No Script

مشاهدات

أزمة السكن والحلول (1 من 2)

تصغير
تكبير

يعد المجتمع الكويتي مجتمعاً فتياً وشاباً، وحالته هذه تستوجب علينا أن نبذل الجهود التي تركز عليهم للعناية بهم وتجنيبهم سبل السقوط في دوّامة الحياة، برصد ودراسة المشاكل التي يتعرّضون لها، والصعوبات التي تقف عائقاً أمام ممارسة حياتهم وبذل طاقاتهم من أجل تقدم المجتمع وأهله.

- الكل متفق على أن الشباب هم عصب أي أمة، لأن لديهم من الطاقة والحماس والرؤى والأفكار المختلفة التي تساهم في بناء المجتمعات.

- وللأسف الشديد - أن هؤلاء الشباب يتعثّرون يميناً ويساراً أثناء مسيرتهم في الحياة من أجل مقاومة الصعوبات والأزمات التي تقف عقبة في حياتهم ومستقبلهم، ما يؤدي بهم إلى الإحباط والفشل وعدم القدرة على رسم خطط المستقبل لهم ولمن حولهم.

دعونا نسلّط الضوء على أهم هذه الأزمات التي تواجه هذه الشريحة القيمة التي بدورها تمثل أهم شريحة في المجتمع الكويتي، إنها (أزمة السكن)، هذه الأزمة الخطيرة التي يعاني منها معظم الشباب في عصرنا الحالي، ولعلها من أصعب الأزمات لما لها من تأثير على الفرد، لأن السكن يعتبر أساس الاستقرار والأمن للفرد والأسرة. وبما أنّ المنزل هو محور حياتنا الاجتماعية والعاطفية ولربّما الاقتصادية أحياناً، يجب أن يشكّل ملاذاً لنا ومكاناً نعيش فيه بسلام وأمان وكرامة. إلا إن ظاهرة الارتفاع المستمر في أسعار المنازل وغلاء العقارات تنعكس سلباً على حياة الشباب لعدم استطاعتهم تأمين سكن لائق بهم ولعوائلهم، فتعكر حياتهم وتحول بينهم وبين تقدمهم.

فالإيجار الشهري لسكن حديثي الزواج أصبح أمراً مقلقاً ومحيراً ومخيفاً في الفتك بالعلاقات الاجتماعية والأسرية، وقد تحول إلى أزمة في العلاقات الزوجية، وتفاقم ظاهرة العزوف عن الزواج بين الشباب خوفاً من تحمل هذه المسؤولية التي لا قدرة لهم على مواجهتها.

وللتوضيح المجتمع الكويتي يتمثل في ثلاث فئات مختلفة من الناحية المعيشية:

1/ الأسرة الغنية، وهذه لا تواجه أي عقبات.

2 / الأسرة المتوسطة، وفي هذه الحالة فإن الشاب يسكن في منزل ذويه في معظم الأحيان.

3/ الأسرة من ذوي الدخل المحدود، وهذه هي التي يعاني الشاب فيها.

- من هذه الفئات من هو مكتفٍ مادياً، اذ ان والديه مقتدران، فهما يملكان المال والمنزل، فيستطيعان أن يقفا بجانبه فيمدان له يد المساعدة فلا يواجه أي صعوبة أو مشاكل، فلا يضطر إلى صرف أكثر من نصف راتبه على السكن.

وهناك فئة من ذوي الدخل المحدود، وفئة ما دون ذلك، إذ ان رواتبهم لا تكفي لسداد إيجار سكن لائق بهم في ظل مراعاة المتطلبات اللازمة لتأمين حاجياتهم اليومية الضرورية.

ماذا تفعل هذه الشريحة من الشباب أمام تحديات الحياة؟ وكيف عساها ان تبني أسرة وتربي أبناء وأجيالاً يكونون نواة لمستقبل مشرق؟، فإذاً التعسر في تأمين سكن أو عدم القدرة على سداد الإيجار أزمة خطيرة تحمل بين طياتها الكثير من المشكلات، والتي تؤثر في العلاقات الزوجية فتؤدي إلى تراكم المشاكل وتفكك الأسر، فلذلك من الضروري جداً العمل جاهدين من أجل التقليل من آثار المشكلات التي تواجه أفراد هذه الفئة لمساعدتهم على تجاوزها، خصوصاً أن مرحلة الشباب تتسم بالحساسيّة تجاه الظروف التي يواجهها الشباب وصعوبة السيطرة على انفعالاتهم، وعدم امتلاكهم الخبرة اللازمة لمواجهة تعقيدات الحياة.

وها نحن نشاهد في جميع أرجاء المدن الكويتية مباني سكنية خالية، وعقارات فارغة، هكذا أصبحت العمارات في الكويت، فرغم هذا الركود نلاحظ الارتفاع المبالغ في أسعار الشّقق والمنازل، حتى أصبح العقار وسيلة لتكديس الثروات والاستثمار بدلاً من أن يشكّل منفعة اجتماعية.

أليس هذا الأمر واقعاً غير منطقي ويدعو للاستغراب وقد يكون سبباً في تدهور العلاقات الاجتماعية في المجتمع ما يوّلد الكثير من المشكلات في الحياة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي