مشاركة طلابية

البيئة والشعر

ازدهار البيئة البرية واكتساؤها بالخضرة
ازدهار البيئة البرية واكتساؤها بالخضرة
تصغير
تكبير

عند الحديث عن البيئة والشعر، فهذا يعني وصف جميع جوانب البيئة من الأنهار وينابيع المياه وغيرها، لكن لكل فرد طريقة للتعامل مع هذه الظواهر خصوصاً الشعراء، فلكل منهم طريقة خاصة في وصف الطبيعة، كما أن الشاعر أكثر حساسية لظهور الكون من غيره، لذا فإن هذه الجوانب المختلفة تزود بمصدر للإلهام، لذلك فقد مضى وقت طويل منذ أن بدأ الشاعر يصف هذه الجوانب في قصائده، لذلك يمكن تعريف الشعر الطبيعي بأنه الشعر المتعلق بوصف وتصوير مختلف جوانب الطبيعة والحياة وغير الحياة، ونقل المشاعر الإنسانية إليه.

والشعر مرتبط بالإنسان ويختلف عن بقية المخلوقات من خلال قدرته على الإبداع والمعرفة وإدراك كل ما يدور حوله من مظاهر حياتية مختلفة، لذلك فإن الإنسان لديه القدرة على تحويل تلك المظاهر التي يدركها إلى قيمة إبداعية، والإنسان مرتبط بالبيئة التي يحيا بها من خلال التفاعل بالشعر، لذلك فإن العلاقة بين البيئة والشعر علاقة وثيقة منذ القدم، وهذا ما نراه في شعراء العصر الجاهلي حيث ورد في معلقاتهم شعر كثير عن البيئة التي يعيشون فيها، فنجدهم قد نظّموا حولها قصائد عديدة.

وقد تختلف الثقافة الشعرية من شاعر إلى آخر وهذا يرجع الى البيئة التي عاش فيها الشاعر حيث يكون هناك تأثير قوي بينهما، فالبيئة متمثلة في البيت والمدينة والظروف ونمط الحياة السائدة، كل هذا يؤثر في الشعر والشاعر، وفي الشعر الجاهلي تدور الموضوعات حول معان كثيرة متعددة، وقد يتناول هذه المعاني كل شاعر تقريباً، كل واحد يقول في ما قال فيه سابقه أو معاصره، ونجد من هؤلاء الشعراء من يكثر كثرة ظاهرة في الحديث عن بعض الموضوعات، كالقبيلة، والمرأة، والخيل والإبل، وأدوات الحرب، والغزال، والظبي، والبقر، والحمر الوحشية.

وهذا يدل على اتصال العربي الوثيق بمكونات بيئته، كما يدل من ناحية أخرى على شدة تأثره بها أكثر من غيرها.

فالبيئة بالنسبة للشعراء جزء لا غنى عنه في حياتهم، ونلاحظ أن وصف الطبيعة يتفوق على فرحهم وحزنهم، كما أنها ملجأ لهم لنشر هُمومهم وملاذ لحزنهم وفرحهم.

اسم الطالبة: أوراد سالم العازمي

إشراف الأستاذ الدكتور: عبدالله عقلة الهاشم

مقرّر: التربية البيئية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي