قدّمتها «الشعبي» ضمن عروض «الكويت المسرحي 22»

«ماردين»... تحبون ولا تقولون!

تصغير
تكبير

ضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، قدمت فرقة المسرح الشعبي على مسرح الدسمة أمس، عرضاً لمسرحية «ماردين»، المستوحاة من قصة الأغنية الشعبية التراثية «تحبون الله ولا تقولون... سعاد كن ماتت أوي أوي دلال»، التي سجلتها الفنانة العراقية سليمة مراد في العشرينات من القرن الماضي، ثم تغنى بها الفنان عبدالله الفضالة، حتى إن العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا غناها بأسلوبه الكوميدي المعتاد مع الفنان الراحل عبدالعزيز النمش، والفنان القدير سعد الفرج في مسلسل «درب الزلق».

تحكي هذه الأغنية قصة تراثية لفتاة جميلة تدعى «سعاد»، كانت تعيش بمدينة ماردين التركية التي تعتبر محطة عبور للعديد من المهاجرين، وحينما سمع عنها عمدة اسطنبول «شوكت باشا» جاء متقدماً للزواج منها، غير أنها رفضته.

هنا أصيب العمدة بعارض من عوارض الجنون، حيث انتابه شعور كبير بالإهانة، وظل غارقاً في التفكير عن سبب رفضها له، حتى أخبروه حاشيته وزبانيته أنها على علاقة حب برجل فقير يعمل «ساعي بريد» ويدعى «دلال».

في هذه الأثناء، أمر شوكت باشا رجاله بإحضار دلال مخفوراً إليه ومن ثم زجه بالسجن بتهمة كيدية، وبالفعل تم الحكم عليه بالسجن لعامين. فتقدم العمدة مرة أخرى لسعاد، ولم يجد والدها بداً من تزويجه، خصوصاً بعدما اختفى خطيبها من دون أن يترك خلفه أثراً.

بعد زواج العمدة من سعاد، أحضرها إلى قصره في اسطنبول، وأُشيع في «ماردين» أن الأخيرة ماتت، وهو ما حطم قلب دلال فور خروجه من السجن، حتى مات من شدة الحزن عليها، في حين شاب شعر رأس حبيبته عندما علمت بموته وظلت تبكيه إلى نهاية العرض.

المسرحية من تأليف وإخراج نصار النصار، الذي شارك أيضاً في البطولة إلى جانب فاطمة الطباخ، وباقة من الوجوه الجديدة التي تطلُّ للمرة الأولى على خشبة المسرح، على غرار محمد عبدالعزيز ومساعد خالد وإسماعيل كمال وشهد الراشد وشاهين النجار، بالإضافة إلى الفنانين محمد بوكبر وعبدالله رحيل.

وكان العرض بسيطاً، لكنه غزيراً لناحية الرسائل التي يحملها «ساعي البريد» بين طياته، حيث أدّى نصار النصار هذه الشخصية باحترافية وإتقان، فبالرغم من كونه مؤلف ومخرج العرض، إلا أننا لم نشعر إطلاقاً بتفاوت مستواه، سواء لناحية النص أو الإخراج أو التمثيل، بل كان لاعباً ماهراً على جميع الحبال، التي سار عليها بخطوات ثابتة.

أما الفنانة فاطمة الطباخ، فقد أجادت دور «سعاد الكبيرة» بكل اقتدار، حيث أخرجت كل طاقتها التمثيلية للتعبير عن الشخصية، سواء بالأداء الصوتي أو بلغة الجسد، فكانت بحق فنانة ذات إمكانات خاصة. كذلك نجح الفنان مساعد خالد بشخصية العمدة «شوكت باشا»، وشهد الراشد بدور «سعاد الصغيرة»، وتألق بقية الفنانين في أدوارهم المساندة.

أيضاً، يُحسب للمخرج النصار أنه أظهر لنا جيلاً جديداً من الممثلين الواعدين، ممن لم يسبق لهم الوقوف على خشبة المسرح، فضلاً عن الأصوات الجميلة التي أبدعت في الغناء والإنشاد بقيادة مدربة الكورال رشا النصرالله ومدرب الأداء عثمان الصفي.

ولا نغفل مصممة الديكور سارة الحماطي، التي وضعت لمساتها الجميلة في كل قطعة من القطع الموجودة على الخشبة، ليتم استخدامها في أكثر من غرض، فتارة تتحول هذه القطع إلى كراسي للانتظار في المحطة، وأحياناً تصبح شنطاً للمسافرين، أو بنادق لجنود العمدة، أو عكازاً لدلال.

أما الموسيقى لمحمد النصار، فكانت بطل العرض بامتياز، إذ جاءت متناغمة مع الأحداث الشعبية، حيث اعتمد مصممها على العزف الانفرادي للآلات الشعبية، مثل العود، وغيره. إلا أن المؤثرات الصوتية لم تكن بالمستوى المطلوب. بينما أبدع عبدالله النصار في تصميم الإضاءة، التي كانت تنسجم ألوانها مع كل حدث. إلى جانب الأزياء والماكياج والإكسسوارات التي استعارها فريق العرض من الزمن العثماني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي