«خفض واستثمار»... هو عنوان رسالة منظمة (أوبك +) النفطية التي ستجتمع غداً (الأربعاء) لتحديد سقف إنتاج النفط لشهر نوفمبر المقبل. حيث ستقول لملاك الشركات النفطية العالمية وإداراتها إن عليها الاستثمار، والبحث عن النفط والغاز، مع تأكيد القول أيضاً «دوركم... مثلنا مثلكم»، بحيث لا يقتصر دوركم فقط على جني الأرباح على حساب أداء واستثمارات (أوبك+). والرسالة ذاتها موجهة إلى حكومات الدول المستهلكة للضغط على شركاتها، أو حتى مساعدتها مالياً إن دعت الضرورة لمواصلة الاستثمار. وإلا فإن العالم سيواجه أزمة مقبلة في حال لم يتشارك الجميع.
في اجتماع الغد، ستقرر المنظمة النفطية خفض إنتاجها بأكثر من 200 ألف برميل في اليوم، بحكم أن المنظمة تبحث عن زيادة سعر النفط إلى معدل يقارب 90 دولاراً للبرميل. على الرغم من أنه لا يوجد سبب واضح في انخفاض السعر، وعدم التزام أعضاء (أوبك+) بسقف الإنتاج، ومقاطعة بعض الدول الأوروبية والولايات المتحده للنفط الروسي، إضافة إلى بعض التحولات في الأسواق النفطية والبحث مثلاً عن أسواق جديدة وبأسعار مغرية. علاوة على استمرار أميركا في استهلاك المخزون الإستراتيجي من أجل خفض معدلات التضخم المالي، وإرضاء للمستهلك الأميركي.
وقد يكون سبب مخفي آخر، ألا وهو قوة شراء الدولار الأميركي، وارتفاع معدله في الأسواق العالمية، مما يجعل البرميل أكثر كلفة على المستهلك النفطي خارج الأسواق الأميركية، ومن شأن ذلك أن يدفع البرميل إلى الانخفاض.
وبموازاة ذلك، بات على أوروبا أن تزيد مخزونها التجاري الإستراتيجي ترقباً لشهر ديسمبر المقبل في ظل مقاطعتها للغاز والنفط الروسيين، وذلك مع تعذر منتجي النفط الصخري الأميركي من زياده إنتاجهم والاستثمار إلا عند معدل آمن للبرميل، حفاظاً على أرباحهم حسب رغبة الملاك والمستثمرين، والتأكد من النطاق السعري المربح المناسب.
ولعل خطة (أوبك +) خفض الإنتاج بأكثر من 200 ألف برميل، وفي وقت الشتاء قد يزعج المستهلك العالمي، وقد يؤدي إلى رفع سعر البرميل عن معدله الحالي والبالغ 83 دولاراً، إلا أن قرار (أوبك+) واضح وصريح، بأن لدى دول المنظمة النفطية مشاريع مستقبلية وميزانيات عليها تنفيذها، ومن ثم الاستقرار في سعر البرميل ضمن نطاق 90 دولاراً، بالإضافة إلى مواصلة الاستثمار في النفط والغاز، وأيضاً الاستثمار في البدائل كبقية دول العالم. حيث علينا أيضاً حماية البيئة وأن نكون أيضاً في المقدمة.
إن مواصلة الاستثمار مسؤولية الجميع، وعلى الشركات أيضاً أن تشارك في البحث والتنقيب عن النفط، خاصة التي لم تعد تستثمر في روسيا، وتمتلك تدفقات مالية وأرباح الدنيا لمواصلة صلب ولب وأساس أهدافها ألا وهو مجالا النفط والغاز.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com