No Script

أبعاد السطور

أنا صديق سيئ السُمعة!

تصغير
تكبير

تربطني علاقة جيدة ببعض الأصدقاء الروس، منهم: الروس الأصليين، والروس المتجنسين من العرب، وببعض المسلمين المتجنسين بالجنسية الروسية رغماً عنهم، بسبب أن بلادهم تحت الهيمنة الروسية الكاملة، من الشيشان وداغستان وأذربيجان... وغيرها من تلك البلاد التي تقع بجانب روسيا.

معظم أولئك الأصدقاء اختفوا من على صفحتي في الفيس بوك! ولم أعد أرى لهم أي منشورات جديدة ولا حتى أي مشاركات أو حوارات معي مثل السابق!

ولم تعد تصلني منهم أي رسائل من خلال برامج التواصل الاجتماعي مثل فايبر وواتساب وتلغرام مثل السابق، وكذلك اختفت رسائلهم الثقافية التي كانوا يرسلونها لي بشكل مستمر عبر البريد الإلكتروني!

منذ أسبوع راسلت عبر الواتساب أحد الأصدقاء الروس من المسلمين، كتبت له:«السلام عليكم ورحمة الله. صديقي الكريم كيف حالك؟ إني أشتاق لك. هل أنت بخير؟ منذ عدة شهور لم تصلني منك أي رسالة».

وفي اليوم التالي رد على رسالتي تلك، وقال لي بأنه لم يعد ينظر لي مثل السابق صديقاً، وأني أصبحت بالنسبة له ولبعض الأصدقاء الروس مُجرّد صديق سيئ السمعة!

وأن القرب مني أصبح شُبهة أمنيّة قد تُعاقب عليها السلطات الروسية، وأنه يخشى أن تطوله المشاكل بسبب صداقتي.

وكل ذلك بسبب مقالاتي التي نشرتها في العديد من الصحف العربية والأجنبية، وبسبب منشوراتي التي أكتبها في الفسيبوك والانستغرام، التي هي ضد العدوان الروسي على أوكرانيا مند بدايته في 24 فبراير 2022، حيث كتبت عن ما يرتكبه الجيش الروسي من إبادة جماعية، وعن القصف الصاروخي المسعور المتكرر الذي دمر البيوت والمدارس والمصانع والمباني ومحطات الكهرباء والمياه، وعن حرق الحقول والمحاصيل الزراعية، وعن الإعدامات الميدانية، وعن تشريد الملايين من الشعب الأوكراني خارج بلادهم.

قلت لذلك الصديق الروسي المسلم: صديقي أنا لا أهتم بصداقة أحد أبداً بقدر ما أهتم بأن أكون أمام الله ثم القُرّاء صاحب صورة مُشرقة، إن التمسك بالموقف العادل والمُشرّف أهم من أن أكسب 1000 صديق في الباطل.

يقول حكيم العرب (أكثم بن صيفي): «قول الحق لم يدع لي صديقا». وأنا أسعد وأتشرّف كثيراً في إنهاء صداقتي مع كل من لا يستحقها وفق ميزان الحق والمروءة.

في النهاية... على الكاتب أن يكون مُخلصاً للحق ولنفسه ولوجعه ولمن يتابعه، واعلموا أن الكاتب الجبان الذي يتنازل عن موقف الحق لا تستحق كلماته أن تصل للناس، ولن يجد من القُرّاء الحُب والتقدير والاحترام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي