قدمتها «جالبوت» في ختام عروض «الكويت المسرحي 22»
«ولاية عجب».. لكل ظالم نهاية
لو لا النفاق والمجاملات والخوف الذي يحاصرنا منذ قرون مضت، لما ضاعت بلاد الزيتون، وضاعت من قبلها الأندلس.. ولكن لكل ظالم نهاية!
كانت هذه الجملة، لبّ الموضوع لمسرحية «ولاية عجب» لفرقة «جالبوت»، والثيمة التي انطلق منها المؤلف والمخرج والممثل مشعل العيدان في عرضه على خشبة مسرح الدسمة، الذي كان بحق مسك ختام الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي.
العرض حمل العديد من الإيماءات حول الفساد وتردي الأوضاع السياسية محلياً وعربياً، منذ سقوط الأندلس مروراً بالعام 1948 عندما احتل الصهاينة أرض فلسطين، ووصولاً إلى يومنا هذا، حيث تُهان كرامة الإنسان العربي كل يوم، في حين لانملك من الأسلحة سوى الشجب والاستنكار والشعارات والخطابات، والقصائد العصماء.
وقدم العيدان في «ولاية عجب» «كولاج» لأعمال عدة في المسرح السياسي الكويتي مثل «حفلة على الخازوق»، «رحلة حنظلة»، «على جناح التبريزي» و«صقر قريش» وغيرها. ومع ذلك، لم يغفل في أن يضع رؤيته الخاصة من خلال هذه الولاية الافتراضية التي أسسها بمعية طاقمه الفني، ليقدموا معاً لوحات فنية ذات قيمة عالية على خشبة المسرح.
وكان العيدان قد دوّن في «بروشور» المسرحية مقولة بدت غريبة في بادئ الأمر، خصوصاً حينما قال: «اتركوا عنكم التفاؤل ودعونا نتشائم.. لا أحد يستغرب، فأنتم في ولاية عجب».
هذه المقولة، دفعت الجمهور في المسرح إلى التساؤل مراراً عمّا يدور في بال الكاتب، ولكن حين شاهدوا العرض أدركوا معناها جيداً، وصدقوا كل ما جاء فيها من رؤى بدت سوداوية، ولكنها في حقيقة الأمر تلامس تاريخنا المرير.
السينوغرافيا
بالنسبة إلى الأداء التمثيلي، فكان مشعل العيدان ضابطاً لإيقاع الكوميديا النظيفة، التي أضحكت الجمهور في أكثر من موقف دون سخرية أو ابتذال، كما أثبت بأنه ممثل ينتظره مستقبل واعد، بالإضافة إلى كونه مؤلفاً ومخرجاً ذا رؤية ثاقبة. كذلك نجح الممثل عبدالله الهويدي في تجسيد «كراكترات» عدة، ولا سيما حين أدّى شخصية «صقر قريش». بالإضافة إلى الفنانين يوسف المطر وشهاب المشايخي، اللذين لعبا أدوار متعددة، ليشكلوا جميعاً فريقاً متجانساً ويقدموا مهارات إبداعية في الأداء الصوتي والحركي.
أيضاً، يُحسب للمخرج استعانته بخيال الظل ومسرح العرائس لإضفاء المزيد من الفرجة المسرحية الممتعة، إلى جانب الكوميديا، والطروحات الجادة والمهمة. أما الموسيقى «اللايف» لمحمد النصار، فهي حكاية في حد ذاتها، حيث تماشت مع كل حدث على حدة، عطفاً على الأزياء التي جاءت معبرة للغاية، والتي أعادتنا مصممتها دلال مبارك إلى العصور القديمة.
يُذكر أن «ولاية عجب» من تأليف وإخراج مشعل العيدان، ومن تمثيل يوسف المطر وعبدالله الهويدي وشهاب المشايخي، موسيقى محمد النصار، إضاءة لعبدالقدوس إسماعيل، الأزياء لدلال مبارك، مساعد محمد رشا النصرالله ومحمد الصراف، مخرج منفذ شهد ياسين وفهد العامر، منفذ إضاءة علي دشتي، مكياج زينب دشتي، مدير خشبة فراس السالم، إدارة الكواليس سليمان الحويس ومنيرة الخليفي، مدير الإنتاج أحمد الرشود.