No Script

مشاهدات

الأزمة الإسكانية والحلول (3)

تصغير
تكبير

أما رسالتي التي أتوجه بها اليوم فهي الدعوة والنداء لأهل الخير، بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات، والمبادرة بالعمل الدؤوب لبناء مجتمع يملك الاكتفاء أمام تحديات الحياة القاسية... أنت في الواقع لا تعطي... بل تأخذ.

- نعم نأخذ تلك المشاعر المتينة ممن أمددناهم بعطائنا فنسقي بها عطش قلوبنا لترتوي من فيض العطاء، هذه المساهمات سيكون لها تأثير كبير وفعّال على تشجيع تربية الأبناء، لأنها حجر الزاوية للسياسات والبرامج التي تستهدف الشباب المعرّض للخطر، فيجعل إنسانية الشباب في المستوى الأعلى.

- سعدت كثيراً بالتفاعل والتجاوب من المتابعين الأعزاء، والذين أكن لهم كل المحبة والتقدير، من خلال التجاوب الذي حظيت به منهم والدعم والمساندة للاستمرار في طرح العقبات والمشاكل التي يعاني منها المواطن، وإشارةً على المقالة المنشورة بعنوان «أزمة السكن والحلول (1 و 2)».

- لاحظت المدى الكبير من التفاعل من جانب العديد من الإخوة حتى ان أحدهم قص على مسامعي حدثاً كان قد حصل منذ سنوات قليلة ماضية عن فاعل خير، كان قد اشترى قطعة أرض فقدّمها هدية لإحدى الجمعيات الخيرية أو بالأحرى إلى إدارة أحد المساجد، كمبادرة إيجابية ومساهمة منه في حل الأزمة الإسكانية التي يعاني منها الشباب المقبل على الزواج.

- المبادرة تبلورت من خلال اجتماع مسبق مع اللجنة الخيرية بعد طرح المشكلة ومناقشتها مع أعضاء اللجنة فتوصلوا إلى الآتي:

1/ قام المُحسن بالتبرع بقسيمة سكنية في إحدى المناطق بالكويت إلى اللجنة الخيرية.

2/ الأموال المتجمعة لدى اللجنة الخيرية من المحسنين خُصّص جزء منها لبناء عمارة سكنية على هذه الأرض.

3/ تم استبعاد الأقرباء من الدرجة الأولى للمتبرع بالقسيمة وأعضاء اللجنة من المشاركة بالقرعة.

4/ تم منح الشقق السكنية عن طريق إجراء القرعة العلنية.

5/ تم تحديد القيمة الإيجارية كالتالي: ما تدفعه الدولة كبدل إيجار + 50 ديناراً بدل كهرباء وماء ليكون المبلغ الإجمالي 200 دينار.

- الجميل في الموضوع أن فاعل الخير كان قد خطّط لشراء قطعة أرض أخرى للغرض نفسه، إلا أن الموت حال بينه وبين تكملة مشاريعه الخيرية.

- وهنا نقف برهة لنقول إن فاعل الخير غاب عنا إلا أن عمله باق ليعبر عن إنسانيته وأخلاقه النبيلة، وتحمل المسؤولية تجاه المواطنين والوطن، فساهم في نشر السعادة والخير في شريحة من المجتمع.

- قد تصل رسالتنا لمن لا يملك ما يقدمه لدعم الأزمة السكانية عند الشباب، إلا أن مبادرتنا للنية الصادقة هي المبادرة للدعم لإنها تحفز إلى عمل الخير، فتعمل على تشجيع المقتدرين والمنفقين من أجل عمل الخير وتلبية حاجات السكن لتأمين الإيجار الشهري المرتفع والذي يتنافى مع قيمة راتب أكثر الشباب.

فهل فكرت يوماً؟ ماذا تجسد قيمة مد يد المساعدة لهذه الشريحة اليافعة التي تنطلق لبناء أسرة مثقفة واعية تتحمل مسؤولياتها بالنسبة لك؟ أو ما هو تأثيرها عليك وعلى المجتمع؟

- هل نظرت إلى مقدار ما سيحدثه عطاؤك وجودك من وقع على القلب، ومدى تأثيره على الأسرة المتعثر عليها مشاق الحياة؟

- هل نظرت إلى ما سيحدث لجيل الشباب الذي يبحث عن شعاع أمل في عالم تلفّه الظلماء من كلّ مكان، ولا يجد من يدلّه أو يوجّهه بصدق، ويجد نفسه وحيداً في السّاحة؟

إنه جيل المستقبل فهو إرادة وعزيمة وقوّة، وإذا فقدنا هذه العزيمة في الشباب، فمن ذا الذي يمكن أن يبني الحياة ويمكن أن يرفع بالوطن إلى أعلى الدرجات.

- وهذا خير مؤشر ودليل على أن بالإمكان حل هذه المشكلة بسهولة إذا حذا الآخرون حذو فاعل الخير، صاحب تلك المبادرة، وذلك بالقيام بالمساهمة بجزء من أرباحهم في هذه المشاريع الخيرية.

- وكذلك الحال مع أزمة القروض ومشكلة المتعثرين مالياً، وذلك بالمبادرة لحل مشاكلهم وسداد الالتزامات المالية التي عليهم، وذلك بشراء المديونية وإعادة الجدولة بأقساط شهرية ميسّرة.

وعند تحقيق هذا الحلم نكون بالفعل قد حققنا ما نتغنى به من حبنا للوطن وللشباب الذين هم مستقبل الوطن.

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي