خلال افتتاح المعرض الدائم الثالث في متحف الفن الحديث
«مجلس الثقافة» ينفض غبار النسيان عن «الخط العربي»
- الأنصاري: البداح والرئيس قدما أروع ما فاضت به قريحتهما الفنية
«الصمت في حَرم الجمالِ... جمالُ»!
لعلّ هذا البيت من الشعر لنزار قباني، يُلخّص بوضوح ما تضمنه المعرض الدائم الثالث «الخط العربي» الذي افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف الدكتور عيسى الأنصاري في متحف الفن الحديث، والذي حوى مجموعة من المخطوطات الفنية التي خطتها ريشة الفنانين علي البداح وفاضل الرئيس، حيث نفضا غبار النسيان عن درر الحروف والكلام في لغة الضاد، وبثّا بها الروح من جديد، لتلقى الإشادة والثناء من جانب المسؤولين والزوّار.
وللمناسبة، قال الأنصاري في تصريح لوسائل الإعلام: «نحن أمام أمسية سعيدة وجميلة من ليالي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، هذا البيت الكبير الذي يرعى الفنون بتجلياتها المتباينة. نحن أمام الخط العربي، المعني بفن وتصميم الكتابة، وبمشاركة الفنانين علي البداح وفاضل الرئيس، إذ قمنا برعاية هذا المعرض بمتحف الفن الحديث لكي يقدما لنا أروع ما فاضت به قريحتهما الفنية، وبالفعل لقد تلاعبا بالخط كما يتغزل العاشق بمعشوقته، كما نقول».
وختم الأنصاري: «نهنئ أنفسنا بهذا الفن الراقي وبهذه الطاقات الوطنية، حيث إننا كمجلس وطني نحرص على ترجمة التوجيهات الصادرة من قِبل وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، في ما يتعلّق برعاية الفنون ودعم الشباب والروّاد، وكلنا أمل بمزيد من الانفتاح على الفنون بتجلياتها كافة».
بدوره، تحدث الفنان البداح، قائلاً: «أشكر وزير الإعلام والثقافة وقيادات المجلس الوطني، لأنهم قاموا برعاية الخط العربي من خلال هذا المعرض الدائم والمقام في متحف الفن الحديث».
وأكمل: «قد لا يعلم البعض أن وزير الإعلام بدأ بهذه المبادرة منذ انطلاقة المعرض الأول، الذي كان يختص بالفن التشكيلي، حيث تبعه معرض الخزف، فمعرض الخط العربي».
وأضاف «بالعودة إلى المعرض الحالي، فقد شاركت بـ (22) عملاً شاملاً لجميع أنواع الخطوط العربية والأساليب الفنية التي أستخدمها، لناحية الألوان والأحرف، بالإضافة إلى تنويع المحتوى ما بين الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وأشعار فهد العسكر، وباقة من الحكم والأمثال الشعبية. حاولت قدر الإمكان عرض هذه الأشياء بصورة موسّعة بحيث يشاهد المتلقي كل أشكال وطروز الخط العربي، بالتقنيات التي أجيدها».
ولفت البداح إلى أنه قضى ما يقرب من 45 عاماً في البحث عن هذا الفن، «حيث اشتريت أول كراسة تُعنى بالخط العربي خلال العام 1975، وكانت للخطاط العراقي الراحل هاشم البغدادي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أواصل البحث والتعلّم في هذا المجال».
في غضون ذلك، أعرب الرئيس عن سعادته بالتعاون مع الفنان البداح في تقديم مجموعة من المخطوطات، لتكون متاحة أمام الزوّار على مدى شهر كامل، خلال الفترتين الصباحية والمسائية.
ولفت إلى أن المتلقي سيرى كل ما يسرُّه في المعرض من خطوط عربية عدة، مثل «السنبلي والديواني والكوفي، وكوفي المصاحف»، مبيناً أن الحرف العربي يحمل الجمال أينما حلّ.
وعد المعنيين
قال البداح إن الظروف لم تكن مؤاتية لكي تكون هناك مشاركات من فنانين كثر، لكنه أخبر المعنيين بأن هناك 12 فناناً وفنانة محترفين في فنون الخط العربي، وهم أعضاء في مؤسسة «إرث» التي يرأسها، مؤكداً أنه تلقى وعداً بأن يُلقى الضوء عليهم في القريب العاجل.
التراث الإسلامي
أوضح الفنان الرئيس، أن متحف الفن الحديث كان يفتقد إلى معرض يضيء على الخط العربي والتراث الإسلامي، «حتى أُقيم هذا المعرض بمبادرة طيبة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ممثلاً بوزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري».