طبيب شرعي أكد أن المحتويات التي شاهدتها لم تكن آمنة
«إنستغرام» متهم بانتحار مراهقة بريطانية!
- ووكر: مولي ماتت جراء إيذاء النفس بينما كانت تعاني من الآثار السلبية للمحتوى المتاح على الإنترنت
- المنصات تعمل باستخدام الخوارزميات ما أدى إلى تعرضها لفترة طويلة من الصور المقدمة من دون أن تطلبها
في سابقة من نوعها بالعالم، ألقى أحد الأطباء الشرعيين في لندن باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في انتحار مراهقة بريطانية عام 2017 تدعى مولي راسل، إثر مسار أعاد الجدل حول تأثير هذه المنصات وخوارزمياتها على المراهقين.
وأكد الطبيب الشرعي المسؤول أندرو ووكر في استنتاجاته، أن المحتويات التي شاهدتها الفتاة «لم تكن آمنة» و«ما كان ينبغي أن تكون في متناول أي طفل على الإطلاق»، وفق ما نقلت «نيويورك بوست»، ونشره موقع «العربية.نت».
كما اعتبر أن مولي «ماتت جراء فعل إيذاء النفس، بينما كانت تعاني من الاكتئاب والآثار السلبية للمحتوى المتاح على الإنترنت».
الانتحار نتيجة حتمية
قال ووكر إن مولي «تعرضت لمحتوى ربما يكون قد أثّر عليها بشكل سلبي»، مشيراً إلى أن بعض هذا المحتوى «يميل بشكل صريح إلى وصف إيذاء النفس والانتحار كنتيجة حتمية لمرض لا يمكن علاجه».
كذلك أوضح «أن المنصات تعمل باستخدام الخوارزميات ما أدى إلى تعرض مولي لفترة طويلة من الصور المقدمة من دون أن تطلبها».
«لا أنسجم في هذا العالم»
وكان والدها إيان راسل أوضح سابقاً لمحكمة شمال لندن في 21 سبتمبر الفائت، أنها تعرضت على الشبكات الاجتماعية، خصوصاً «إنستغرام» و«بنترست»، إلى محتويات كثيرة تتحدث عن الانتحار والاكتئاب وإيذاء النفس.
وغردت الفتاة المراهقة قبل 4 أشهر من وفاتها «الجميع أفضل حالاً من دوني»، عبر حساب على منصة «تويتر» أخفته عن عائلتها، مضيفة «أنا لا أنسجم في هذا العالم».
إلى ذلك، قال الأب «بدا لها إنهاء حياتها كحل - بينما بدت حياتها طبيعية جداً بالنسبة لنا».
نفي... و«مواد حميدة»
بدوره، وصف الطبيب النفسي للأطفال الدكتور نافين فينوغوبال، الذي راجع حسابات مولي للمحكمة، المواد بأنها «مزعجة للغاية». وقال «لم أستطع النوم جيداً لبضعة أسابيع بعد تقييم المحتوى»، مضيفاً «من المؤكد أنه أثر عليها وجعلها تشعر بمزيد من اليأس».
في المقابل، أصر المسؤولون من Pinterest و شركة «ميتا» التي تمتلك «إنستغرام» و«فيسبوك» أن المواد التي وصلت لها مولي كانت حميدة.
وكان القضاء البريطاني، أكد يوم الجمعة الفائت وجود رابط بين الانتحار والمحتويات التي شاهدتها على الشبكات الاجتماعية، ما قد يفتح الباب على مصراعيه أمام الشركات الشهيرة مثل «إنستغرام»، و«فيسبوك»، و«سناب شات»، و«تيك توك».
وانتهى أخيراً في لندن إجراء قانوني يهدف إلى تحديد أسباب الوفاة، بعد جلسات استماع استمرت عشرة أيام.
فيما رأى نشطاء في الولايات المتحدة حيث يرتفع معدل الانتحار في الفئة العمرية من 12 إلى 16 عاماً بنسبة 146 في المئة بين عامي 2009 و 2019 - أن الحكم يمثل سابقة من نوعها.
يذكر أن المراهقة البريطانية، التي عانت من الاكتئاب، أقدمت على الانتحار في نوفمبر 2017 عندما كان عمرها 14 عاماً فقط.
بريد بعد الانتحار
أوضح والد مولي أنه بعد أن انتحرت، أرسلت لها إحدى منصات وسائل التواصل الاجتماعي بريداً إلكترونياً مخصصاً يوجهها إلى رسائل ذات طابع انتحاري، مثل صورة لفتاة مقطوعة في فخذها مكتوب عليها «لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي أتمنى أن أكون فيها ميتاً».
كما عبر الأب الذي كان يراقب إيميل ابنته، عن صدمته لرؤية عناوين مثل «10 دبابيس اكتئاب قد تعجبك» تتراكم في صندوقها الوارد.