No Script

مشاهدات

(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين)

تصغير
تكبير

سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر،

الجميع يحلم ويعد بالنهضة والإصلاح، تنوّعت الأطروحات والزعامات وتكرّرت المحاولات، وفي كل مرة تخيب الآمال وتتحطّم الأحلام للاسباب نفسها، فتجول التساؤلات وتحار الأفكار أمام مخيلاتنا لنجد أن وراء هذا الفشل المتكرر، حسابات خاطئة وخططاً ارتجالية، وأداء هزيلاً لنخب انتهازية تستبيح كل شيء في صراع وجودي لاحتكار السلطة بلا ضوابط ولا محرّمات، والتي سرعان ما يتمخّض عن هيمنة وإقصاء المصلحين الحقيقيين، يقابلها خضوع تحته تربّص وتعويق ومراهنة على الفشل.

- عندما يعيش المواطن في حال من الاحباط وذلك بسبب تردي الأداء الحكومي... ولذلك يجب تفعيل الرقابة الصارمة والجادة والمتابعة والمحاسبة بغية ضمان الأداء الحكومي.

- أما اليوم وفي ظل التغيرات التي نشهدها، تلوح آمال خير وتفاؤل لمستقبل مشرق.

- شاهدنا فى الجولات الميدانية المتعددة التي قمت بها لتفقد مؤسسات الدولة، ووجهت كلمة في منتهى الروعة للمسؤولين العاملين وهي «أنا لم أترك أشغالي ومكتبي، إلا كي أرى المواطن وأعرف ماذا يحتاج، وأريد منكم أن تقوموا أيضاً بهذه العملية من خلال الجولات في الصالات والجلوس مع المراجع، ومعرفة احتياجاته»، مضيفاً «نحن مغادرون وأنتم المستمرين في وظائفكم، اخدموا المواطن واتركوا مكاتبكم وانزلوا إلى صالة الاستقبال لانجاز معاملات المواطنين».

بالفعل، تلك الكلمة لامست وجدان كل المواطنين وهي خارطة الطريق للبدء بتغيير النهج الحكومي، فهناك مشاكل كثيرة يُعاني منها المواطن، ونحن نعوّل عليكم كسلطة تنفيذية لحلحلة تلك العقبات.

وهي الخطوة الأولى لتنفيذ توجهات سمو الأمير، وولي عهده الأمين، حفظهما الله، لضرورة تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب من التنمية والإصلاح في جميع المجالات، ومعالجة جميع العقبات التي يُعاني منها المواطنون.

وتلك الخطوة ذكرتنا بالحكمة المشهورة:

(لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك).

سمو رئيس مجلس الوزراء،

بدأت القيام بمهام العمل المكلّف به، ببادرة طيبة لاقت استحسان أبناء وطنك، والجميع يساندونك ويدعمونك للاستمرار بهذا النهج التصحيحي، ويتمنون الاستمرار بهذا الطريق وعدم التوقف، فالإصلاح العام مطلب شعبي ومؤسسي.

- في هذه الانتخابات أعلنت الحكومة عدم استخدام حقها بالمشاركة بالتصويت، وستكون بعيدة عن المشاركة في اختيار الرئيس وأعضاء اللجان، وأعلنت الهدف ألا وهو (تصحيح المسار) وتلافي الإخفاقات المتكررة السابقة.

(أحسنوا الاختيار)

- القضية التي تُطرح اليوم أن السلطة التشريعة والتي تعتبر من السلطات المهمة لأنها المعنية بسن القوانين، قد تركت للمواطنين كي يختاروا أعضاءها وهذا عمل صحيح وجيد، فالقضية اليوم قضية الناخبين الذين سيختارون اعضاء تلك السلطة المهمة.

- فعندما نشاهد أيّ أمة لنتعرّف على مستواها الفعلي من الرقي والتقدم والثقافة والازدهار علينا أن نشاهد إفرازات مجلس الأمة، فهي تعكس تلك الصورة الجميلة للمجتمع، فإن كان اختيار المواطن صائباً يتحقق الهدف المرجو، وإن كان الاختيار هابط المستوى يكون الفشل هو النتيجة.

