السفير أشاد بمواقف الكويت المشرّفة تجاه الشعب اليمني
بن سفاع: حيثما وجهْتَ وجهك في اليمن وجدْتَ منشأة أو دليلاً على وجود الكويت
- لا توجد لدى الكويت أيّ مآرب أو توجهات سياسية ودائماً ما تسعى للحلول
- الحكومة اليمنية استجابت بإيجابية لمقترح الهدنة من المبعوث الأممي
- الميليشيات الحوثية صادرت المبالغ المخصصة لدفع الرواتب
أشاد سفير اليمن في الكويت علي بن سفاع بالعلاقات المتميّزة بين الكويت وبلاده، مشيراً إلى وجود تواصل دائم بين قيادتي ومسؤولي البلدين خصوصاً وزيري الخارجية، موضحاً أن التشاور بينهما مستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك فضلاً عن التشاور حول القضايا العربية والدولية.
وقال بن سفاع، في مؤتمر صحافي عقده للحديث عن موقف الشرعية تجاه الهدنة، إن العلاقات بين البلدين ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، لافتاً إلى «أن نفس الكويت وتوجهها العربي الأصيل تجسّد من خلال مواقفها مع الحكومة الشرعية في المحافل الدولية، وأيضاً من خلال الدعم الملموس سواء كان في الجانب السياسي أو الإغاثي أو المعنوي، ونحن نستشعر دائماً أن مواقف الكويت مشرّفة ودائماً ما تُثلج صدور الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومختلف توجهاته السياسية وطوائفه».
وأضاف: «لا توجد لدى الكويت أيّ مآرب أو توجهات سياسية، ودائماً تنطلق من دعمها وحرصها الشديدين على استقرار اليمن»، مشيرا إلى أن مواقف الكويت ليست وليدة الصدفة أو برزت من خلال الأزمة الحالية، «إذ يشعر كل يمني أن الكويت لها بصمات في حياته سواء في الجانب التنموي أو الجانب الإغاثي أو الإنساني، وحيثما وجهت وجهك في كل أرجاء اليمن وجدت منشأة أو دليلاً على وجود الكويت هناك».
وفي ما يتعلّق بالأوضاع في اليمن، ذكر السفير أنه استمراراً لالتزام الحكومة وتحالف دعم الشرعية وجهودهما المستمرة لإنهاء الحرب التي تسبّب بها انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على الحكومة وعلى نتائج مخرجات الحوار الوطني الشامل في العام 2014، فقد استجابت الحكومة اليمنية بإيجابية لمقترح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لهدنة مدتها شهران، والتي تزامنت في حينها مع بدء شهر رمضان المبارك، تغليباً للمصلحة العامة وبهدف خلق بيئة إيجابية لصنع السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في الوصول لحل سياسي شامل وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، مبيناً أن الحكومة اليمنية دعمت جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، في تمديد وتعزيز الالتزام بالهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة مرتين والتي ستنتهي في 2 أكتوبر 2022.
وأضاف أن الحكومة اليمنية وافقت وبدعم من التحالف على دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وفقاً لآلية دخول سفن المشتقات النفطية لموانئ الحديدة المعمول بها منذ ديسمبر 2019 تحت إشراف الأمم المتحدة، وبحيث تلتزم الميليشيات الحوثية بتوريد المبالغ للحساب الخاص بالرواتب وتحت رقابة مكتب المبعوث وفقاً لاتفاق استكهولم، إلا أن الميليشيات صادرت في حينه المبالغ التي تم توريدها لدفع الرواتب، وامتنعت بعد ذلك عن عملية التوريد حتى الوقت الحالي.
وتابع «أنه بعد تجديد الهدنة للمرة الثالثة وفي ظل امتناع الحوثيين عن الالتزام بها، قامت هذه الميليشيات منذ تاريخ 10 أغسطس من العام الجاري بتصعيد غير مبرر وذلك بتعطيل آلية دخول سفن المشتقات النفطية لموانئ الحديدة المعمول بها منذ ديسمبر 2019 تحت إشراف الأمم المتحدة، وبتعطيل الآلية قامت المليشيات بإجبار التُجار على عدم تسليم الوثائق المطلوبة لمكتب المبعوث وخلقت الميليشيات بذلك أزمة وقود في المناطق التي تسيطر عليها، وهدّدت بالعودة إلى الحرب في حال عدم إدخال السفن من دون الآلية المذكورة».
استعراض الحديدة تهديد للأمن والسلم الدوليين
أوضح السفير اليمني أنه مع استمرار الحكومة اليمنية بالعمل على احترام التزاماتها ضمن الهدنة وتقديم كل ما يُمكن في سبيل ذلك، قامت الميليشيات الحوثية بتنظيم أكبر عرض عسكري في مدينة الحديدة تم خلاله استعراض مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة التي نهبتها أو تم تهريبها للميليشيات من قبل النظام الإيراني بما في ذلك الألغام البحرية.
وأضاف: «لكون هذا العرض يُعد تهديداً صريحاً لأمن المنطقة وسلامة الملاحة البحرية، فإنه يمثل أيضاً رسالة تحد لجهود المجتمع الدولي في إحلال السلام، وانتهاكاً صارخاً لاتفاق استوكهولم الذي ينص على عدم تنفيذ أيّ أنشطة عسكرية في محافظة الحديدة»، لافتاً إلى أن العرض العسكري للحوثيين في الحديدة شارك فيه نحو 25 ألف جندي من هذه الميليشيات وتم بحضور قيادة ما يُسمى بالمجلس الأعلى التابع للميليشيات وعرضت فيه مختلف أنواع الأسلحة وهدّدت فيه الميليشيات بأنها تستطيع ضرب أيّ نقطة في البحر الأحمر في تهديد واضح للأمن والسلم الدوليين.
الضغط على الحوثيين
أكد بن سفاع أن الهدنة ساهمت منذ الإعلان عنها في إحداث تحسّن على جميع المستويات الإنسانية والاقتصادية والإغاثية، حيث تم تسجيل انخفاض أعداد الضحايا بين المدنيين بنسبة تجاوزت 60 في المئة، وأنه من المهم ممارسة المزيد من الضغط الحقيقي والجاد على الميليشيات الحوثية للالتزام بالهدنة والتوقف عن الممارسات التي قد تقوّض من استمرارها.
انتهاكات وخروقات
لفت بن سفاع إلى أن الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية قد عملا بشكل وثيق مع المبعوث الأممي لإنجاح مهمته وضمان التزام جميع الأطراف بالهدنة، إلا أن الميليشيات الحوثية لم تلتزم ببنود الهدنة، وقامت بالعديد من الانتهاكات والخروقات التي كان آخرها الهجوم على منطة الضباب في تعز، لافتاً إلى أن عدم التزام ميليشيا الحوثي ببنود الهدنة، ورغبتها في خلق مبررات لعدم تمديدها يؤكد إيمان تلك الميليشيا بالحل العسكري بدلاً من الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي.