نموذج منطقة جليب الشيوخ أحد أسوأ المناطق في الكويت إن لم تكن الأسوأ، وما زالت أكبر غُصّة في حلق كل الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة، فإذا كانت الحكومة جادة في التعامل مع ملفات مهمة مثل التركيبة السكانية والملف الأمني، فإن ضرب منطقة جليب الشيوخ سيكون بمثابة الضربة الافتتاحية لكرات البلياردو، وستكون الضربة الأولى التي تفتح آفاق العمل لعلاج هذين الملفين المهمين، ولكن أخشى ما أخشاه هو أن يتكرر مشهد جليب الشيوخ في منطقة صباح الناصر القريبة جداً منها، إذا لم يؤخذ وضع هذا الأمر في الاعتبار، وهذا ما أنوي الحديث عنه اليوم بعد أن بدت ملامح الجليب تظهر في صباح الناصر.
منطقة صباح الناصر، ذات الكثافة السكانية العالية بعدد يصل لأكثر من 29 ألف مواطن، والتي تحتوي على سبع قطع سكنية، تعتبر من المناطق المنكوبة والمنسية، ولعل أكبر دليل على أنها منطقة منسية وجود حديقة عامة على الخريطة فقط في كروكي البلدية، أما على أرض الواقع نجدها ساحة ترابية منذ أكثر من 22 عاماً، ولا عزاء لسكان المنطقة الذين عانوا من شوارع متهالكة، ومشاريع جسور معطلة لم تر النور إلا قبل أشهر قليلة، مثل الجسر المقابل للجمارك الذي لم ينجز إلا بعد أن صار رأياً عاماً!
أسوأ مشهد يعاني منه أهالي منطقة صباح الناصر هو تحول المنازل السكنية إلى محلات استثمارية، بقالات، خياطات نسائية، مصابغ غسيل، تصليح سيارات، كل أنواع المشاريع الاستثمارية، بالمخالفة للقانون في تجاوز صارخ لحق الجيرة واحترام سكان المنطقة، والعتب ليس على الحكومة فقط، وإنما على أصحاب المنازل الذين تمادوا على القانون، وأقلقوا راحة السكان بتأجير دواوينهم وواجهات منازلهم للعمال ليستثمروا فيها بالمشاريع التجارية، مقابل دفعات شهرية.
ولذلك، من هنا اليوم نطالب الحكومة بوضع حد لهذا الإزعاج والتجاوز، والالتفات إلى منطقة صباح الناصر المنكوبة، والمناطق المشابهة لحالها، والنظر في حاجات أهاليها، بعد أن ضاقت بهم كل السبل وانعدمت الثقة بنواب المنطقة في مجلسي الأمة والبلدي الذين يراعون الاعتبارات الاجتماعية ويخافون الاقتراب من كل ما قد يخسرهم الأصوات الانتخابية، فلا مجاملة بعد اليوم حتى لا تتحول منطقة صباح الناصر إلى جليب الشيوخ ثانية، وتصبح طاردة لأهاليها، وهذا ما بدا ملاحظاً هو هروب الطلاب والطالبات من مدارس المنطقة بسبب الازدحامات والكثافة الطلابية الكبيرة وقلة عدد المدارس.