بتحركات التيارات السياسية والكتل المستقلة في مناطق الدائرة طوال اليوم الانتخابي
«الأولى»... نموذج للكويت
جسّدت تحركات التيارات السياسية المختلفة والكتل المستقلة في مناطق الدائرة الأولى طيلة ساعات الاقتراع، نموذجاً مصغراً للكويت بوحدتها الوطنية، حيث تتنوع مشاربها السياسية، وتنصهر في بوتقة حب الوطن، إذ شهدت مقار لجان الاقتراع إقبالاً متفاوتاً بين متوسط إلى كثيف خلال ساعات النهار قبل أن تصل نسبة الإقبال إلى ذروتها قبيل إغلاق أبواب اللجان. وقد تفردت مناطق الدائرة الأولى التي يتنافس على مقاعدها العشرة 48 مرشحاً، يمثلون أطيافاً مختلفة، عن بقية الدوائر الانتخابية بغنى مكوناتها (حضر، بدو، سُنة، شيعة) بنسب تكاد تكون متساوية، الأمر الذي أكسبها زخماً سياسياً، انعكست على ضوئه نتائج المتنافسين.
وركزت التيارات السياسية في تلك الدائرة، عملها منذ فتح باب الدعوة لإجراء الانتخابات البرلمانية وصولاً ليوم الاقتراع على استقطاب الأصوات المستقلة لصالح مرشحيها، لضمان وصولهم لقبة عبدالله السالم، حيث حشد كل مرشح لقواعده الانتخابية.
المؤكد، أن الصوت الشبابي الذي يمثل عماد المستقبل كان حاضراً أمس، بقوة في جميع مناطق الدائرة الأولى، حيث علّق بعض المرشحين الشباب آمال نجاحهم على استقطاب أقرانهم من فئة الشباب، خصوصاً من المستقلين الذين لا ينتمون إلى تيارات سياسية.
وبقي باب التكهنات في تلك الدائرة موارباً ومفتوحاً في الوقت نفسه على كل الاحتمالات والمفاجآت، انتظاراً للحظة إعلان نتائج أسماء المرشحين الفائزين.
وقد لوحظ تردد مرشحي الدائرة الأولى بصورة أقرب إلى المكوكية لمراكز اقتراع الناخبين في تلك المنطقة، كونها منطقة مفصلية في تحديد مصيرهم الانتخابي.
واصطف ناخبو منطقة الرميثية أمام مقر لجان الرجال في مدرسة سيد محمد الموسوي في طوابير طويلة انتظاراً للإدلاء بأصواتهم لمرشحيهم.
وأقيمت خيم انتخابية أمام مدرسة محمد الشايجي وسط حضور حاشد للناخبات ومسؤولات الحملات الانتخابية للمرشحين، كما شهدت العملية الانتخابية سلاسة في دخول وخروج الناخبات مع تقديم خدمة النقل عبر الكراسي المتحركة لكبار السن من قبل متطوعين شاركوا في عملية التنظيم.
«مشرف» و«بيان»... حضور مُشرِّف
ضربت منطقتا مشرف وبيان نموذجاً مثالياً خلال عملية اقتراع الناخبين من حيث التنظيم وأداء الناخبين، فبالرغم من كثافة حضور الناخبين التي وصلت ذروتها قبيل إغلاق أبواب اللجان، إلا أن عملية الاقتراع كانت تسير بوتيرة هادئة لا يحركها سوى حماس مندوبي المرشحين الذين يستقبلون الناخبين كل وفق طريقته الخاصة في جذب انتباه الناخبين.
وقد أعرب عدد من ناخبي المنطقة لـ«الراي» عن سعادتهم لارتفاع نسبة التصويت في المنطقة، مرجعين سبب كثافة الحضور إلى رغبة الجميع في إحداث تغيير جوهري، يتواكب مع المرحلة السياسية الجديدة. وعوّل الكثير من ناخبي المنطقة على وعي الناخبين في إحداث هذا التغيير، باعتبار المنطقتين أكثر مرونة من بقية المناطق شبه المحسومة للتيارات والكتل السياسية التي تعمل لصالح المرشحين المنتمين لها.
شباب «الدسمة»... وقودها الانتخابي
كعادتها، اتسمت عملية الاقتراع في منطقة الدسمة بالهدوء في مقار اللجان الانتخابية الرجالية والنسائية. ورغم حالة الهدوء التي خيّمت على مداخل ومخارج مدرسة بيبي السالم الصباح، وآمنة الابتدائية، إلا أن حركة الناخبين أمام مقار تلك اللجان كانت حاضرة، إذ لاحظت «الراي» خلال جولتها اصطفاف أعداد كبيرة من الناخبين (رجال ونساء) أمام لجان التصويت ينتظرون دورهم في الإدلاء بأصواتهم.
وبقي الصوت الشبابي الذي كان حاضراً بقوة في تلك المنطقة، العلامة الأبرز التي ميّزت عملية الاقتراع، مقارنة ببقية مناطق الدائرة التي شهدت انتقال أعداد كبيرة إلى مناطق أخرى، وفقاً لقرار التصويت بناء على عناوين السكن المسجلة في البطاقة المدنية.