أضواء

مهسا أميني... ضحية شرطة الأخلاق الإيرانية

تصغير
تكبير

دخلّت الاحتجاجات والمظاهرات التي عمّت غالبية المدن الإيرانية أسبوعها الرابع، منددة بالمعاملة غير الإنسانية والعنيفة التي تلقتها الشابة الإيرانية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق الإيرانية، وأدت إلى وفاتها بسبب عدم ارتدائها الحجاب بالطريقة الصحيحة، أو ما يعرف (بالحجاب السيئ)، وطالبت جموع المتظاهرين محاسبة عناصر الشرطة على ارتكابهم تلك الجريمة غير المتكافئة مع الجرم الذي ارتكبته الشابة مهسا ذات 22 ربيعاً. تصريحات المسؤولين الإيرانيين في فتح ملف التحقيق في الحادثة لم تطمئن المتظاهرين ولم توقف زخمهم لعلمهم بعدم مصداقيّة التحقيق، وارتيابهم بتحميل الشرطة المسؤولية أو إصدار أحكام بمعاقبتهم.

كالعادة، لم تتردد السلطات الإيرانية بتحميل الأميركان مسؤولية إشعال نار تلك المظاهرات في المدن الإيرانية، رغم أن المظاهرات كانت تقوم على مبدأ عادل هو حق التعبير عن المطالبة بالقصاص من مرتكبي الجريمة، وقد حدث مثل ذلك في الولايات المتحدة عندما عمّت المظاهرات كبريات المدن الأميركية وطالبت بإدانة الشرطي ديريك شوفن، الذي أزهق روح مواطنه جورج فلويد، بالجرم المشهود، حيث استجابت السلطات الأميركية لمطالب المتظاهرين العادلة وتمت محاكمته وحكم عليه بالسجن 22 عاماً ونصف العام، وكان الحكم سبباً مباشراً في تهدئة الشارع الأميركي وعودة الناس لحياتهم الطبيعية.

ليس أمام السلطات الإيرانية إلاّ إدانة مرتكبي جريمة قتل الفتاة مهسا إن أرادت أن تضع حداً للمظاهرات واحتقان الشارع الإيراني أسوة بما أقدمت عليه السلطات الأميركية (الشيطان الأكبر).

ويذكّرنا تحميل السلطات الإيرانية كامل المسؤولية للأميركان ما أثير في العالم العربي من تحميل الأميركان كذلك مسؤولية الربيع العربي، وكأن الشعوب العربية مجرد جهاز روبوت أصمّ يحرّك بأداة الريموت كنترول من قبل الأميركان، لا إحساس لها بما يجري حولها من أحداث، وبما تمر به من إهمال وإهانة ومعاناة معيشية صعبة، ومستقبل مجهول، وكأن (بوعزيزي) التونسي هو ذاك الروبوت الذي استجاب للأميركان وأحرق نفسه ليشعل ثورة الياسمين!

الشعوب العربية وكذلك الإيرانية، لا تزال حيّة وهي لا تختلف عن بقية شعوب الأرض التي تتطلّع إلى أن تعيش حياة كريمة، ولا ترضى عيش الهوان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي