No Script

ما في خاطري

فقر سياحي

تصغير
تكبير

ابتهج الشعب الكويتي بعد إعلان مركز التواصل الحكومي خبراستضافة الكويت لـمشروع «ونتر لاند» السياحي في مطلع الشتاء المقبل، وأثار هذا الخبر ردات فعل كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، فالمواطن الكويتي يعاني من «فقر سياحي»، ويبحث عن الترفيه والسياحة في الدول المجاورة وفي أقرب إجازة رسمية ترى مطار الكويت الدولي ومنافذ الخروج يعجّان بالطوابير، فالترفيه في الكويت يكاد يكون معدوماً.

هذا القرار السريع الذي تم اتخاذه قبل أسابيع يؤكد أن بعض الإنجازات لم تكن بحاجة للدراسات الطويلة للتطبيق، بل إن الإنجازات تحتاج فقط لقرار، وهذا ما افتقدناه في السنين الأخيرة، فأصبحنا نسمع بعض المسؤولين يطبقون المثل الذي يقول «قرقعة بدون فناجيل»، فتسمع حديثهم و«قرقعتهم» في المقابلات التلفزيونية وهم يتحدثون عن الخطط والإنجازات التي يسعون لتحقيقها فيرى المواطن الكويتي بصيص أمل ويشعر بالتفاؤل بعد الإحباطات التي مرت عليه، ولكن في الحقيقة يصطدم بالواقع الذي يؤكد أن هذا الحديث ما هو إلا أمنيات لن تحقق.

ولذلك، هذا الخبر والإنجاز الذي قد يراه البعض بسيطاً، إلا أنه كسب رضا المواطن الكويتي والمقيم، وهذه رسالة للحكومة الجديدة وللمجلس الجديد، مفادها أن إسعاد الشعب الكويتي لا يتطلب الكثير من الجهد، بل يحتاج لقرارات مدروسة وإنجاز واقعي يراه ويشعر به، ولنا بالشقيقة المملكة العربية السعودية المثل الأعلى، فنحن استشعرنا التطور الملحوظ على جميع الأصعدة هناك وبفترة قياسية، وهذا ما نرغب به في الكويت التي تعج بالأفكار الناجحة والكفاءات المميزة التي تبنتها بعض الدول الشقيقة، وهذا دليل واضح على تميز المواطن الكويتي.

ولهذا، نأمل أن يكون الترفيه واحداً من الجوانب المهمة التي يجب التركيز عليها في المقبل من الأيام، وهذا الأمر ليس مُقتصراً على فتح بعض المشاريع الترفيهية، بل نحتاج أن نركز على القطاع السياحي ونهيئ بيئة سياحية سليمة للسائح ونكون ما يُسمى بـ «الهُوية السياحية» قبل أن نشرع في إنجاز المشاريع السياحية الضخمة، وكل هذا يحتاج لتكاتف كبير بين السلطة التشريعية والتنفيذية لاتخاذ قرارات ناجحة وإنجازات ستجعل الكويت «درة الخليج» من جديد، فالإمكانيات البشرية والمادية مُتواجدة وتحتاج فقط لتوجيه سليم وقرار سريع.

Twitter: @alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي