No Script

من الخميس إلى الخميس

الانتخابات وسرّ اللحظة

تصغير
تكبير

اليوم، إما أن نُعطي الحقّ لمن يخاف علينا؛ ويطور بلدنا وإما أن نُعطي الحق لمن يضُرنا ويهدم وطننا.

أعضاء مجلس الأمة الخمسون الذين سوف تحملهم أصواتنا اليوم إلى قاعة (عبدالله السالم ) هم مجرد بشر مثلنا، فيهم مُختَلَفُ صفات الإنسان، من خير وشرّ، البعض يملك صفات خير متأصلة فيهم، الحفاظ على الوعود؛ وتقديم حاجة الشعب على حاجته؛ واحترام القانون؛ وبذل الجهد من أجل تشريعات مفيدة ورقابة حيادية، هؤلاء من نحتاج لهم لأجل مستقبل بلادنا، هناك أيضاً من سيصل إلى المجلس، وهو ضعيف للذاكرة، سينسى وعوده؛ وينشغل بحاجيات نفسه؛ ويجتهد في دور الممثل بدل دور المخرج؛ ويقدم القليل ليحصد الكثير، هؤلاء كان لدينا منهم كثير طوال أكثر من خمسين سنة ماضية ونتمنى أن يتناقص عددهم هذه المرة.

الفاصل بين الإثنين هو أنت أيها الناخب، كل رجل أو امرأة كويتية يحق له أو لها التصويت هو بمفرده اليوم أمام صندوق الانتخاب وراء الستارة، لن يراه بشر ولن يؤثر عليه ضغط، في تلك اللحظة فقط يكتشف كلٌ منّا حقيقته، تلك الحقيقة التي عاش من أجلها سنوات ودخل في معارك كلامية ونقاشات من أجل أن يثبت للآخرين أنه رجل صالح ينشُدُ عزّ وطنه ورفعة الكويت.

إذا ضاعت منك أو منها تلك اللحظة وأعطيت صوتك لمن لم تتأكد من أمانته وقوته في الحق، فأنت لم تُدخِل المجلس من استعملك كوسيلة لمصالحه فقط، بل أنت قدّمت بيدك من سوف يسعى لإفساد الكويت وتأخرها، هذا هو سرّ اللحظة التي ستمر عليك اليوم.

قد تسأل أو تسألين، وكيف أعرف الصالح من غيره؟ لن يعرف الجواب الشافي سواك أنت، الجواب بين ذاتك وداخل ضميرك، قد تخدعك وعود بعض المرشحين الجدد أما من كانوا أعضاء سابقين فلا يصح أن يخدعك قول البعض منهم، فهؤلاء كانوا هناك وخرجوا وهم مُثقلون بالنقد وقد باع، هؤلاء البعض، شعاراتهم لأجل مصالحهم، إن عادوا مرة أخرى فهم (مؤشر أداء) لشعب لا يريد في معظمه النجاة، مؤشر لسوء اختيارك في لحظة الضمير، أما المرشحون الجدد فإن آلية ترشيحهم تُعطيك بعضِ الدلالات، فإذا بدأ حياته بمخالفة القانون بالانتخابات الفرعية السرية فهو خطر علينا جميعاً؛ وإذا قدّم المال للنفوس الضعيفة فهو خطر على الأمة؛ وإذا أظهر عداءً لقيم المجتمع وأصوله الأخلاقية فهو خطر على مستقبلنا.

هذا ما تملكينه أو تملكه اليوم، أيتها الناخبة أيها الناخب، إنني، وهناك غيري كثير، سندعو الله أن يُرشدك للحق في لحظة اختيار الاسم، تلك اللحظة التي ستحمل وتحملين أعباءها بقية عمرك؛ وقد تجدها أو تجدينها أمامك في: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي