خالد خليفة العازمي، شاب كويتي قرّر الترشح في الدائرة الخامسة، ولم يحالفه التوفيق بالنجاح حيث حصل على 834 صوتاً.
الشاب خالد العازمي طرح برنامجاً انتخابياً تنموياً، لم يدغدغ مشاعر الناخبين، كان واضحاً شفّافاً إلى أبعد الحدود، طالب الناخبين بعدم التصويت على أسس قبلية بحتة، حيث قال بشكل واضح لا تصوت لي إن كنت جارك أو لأنني ملتح، أو لأني من الفخذ الفلاني أو لأنني ابن عمك، الأهم أن تصوت للأفضل بغض النظر عن أي عوامل أخرى، إضافة إلى قوة وجرأة طرحه عندما قالها علانية، إنه يختلف ويتفق مع مسلم البراك، وكذلك يختلف ويتفق مع بدر الداهوم، فأنا لي شخصيتي الخاصة ولا أقبل أن أكون نسخة من الآخرين مهما كانوا.
هذه الجرأة في الطرح (كلفت) الشاب خالد الكثير، ولعله من النادر أن نسمع مرشحاً ما يدعو أبناء الدائرة للتصويت للأفضل علانية، فلم أسمع مرشحاً آخر قال لا تصوت لي كوني شيعياً أو سلفياً أو إخوانياً أو ليبرالياً... إلخ، وهذه تُحسب للشاب خالد، وكما أسلفت كلفته الكثير، كون هذا الخطاب لم تعتد الناس عليه، فالغالبية المطلقة تركز على الطرح القبلي والمذهبي والفئوي، ولولا ذلك لما حصلوا على الكرسي الأخضر!
سنحتاج سنوات طويلة (لاستيعاب) طرح الشاب خالد، سنحتاج سنوات طويلة لتغيير عقلية الاختيار للأصلح، أشيد أخيراً بهؤلاء الذين صوّتوا لخالد العازمي 834 صوتاً حراً لم يلتفتوا للطرح المتشدد واختاروا الأفضل للكويت دون اعتبارات قبلية أو مذهبية، أما خالد العازمي فأقول له ارفع رأسك عالياً فلقد كسبت احترام وحب وتقدير الجميع، وهذا يكفي.
بالمناسبـة:
- في حال إلغاء قانون المسيء، وعودة النواب المتضرّرين منه، هل سيصبرون لمدة أربع سنوات أخرى للترشح؟
- بعد رحيل الرئيسين سيكون نواب الأمة في اختبار حقيقي صعب، فعليهم إثبات العكس للشارع الكويتي؟!
Email: osamawf@yahoo.com
Twitter: @safar_osama