- فالكرة الآن في ملعب المواطن.

سمو رئيس الوزراء،

فليكن اختيارك للوزراء صائباً قدر المستطاع، بعيداً عن الفئوية والطائفية والقبلية والتحزب أو المحاباة لتكتل أو لجماعة ما، ابحث وشاور وناقش الآراء المختلفة، فكما لا يخفى على سموكم بأن الكويت تزخر بالكفاءات في شتى المجالات، وحتما سيتم اختيار الأفضل والأكفأ للفريق الحكومي الذي سيفيد الوطن، وتلك هي مسؤوليتك فنجاحك بحُسن اختيارك للفريق الحكومي والذي حتماً سينعكس على الوطن، فالمواطن يترقب النتائج فإن كانت مرضية وإيجابية سيشيد بك ويساندك.

- تذكر أنك أقسمت القسم العظيم «أن أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق»، وبراً بهذا القسم العظيم يتم اختيار الفريق الحكومي وفق معيار الكفاءة والأصلح، بعيداً عن كل ما يُعرقل ويؤخر التقدم، كانت الكويت في السابق متقدمة خليجياً وكانت درة الخليج، ومحط الأنظار، والكل كان يتغنى بها، فهي نقطة الانطلاق وفي المقدمة في جميع المجالات، العلمية، والفنية، الغنائية، والمسرحية، العمرانية، والمشاريع الكبرى، وللأسف تراجعنا وأصبحنا في آخر القائمة الخليجية.

- ضع بصمة طيبة في قلب وعقل كل مواطن، فلا تتأثر ممَنْ يتكلم بالصوت العالي المقيت، فالنجاح في حُسن الاختيار بعيداً عن كل شيء آخر.

- وتذكر بأن التاريخ لا يرحم، فهناك مَنْ خلّدهم التاريخ بذكرى طيبة وحسنة، وهناك مَنْ خلدوا بذكرى سيئة والعياذ بالله، وتجاوزهم التاريخ ونسيتهم شعوبهم.

سمو رئيس مجلس الوزراء،

- الحل ليس في تغيير المسؤولين فقط، إنما المطلوب تغيير شامل ومستدام وإصلاح في ادارة السلطة التنفيذية الذي اصبح مطلباً ملحاً من أجل القضاء على الفوضى والتسيب الإداري، بدءاً من التخطيط والتنظيم والتدريب الدقيق ووضع الرؤى، وقيادة المسؤولين بالمنهجية الإدارية السليمة، على الا تكون مجرد إشراف على أفعالهم بقدر ما هي منظومة متكاملة من الإجراءات، ومحاسبة كل مسؤول ومراقبته من أجل تكوين أفراد ذوي كفاءة عالية غايتهم نهضة المواطنين والوطن، وان يتحقق على يد السلطة التنفيذية لإصلاح المجتمع.

- فنحن نحتاج إلى سلطة تنفيذية يتولى شؤونها رئيس يترك وراءه طابعاً خاصاً وبصمة راسخة، يستمر العمل به بعد ان تنتهي مسؤوليته.

اما الفائدة فهي مزدوجة على المكان ومن فيه، اذ ينتفعون بما تركه لهم من تغير محمود على المستوى المهني مبني على أسس متينة وتنظيم سليم.

- ما ننتظره ونتمناه من الحكومة المقبلة ورغم معرفتنا، أنها مسؤولة أمام الله والأمير والشعب عن فرض هيبة القانون وتطبيقه من خلال منعها لأيّ مشهد من مشاهد الفساد والانحلال، والحرص الشديد على التمسك بالحقوق التي يكفلها القانون والدستور، واحترام القوانين وأداء كل الواجبات والالتزامات، وتحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية على أسس قوية ومتينة التي نأمل أن تظهر نتائجها الكبيرة في المستقبل القريب جداً لنهضة دولة الكويت وشعبها الوفيّ.

ستَمْضِي قَرِيبًا بِأَمْر الْقَدَر

وَتَغْدُو رُفاتاً وَيَبْقَى الْأَثَر

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي