حروف نيرة

مولد خير البشر

تصغير
تكبير

مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، تبدأ مراسم الاحتفال بقراءة القرآن الكريم والصلاة على النبي، ومجالس الذكر والإنشاد وإقامة موائد الطعام وغيرها من قربات في كثير من البلاد، ومما قاله الإمام جلال الدين السيوطي في ذلك: «عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف». انتهى قوله.

فهي مجالس كريمة للذكر والدعاء، وتذكير الناس بسيرة رسولنا الكريم وأخلاقه وصفاته وكل ما ورد عنه من أفعال وأقوال، ولو قيل إنه لم يرد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام مع صحابته، فذلك لأنه كان بينهم بالفعل، فلا حاجة للتذكير.

بينما اليوم نحتاج إلى دروس السيرة النبوية لبيان سُنن وأفعال وأحداث حصلت في عصر رسولنا الكريم حتى لا ينسى الناس ما كان في حياته من أعمال ومآثر، والتي صارت من العادات.

وجاء اليوم مَنْ يُضيّق على الناس من دعاة معاصرين يحاربون مجالس الذكر ويُنفّرون الناس منها، مع الجرأة بالحكم عليهم أنهم مشركون كفرة، وفتاوى أخرى تحل قتلهم، ولم ينظروا إلى أقوال كبار العلماء التي تحترم الفكر والاعتقادات، وفيها يقول ابن تيمية رحمه الله: «تعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحُسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله».انتهى قوله.

فلا يحق لأحد أن يمنع الناس من الذكر ويهاجمهم، وإن كان مخالفاً لفكرهم فله إبداء الرأي بحدود واحترام، لا أن يتطاول ويكفّر ويسب ويلعن، وقد وصل ذلك إلى تفجير المعابد والإرهاب الذي يُحدث الفتنة والفرقة، ومهما حصل من اعتداءات تظل الدروس والذكر والاحتفالات والأناشيد وغيرها من شعائر ومظاهر الفرح والسرور تُقام بحرية لما فيها من ثواب، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: «الاستماع إلى صوتٍ حَسن في احتفالات المولد النبوي أو أيّ مناسبة دينية في تاريخنا لهو مما يُدخل الطمأنينة إلى القلوب».

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي