فلسفة قلم

وثيقة المسؤوليات

تصغير
تكبير

في السابق، بعد كل خطاب أميري كنا نقرأ ونبحث في الرسائل الضمنية للخطاب، إلا أن خطاب حل مجلس الأمة في يونيو الماضي، ووثيقته التي ألقاها سمو نائب الأمير الشيخ مشعل الأحمد، في خطاب افتتاح دور الانعقاد السابع عشر، في مجلس الأمة، إضاءة على مرحلة جديدة لتعبر عن حلّة العهد الجديد، إذ ما يميّز خطابات العهد الجديد أنها واضحة كالنجم في ليل سماء صافية خالية من الغيوم والضباب والشوائب، وأنها موجهة على حد سواء لكل شرائح المجتمع كباراً وصغاراً متعلمين وغير متعلمين، مثقفين ومحدودي الثقافة، فلا حاجة للغوص في مضامين الخطاب حتى نفهمه، ولنا فقط أن نتلقاه لنفهم الرسائل المباشرة والواضحة التي تحدد المسؤوليات.

خطاب سمو نائب الأمير، أو ما أسماه سموه وثيقة العهد الجديد، جاء امتداداً لما سُمي بالخطاب التاريخي، وأبرز ما خلص له أنه وضع الكل أمام مسؤولياته، حكومة ونواب مجلس أمة وحتى الشعب، فلم يستثن الشعب من مواصلة القيام بمسؤولياته في مراقبة ومحاسبة أعضاء مجلس الأمة الذين قاموا بإيصالهم إلى قبة عبدالله السالم، فمثلما أبرزت الرسائل الأميرية أوجه القصور في السلطتين التشريعية والتنفيذية حذّرت من أوجه القصور التي قد يقع فيها الشعب بعدم مراقبة أداء نوابه في تطبيق الوعود الانتخابية وتخليهم عن مسؤولياتهم تجاه الوطن.

القيادة السياسية في العهد الجديد، أدت مسؤولياتها على أكمل وجه، ووفّرت البيئة الخصبة للعمل والإنجاز، وبالتالي أصبحت المسؤولية اليوم تقع على عاتق الحكومة ونواب الأمة والشعب أو الناخبين، فعلى الحكومة تقديم برنامج عمل إصلاحي تنموي يحقّق طموحات الشعب، واضح ومحدّد المعالم ومرتبط بمدد زمنية، وعلى نواب مجلس الأمة الالتزام بدورهم التشريعي والرقابي دون تعسف أو مساومة، كما عليهم مسؤولية مساندة الحكومة بتشريعات لتطبيق برنامجها وعدم عرقلته، أما الدور المهم جداً فيبقى على الشعب بتطبيق الرقابة الشعبية الواعية على نوابه، الرقابة التي تحقق مصلحة الوطن لا المصالح الشخصية والقبلية والطائفية.

حتى تتحقق هذه الرقابة، وجه سموه الجهاز الإعلامي في الدولة لتنظيم ملتقى لمناقشة أعمال الحكومة ومجلس الأمة ليشارك الشعب في عملية تصحيح المسار، ولعل هذه الخطوة الهدف منها زيادة وعي الشعب ووضعه أمام مسؤولياته حتى لا يكون هناك مجال للتبريرات في المستقبل، ولذلك علينا دور مهم اليوم لإخراج هذا الملتقى الاعلامي بصورة تليق بديموقراطيتنا وتحقق الرقابة الواعية لا الرقابة الموجهة التي تستغل عواطف الناس وتضللهم، وبالتالي قبل البدء في مثل هذه الملتقيات يجب وضع قواعد محايدة وموضوعية حتى لا تختطف ملتقياتنا.

خطاب سمو ولي العهد، جاء بالكثير وحقق الكثير من التفاؤل والآمال، ولم يخل من بث جرعات وعي شعبي، وبالتالي اليوم على الشعب أن يكون واعياً لكل ما يدور من حوله، يجب أن يضع هذه الوثيقة خارطة طريق يسير عليها لمراقبة أعمال الحكومة والمجلس بوعي وعدم الوقوع في فخ الشعارات التي تدغدغ العواطف، فقد دخلنا مرحلة الفعل وانتهى وقت الكلام، والكل اليوم أمام مسؤولياته فمن يخطئ يُحاسب، ومن ينجز يكافأ، ومن يتقاعس فلن ينشد الإنجاز.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي