سلّط الضوء في «البندقية 79» على أزمة «الأفيونيات» الأميركية
«الأسد الذهبي» من نصيب... «كل الجمال وإراقة الدماء»
- المهرجان توّج امرأة للعام الثالث على التوالي
- كيت بلانشيت وكولين فاريل الأفضل تمثيلاً
- الإيطالي لوكا جوادانيينو فاز بجائزة أفضل مخرج
سلّط مهرجان البندقية السينمائي في ختام دورته التاسعة والسبعين مساء السبت، الضوء على أزمة «الأفيونيات» في الولايات المتحدة من خلال منح جائزة «الأسد الذهبي» لوثائقي بعنوان «All The Beauty And The Bloodshed» (كل الجمال وإراقة الدماء) عن المصورة نان غولدين وكفاحها ضد هذه الفضيحة الصحية التي أودت بحياة مئات آلاف الأميركيين.
ومنحت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة الممثلة الأميركية جوليان مور، هذه المكافأة الأرفع في المهرجان للمخرجة لورا بويتراس (58 عاماً)، في ثالث تتويج على التوالي يُمنح لمخرجة، بعد الفرنسية أودري ديوان المتحدرة من أصل لبناني العام الماضي عن فيلم «L›événement»، والصينية الأميركية كلويه جاو عن «Nomadland» في 2020.
وهي المرة الثانية في تاريخ المهرجان السينمائي الممتد منذ 79 عاماً التي تذهب فيها جائزته الرئيسية إلى فيلم تسجيلي.
ولا يكشف الوثائقي الفائز، أي معلومات مدوية، لكنه يغوص في سيرة نان غولدين، المصورة البالغة 68 عاماً والمعروفة بتصويرها للأوساط الاجتماعية المهمشة في نيويورك. وقد قاومت غولدين الموت مراراً، لأسباب مختلفة من الإيدز وصولاً إلى معركتها الأخيرة ضد إدمان الأفيونيات.
فقد خاضت غولدين التي غادرت البندقية قبل إعلان الفائزين بالجوائز، معركة شرسة غير متكافئة ضد منتجي الأفيونيات، وهي مسكّنات تسببت بإدمان قاتل أودى بحياة نصف المليون أميركي على مدى العقدين الماضيين.
ويتطرق الفيلم الوثائقي إلى هذه الأزمة مطولاً: فقد كرّست المصورة التي اقتربت من الموت بسبب إدمانها، شهرتها في خدمة الكفاح ضد عائلة ساكلر الثرية التي كانت تنتج أفيونيات الأوكسيكودون بموازاة رعايتها لأبرز المؤسسات الثقافية العالمية.
وقالت المخرجة الأميركية خلال تسلمها جائزتها «عرفتُ أشخاصاً كثيرين يتمتعون بالشجاعة خلال حياتي، لكن لم أعرف أبداً أحداً مثل (نان غولدين) التي كافحت ضد هذه العائلة البالغة النفوذ».
وفازت بجائزة أحسن ممثلة الأسترالية كيت بلانشيت عن دورها في فيلم «Tar» في حين فاز بجائزة أحسن ممثل الأيرلندي كولين فاريل (الذي ظهر في بث مباشر من لوس أنجليس عند الإعلان عن جائزته) عن دوره في فيلم الكوميديا المأسوية «The Banshees of Inisherin».
وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى الإيطالي لوكا جوادانيينو عن فيلمه «Bones and All» الذي يحكي قصة حب أحد طرفيها من آكلي لحوم البشر، وحصلت نجمته الشابة تيلور راسل على جائزة أفضل ممثل أو ممثلة ناشئين.
ونال مارتن ماكدونا جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «The Banshees of Inisherin» الذي أخرجه أيضاً.
جائزة خاصة
وجه المهرجان رسالة سياسية ضد الرقابة والسلطة في إيران، من خلال منح جائزة خاصة من لجنة التحكيم للمخرج الإيراني جعفر بناهي، تأكيداً على الرغبة في عدم ترك المخرج المسجون منذ يوليو لمصيره.
ويتناول بناهي، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية، في فيلم «الدببة غير موجودة» الذي تعذر عليه تقديمه في «الموسترا» بسبب وجوده في السجن، قصة مبدع محتجز في بلاده، بما يتماهى مع واقعه، للتنديد بشكل أفضل بالقمع.
صفعة لـ «نتفليكس»
سدد سجل الجوائز صفعة إلى شبكة نتفليكس العملاقة في مجال البث التدفقي، التي كانت تسعى للاستحصال على اعتراف بجدارتها في الإنتاج السينمائي خلال «الموسترا». فقد خرجت المنصة التي حُرمت سابقاً هذا العام المنافسة في مهرجان كان بسبب عدم عرض أعمالها في الصالات الفرنسية، خالية الوفاض من المهرجان الإيطالي حيث قدّمت ما لا يقل عن أربعة أفلام.