في أهم ظاهرة فلكية محلية حدثت العام الجاري
شمس الكويت كسفت لـ 144 دقيقة... والوعد في 2027
عاشت الكويت أمس أهم ظاهرة فلكية تحدث لسمائها خلال العام الجاري، حيث شهدت الشمس كسوفاً جزئياً، بدأ في تمام الساعة 1.20 بعد الظهر، واستمر ساعتين و24 دقيقة، لينتهي في الساعة 3.44 دقيقة. وبانتهاء هذا الكسوف فإن سماء الكويت لن تشهد ظاهرة كسوف أخرى حتى الثاني من أغسطس 2027، حيث ستشهد كسوفاً جزئياً آخر في ذلك الوقت. أما الكسوف الكلي فلن تشهده سماء الكويت حتى 20 مارس 2034.
عيسى النصرالله: الظاهرة الأولى فلكياً منذ «كورونا»
قال مدير إدارة علوم الفلك في النادي العلمي عيسى النصرالله إن «كسوف الشمس الجزئي يُعد الظاهرة الفلكية الأولى في سماء الكويت، منذ انتهاء قيود جائحة كورونا، وكان الكسوف السابق في 21 يونيو 2020، حين شهدت سماء الكويت كسوفاً جزئياً، بلغت نسبته 60 في المئة من حجم الشمس»، مبيناً أن «آخر كسوف جزئي للشمس أُقيمت له فعالية رصد نظمها النادي العلمي للجمهور، كان في 26 ديسمبر 2019، قبل انتشار فيروس كورونا، وحينها أشرقت الشمس في السماء، وهي في حالة الكسوف في منظر أبهر الحاضرين».
وبيّن النصرالله أن «ظاهرة الكسوف تحدث دائماً في بداية الشهر القمري، عندما يمر القمر من أمام الشمس، وتكون الشمس والأرض والقمر على مستوى واحد، فيحجب القمر ضوء الشمس عنا»، مشيراً إلى أن «قطر الشمس أكبر من قطر القمر بما يقارب 400 مرة، ويبعد عنا مسافة تزيد على بعد القمر بما يقارب 400 مرة، فيظهران في السماء بحجم ظاهري متقارب، مما يسمح أيضا بحدوث ظاهرة الكسوف الكلي والحلقي».
خالد الجمعان: 35 في المئة من كسوفات العالم... جزئية
أوضح مشرف المتاحف في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، ممثل الاتحاد الفلكي الدولي لعلوم الفلك، خالد الجمعان أن «الكسوف الجزئي يحدث عندما يحجب القمر جزءاً من قرص الشمس، وهو يمثل ما نسبته 35 في المئة من الكسوفات في العالم، وفي هذه الحالة تشهد جميع المناطق التي ستشهد الكسوف كسوفاً جزئياً، بنسب متفاوتة، ومناطق أخرى لا تشهد الكسوف».
صالح المسباح: الكويتيون قديماً كانوا ينادون... «خفس - خفس»
قال الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح إن «الكويتيين قديما كانوا يسمون كسوف الشمس وخسوف القمر، باسم واحد هو (خسف)»، مشيراً إلى أنهم «كانوا لا يعلمون عن حدوثه إلا ساعة مشاهدتهم له».
وأوضح المسباح أن «أول من يرى هذه الظاهرة كان ينادي ويصرخ (خفس - خفس) ثم يتجه لأقرب منزل ويطرق على بابه منادياً أصحابه (خفس - خفس)، وهكذا حتى يعلم جميع سكان الكويت بالحادثة الفلكية التي كانوا يرون فيها أمراً خطيراً، ويتجمعون في المساجد ثم يصعد المؤذن إلى المسجد ويدعو إلى الصلاة».
وأضاف أن «من الموروثات القديمة أنه لحظة (الخفس) كما كان يسميها الكويتيون، أن مجموعة من الأولاد يخرجون ويحملون المصاحف بأيديهم مفتوحة باتجاه السماء ويبدأون يغنون بصوت عال أهزوجة تراثية، يقول مطلعها (مولانا يا مولانا.. لا إله إلا الله.. نبي مرضاة مولانا.. لا إله إلا الله.. يا سامع دعانا.. لا إله إلا الله.. محمد زين كله زين.. لا إله إلا الله) في حين كان الرجال يهبون إلى المساجد لأداء الصلاة».