تمرُّ علينا في الحياة أحداث لم نكن لنتخيّلها حتى في أسوأ الكوابيس، والظلم والأذى الذي قد نتخيّله من الغريب.
لكن أن يكون هذا الظلم الواقع عليك والذي أخذ أجمل حياتك وسعادتك، وشتّت أسرتك وتسبّب بالمرض لوالدتك من والدك، هذا ما قد يعجز العقل عن تصديقه، ولا يجرم القانون من يتعاملون بالسحر والشعوذة لصعوبة الإثبات، بل ويكتفي بالإبعاد للوافدين.
تقول أبي كان طيّباً وحنوناً... بذل الكثير من أجلنا، طلباتنا مستجابة،
ونسكن في أجمل البيوت، لكن هذا كله تغيّر فجأة، وتحول هذا الحب لفجوات كبيرة.
ليس بأبي الذي نعرفه... أصبح كالوحش الكاسر، يضرب أمي ويهين أخواتي. حتى أختي التي طلبت الطلاق هدّد بحرمانها من ابنتها.
لم يعد للحنان متسعاً في قلبه، طردنا للشارع، نبحث عن مأوى يؤوينا، وأصبح معروفاً لدى أقاربنا بتصرفاته، ويتفادونه اتقاءً لشره، ويناديه زوج خالتي بالساحر.
تدهورت أمورنا، وانقلبت أمورنا وإلى حد ما استطعنا تدبر بعض الأمور.
تخيّل معي عزيزي القارئ، أن تبذل كل ما تستطيع في سبيل إنجاح شيء ما وتفشل، للمرة الألف محاولاتك جميعها تفشل، تستريح تحاول مرى أخرى وتفشل، وأخذت تلك المحاولات نحو 11 سنة، وسط
الإنكار ورفض تصديق الواقع لما قد يلحقه أب ببناته. وأليس من المفترض أن يكون السند والعون؟
تقول الفتيات بعد موت والدهن «راح السند»، لكن أن يخذلك السند في حياتك فقط لكي يستفيد مادياً من وجودك، تخذلك الكلمات ويخذلك عدم التجريم للسحر.
يدخل في ضائقة مادية يطلب من إحدى أخواتي مساعدته، وتساعده على الفور بمبلغ كبير على هيئة قرض.
وبالعودة لمواقع التواصل الاجتماعي يمتلئ «الانستغرام» بحسابات جلب الحبيب... إن السحرة يعيثون في الأرض فساداً.
يُذكر أنه في عام 2015 رفضت وزارة العدل الاقتراح بقانون في شأن تجريم ممارسة السحر والشعوذة، والمقدم من النواب د. أحمد مطيع، محمد طنا، د. محمد الحويلة وحمود الحمدان.
وذلك رغبة منها في الحد كذلك من تعدد القوانين الجنائية الخاصة بقدر الإمكان، خصوصاً أن الوزارة رأت أن السحر بطبيعته ظاهرة لا تتطلب إفرادها بنصوص خاصة في قانون مستقل. ويظل الكثير ممن تضرّروا من السحر بانتظار التجريم القانوني للسحر بعقوبات رادعة.
... وإلى حين ذلك يتمسّكون بالدعاء والنصر والعدالة الإلهية.
Lawyerdanah@gmail.com