة هي «حرب مركّبة» يستخدم فيها أعداء البلاد كل امكاناتهم.

ويفيد ناشطون بأن العشرات قتلوا بينما تم توقيف الآلاف في الحملة الأمنية التي تنفّذها قوات الأمن التي اتّهمت بإطلاق النار على المحتجين من مسافة قريبة وضربهم بالهراوات وغير ذلك من الانتهاكات.

وأظهر التسجيل المصوّر الذي انتشر في وقت متقدم، الثلاثاء على وسائل التواصل الاجتماعي والتقط ليلاً بواسطة هاتف نقال، في ما قيل إنه أحد أحياء طهران، نحو 10 عناصر شرطة ينهالون بالضرب بالعصي والركل على شخص، بينما وقف زملاء لهم على مقربة من دون أن يتدخلوا.

وحاول الشخص تغطية رأسه باستخدام يديه قبل أن يُسمع صوت إطلاق نار لتدهسه بعد ذلك دراجة نارية تابعة للشرطة. وتُرك الرجل ممدداً على الأرض من دون حراك.

وأفادت منظمة العفو الدولية بأن «هذا الفيديو الصادم المُرسل من طهران هو تذكير مروّع جديد بأن وحشية قوات الأمن في إيران لا حدود لها».

وأضافت «في ظل أزمة حصانة، يُطلق لهم العنان لضرب المتظاهرين بوحشية وإطلاق النار عليهم»، داعية مجلس حقوق الإنسان إلى «التحقيق بشكل عاجل في هذه الجرائم».

وأعلنت الشرطة الإيرانية في بيان نشرته «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية، أنه «تم إصدار أمر خاص فوري للتحقيق في التاريخ والمكان المحدد لحصول هذه الواقعة وتحديد المتورطين».

وتابع البيان ان الشرطة «لا توافق بتاتاً على العنف والسلوكيات غير التقليدية، وستتعامل مع المتورطين بما يتوافق مع القواعد» المعمول بها.

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، أن نحو 300 شخص قتلوا في الاضطرابات بينهم 46 قاصراً.

وأعلنت طهران، ان ما لا يقل عن 36 من قوات الأمن قتلوا أيضاً.

وحذّرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، من أن هذه الأرقام ليست إلا تقديرات للحد الأدنى للضحايا، إذ أن وصول المعلومات يُعد بطيئاً نظراً لتعطيل السلطات للإنترنت.

وتم توقيف آلاف الأشخاص في الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات، بحسب ناشطين حقوقيين، بينما لفتت السلطة القضائية إلى أنه تم توجيه اتهامات لألف شخص، على صلة بما تصفها بأنها «أعمال الشغب».

وانطلقت في طهران السبت، محاكمة خمسة رجال وجّهت إليهم اتهامات قد تحمل عقوبة الإعدام على خلفية الاحتجاجات.

وقال مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم «بدلاً من الموافقة على مطالب الناس القانونية، تنفّذ الجمهورية الإسلامية حملة أمنية بإجراءات قمعية ومحاكمات صورية».

ونشرت وسائل إعلام إيرانية أمس، مقطعاً مصوراً لإلقاء القبض على مغني الراب الشهير توماج صالحي، ظهر فيه معصوب العينين، وقوله إنه لم يكن يقصد ما ذكره في تعليقات سابقة تنتقد السلطات.

وتفاقم التحدي الماثل أمام النظام مع إحياء أربعينية مقتل كل شخص، لتتحوّل مراسم إحياء أربعينية كل من عشرات القتلى في الحملة الأمنية إلى نقطة انطلاق لتظاهرة جديدة.

وقالت المحللة المتخصصة بالشأن الإيراني لدى «مشروع التهديدات الخطيرة» التابع للمعهد الأميركي لأبحاث السياسة العامة إن «الجنازات ومراسم إحياء الأربعينات للقتلى من المتظاهرين باتت بشكل متزايد قوة الدفع باتّجاه مزيد من الاضطرابات».

وأضافت «يضع ذلك النظام في وضع حرج إذ يواجه خطر التسبب عن غير قصد باستمرارية الحركة الاحتجاجية عبر محاولته قمعها بعنف».

في سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس، إن بلاده سترسل وفداً إلى فيينا في الأيام المقبلة لمحاولة تقريب وجهات النظر مع مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف أنه سيتحدث أيضاً إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لبحث جهود إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي