«الشباب الكويتي أقل سعادة... وأقل تحصيلاً علمياً»

انتصار السالم لـ «الراي»: «أمور عظيمة فعلها رئيس الوزراء... الشمس لا تُغطى بغربال»

انتصار السالم والزميل غانم السليماني
انتصار السالم والزميل غانم السليماني
تصغير
تكبير

- في الكويت أتمنّى أن يضعوا يدهم بيد بعض... ونحن شعب لن نسكت ونحتاج للنهوض
- ثمة علاقة بين تدني ممارسة النساء للرياضة وزيادة الضغوط النفسية
- نطبق برامجنا لمدة 12 أسبوعاً في لبنان والأردن
- عملنا شيئاً صغيراً في الكويت... لن أعلن عنه في الوقت الحالي
- الرقص أمر طبيعي للكل خصوصاً النساء... الحركة تحرّر الشخص من الضغوط
- أنبه الكل خصوصاً أصحاب القرار في شأن ضرورة التأهيل النفسي للمجتمع
- نجحنا بتقليل الاكتئاب وجعل الناس يتحدّثون واستعمال الفنون وممارسة الرياضة
- الشخص الخائف «لا تلومه إذا يبي يغرقنا معاه»... خوفه لا يمثلنا

بنظرة ثاقبة ملؤها الإيجابية والتفاؤل، تقرأ الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، رئاسة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح لمجلس الوزراء، معتبرة أنه أنجز «أموراً عظيمة» في فترة وجيزة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة جديدة في استكمال الملفات الإصلاحية، مدلّلة على ذلك بالقول: إن «الشمس لا تُغطى بغربال».

وفي لقاء مع «الراي»، على هامش مشاركتها بمؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» في الدوحة، اعتبرت الشيخة انتصار، مؤسسة مبادرة النوير، وبرنامج بريق، ومجوهرات انتصار، ومؤسسة انتصار الخيرية، أن الشباب الكويتي أقل سعادة، وفي المدارس أقل تحصيل علمي نتيجة الصدمات النفسية من الغزو إلى الجائحة، داعية أصحاب القرار لاتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى تأهيل نفسي كامل للمجتمع.

وسردت الشيخة انتصار بعضاً من تجارب مؤسسة انتصار في برامجها، خصوصاً مع اللاجئات في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن، ونجاحها في تقليل الاكتئاب، باستعمال الفنون وبينها الرقص وممارسة الرياضة.

وقالت إن الرقص والحركة أمر طبيعي للكل، خصوصاً النساء، لأن الحركة هي من تحرر الشخص من الضغوط.

وفي شأن برامج المؤسسة في الكويت، قالت «عملنا شيئاً صغيراً في الكويت ولن أعلن عنه في الوقت الحالي»، معربة عن الأمل في «أن يكون لدينا مدربات كافيات».

وفي ما يلي نص اللقاء:

• ما الهدف من المشاركة في المؤتمر؟

- كلي فخر أن أتحدث في مؤتمر عالمي، يجمع مئات المختصين في دولة قطر في هذا التجمع العالمي، عن الرياضة وقدرتها في المساعدة بتحسين الصحة النفسية، وكيف للرياضة أن تزيد من قوة المجتمعات، فهناك علاقة بين تدني ممارسة الرياضة للنساء، وزيادة الضغوط النفسية والاخبار المرعبة عنهن في العالم العربي، ولدينا دراسات في مؤسسة انتصار، تؤكد ان كل ما تحركت المرأة يخف لديها الألم في جسدها وفي عقلها، لذلك نحن في المؤسسة نستخدم الحركة ولا نقول الرياضة. والبرامج التي نعملها مدتها 12 أسبوعاً، نطبقها في لبنان والأردن.

• هل تعملون في الكويت؟

- إلى الآن لم نعمل في الكويت، ولكن عملنا شيئاً صغيراً في الكويت، ولن أعلن عنه في الوقت الحالي. الرقص أمر طبيعي للكل، خصوصاً النساء في فرحتهن، وإذا رأيت شخصاً يمر في أزمة نفسية فهو لا يرقص، فالحركة هي التي تحرر الشخص من الضغوط.

• لماذا لا تعملون في الكويت؟

- بسبب نقص المعالجات النفسيات، وحالياً ندعم الخريجات من تخصص علم النفس والدراما، ونأمل في أن يكون لدينا مدربات كافيات.

• الضغوط النفسية زادت في المجتمع الكويتي، ما السبب وراء ذلك؟

- بلا شك أن الغزو العراقي على الكويت لم تتم معالجته نفسياً. وانا لا أتحدث عن أشخاص بل عن معالجة كاملة للمجتمع، وهذا الأمر أتحدث عنه لأول مرة، حيث إن المعالجة المجتمعية كانت غائبة في القضاء على آثار الغزو، وجاءت بعدها جائحة «كورونا»، ومن هنا أنبه الكل خصوصاً أصحاب القرار لاتخاذ تأهيل نفسي كامل للمجتمع، لان ضربتين بالرأس توجع، فالشباب الكويتي أقل سعادة وفي المدارس أقل تحصيل علمي، نتيجة الصدمات النفسية، ومع الأسف الصدمات النفسية لا تورث بالقصص والحكايات، بل تورث بالأجيال، ونحتاج تعاون الكل بالمبادرات والمشاريع وأشياء كثيرة نقدمها للمجتمع، مثل مشروع علم النفس الدرامي، فهناك تطبيقات عملية على لاجئات في مخيمات في لبنان، لأن هناك من يرفض الجلوس أمام طبيب نفسي، لذلك نحتاج أموراً أخرى، وهذا ما قمنا به من خلال الإبداع، في أمور تشعر أنها بسيطة، ولكن فيها عمق، ونجحنا في تقليل الاكتئاب النفسي في جعل الناس يتحدثون، واستعمال الفنون في كل أنواعها وممارسة الرياضة.

• هل التكاتف غائب بين وزارات الدولة؟

- بالعكس، هناك تعاون، ولكن المطلوب أن يجتمعوا مع بعض، فالكويتيون يحبون ديرتهم، وعندما تشاهد كويتياً في الخارج، تبادر لمساعدته، ولكن نحتاج أفكاراً إبداعية.

• هل التجارب الإبداعية تصطدم في الحائط السياسي، هناك معهد للرقص الشرقي تم إغلاقه، بسبب هجوم نيابي، هل تخشين تلك الأمور؟

- أريد أن أؤكد لك هذا الأمر، من خلال الأبحاث العملية التي أجريت، الصدمة تجلب الخوف، والخوف يمنع الشخص من ممارسة الكثير من الأشياء، ويمنع الآخرين من ممارستها، لأنه ينظر لها من منطلق الخوف. فأنت عندما تكون في مكان مريح تتقبل الجميع، فالغريق عندما تذهب لمساعدته يتشبث بك ليغرقك، نتيجة خوفه، وعلى الشاطئ لا يعملها. وأعني هنا أن الشخص الخائف «لا تلومه إذا يبي يغرقنا معاه» من وجهة نظره أنه غرقان، في حين أن وجهة نظره لا تمثلنا وخوفه لا يمثلنا.

• كيف ترين علاقة البرلمان والحكومة في المرحلة المقبلة؟

- من مصحلة الطرفين أن يكون هناك تعاون، ولن نرضى بأي تصرفات تضر الكويت، وملينا من عدم التعاون والخناق والنجرة التي لا تؤدي إلى فائدة، فالتطور في قطر رهيب، وما ينقصنا في الكويت حسن الظن، ولدينا كل المؤهلات، ولدينا رئيس وزراء الشيخ أحمد النواف رائع، ونظرته ثاقبة وخلال الفترة القصيرة السابقة، قدمت حكومته أموراً كثيرة. «الشمس ما تغطى بغربال» والأمور التي فعلها عظيمة، أتمنى أن يضعوا يدهم بيد بعض للنهوض بالكويت، ونحن كشعب لن نسكت ونحتاج الى تطوير ونهوض.

جنان وعالية جديرتان بعضوية مجلس الأمة

قالت الشيخة انتصار «كلي فخر واعتزاز أني صوّتُ لإحدى السيدتين اللتين فازتا في مجلس الأمة. بالفعل إنهما جديرتان بالمنصب والوصول الذي يعد نقلة نوعية. فجنان بوشهري وعالية الخالد، تستحقان الفوز ووصولهما يساعد النساء، وسيكون هناك تغير كبير في المجلس، وهما قادرتان ولديهما أجندة وطنية».

الحركة للتخلص من الصدمات

سردت الشيخة انتصار أمثلة على أهمية الحركة في التخلص من الضغوط.

وقالت «نضع الموسيقى في مكان آمن للنساء ليمارسن الرقص، فكل الأبحاث تؤكد وجود ارتباط كامل بين الحركة وبين التخلص من الضغوط».

وأضافت «أجرينا تجارب عملية على نساء أسيرات ونساء واجهن الحرب، وكيف أن الحركة ساعدتهن في التخلص من الصدمات النفسية، لذلك تجد أن الصدمة النفسية تؤثر على كفاءة العضلات، وتقلل من تدفق الادرينالين، ما يسبب أمراضاً متعددة والجسم يتصلب، وكلما تحركت المرأة بأي مسمى، سمه رقصاً أو غيره، بكل تأكيد تتخلص من الضغوط، ونصل إلى هدفنا في تحقيق السلام الداخلي مع عائلتها ومجتمعها».

«نفتقد... حُسن الظن»

أكدت الشيخة انتصار ضرورة أن يتحد المجتمع في مسألة حسن الظن، وهذا ما نفتقده في الكويت، والشخص المتعرض للصدمة لن يحسن الظن.

وقالت «عملنا تجارب عملية في مخيمات لاجئين، فيهم غضب وحالة عدائية وضغوط نفسية، ولما عملنا معهم خلال 4 أسابيع، قضينا على كل المشاكل وخلقنا حالة من المحبة بين أهالي المخيم، الذين كانوا في السابق لايتزاورون ولا يتكلمون مع بعضهم، ونجحنا في معالجة الصدمة، لذلك نحتاج لتأهيل مجتمعي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي