الرئيس الـ 15 للحكومة خلال 70 عاماً من الملكية... وثالث امرأة بعد ثاتشر وماي
ليز تراس... «المرأة الحديد» الجديدة في بريطانيا
- الزعيمة الجديدة تتعهّد خفض الضرائب ومواجهة أزمة الطاقة
- تراس ستعيّن حكومة قوية وتستبعد «نمطاً رئاسياً» للحكم
- حصدت 81326 صوتاً في مقابل 60399 لمنافسها سوناك
- جونسون يتنحّى رسمياً اليوم في... اسكتلندا
- فون ديرلايين تأمل في الاحترام الكامل لاتفاقيات «بريكست»
أكدت ليز تراس، المضي قدماً في تعهدها خفض الضرائب ومواجهة أزمة الطاقة المتنامية، عقب فوزها في السباق على زعامة حزب المحافظين الحاكم، أمس، لتصبح رئيسة وزراء بريطانيا المقبلة، خلفاً لبوريس جونسون، الذي أُجبر على تقديم استقالته في يوليو الماضي، وسط تحدٍّ فوري يتمثّل في معالجة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة التي تضرب المملكة المتحدة.
بعد أسابيع من التنافس، تغلبت وزيرة الخارجية، التي تلقب بـ «المرأة الحديد»، على وزير المالية السابق ريشي سوناك، في تصويت بالبريد مخصّص لأعضاء حزب المحافظين بدأ في أوائل يوليو، على اثر استقالة جونسون الذي حوصر بالفضائح المتكرّرة، وحصدت 81326 صوتاً (57 في المئة) في مقابل 60399 صوتاً لمنافسها (43 في المئة).
وستصبح تراس (47 عاماً) ثالث امرأة تدير الحكومة البريطانية، بعد مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي.
لكن تراس، التي ظلّت وفيّة حتى النهاية لجونسون في الوقت الذي سُجّلت فيه استقالات بالعشرات من السلطة التنفيذية في بداية يوليو، ستدخل «10 داونينغ ستريت» في سياقٍ اقتصادي واجتماعي متفجّر يتميّز بتضخّم يتجاوز 10 في المئة وارتفاع في فواتير الطاقة يخنق العائلات والشركات والخدمات العامة.
ويأتي توقيت هذه المهمة الصعبة قبل عامين من الانتخابات التشريعية، بينما تأمل المعارضة العمالية التي تتفوّق بشكل واضح في استطلاعات الرأي، في إزاحة المحافظين الموجودين في السلطة منذ العام 2010.
وبعد الإعلان عن فوزها، قالت تراس «سأقدّم خطّة جريئة لخفض الضرائب وتنمية اقتصادنا».
وأضافت «سأعالج أزمة الطاقة عبر الاهتمام بفواتير الطاقة لدى الناس، لكن أيضاً من خلال الاهتمام بصعوبات إمدادات الطاقة على المدى الطويل.
ووعدت بـ «فوز كبير» لحزبها في الانتخابات التشريعية المقرّر إجراؤها سنة 2024.
وبانتخابها زعيمة للحزب من قبل الأعضاء الذين شاركوا في التصويت، تتولى تراس الحكم بسبب الغالبية التي يتمتّع بها «المحافظون» في مجلس العموم، وفقاً للنظام البرلماني البريطاني.
من جهة أخرى، سيتعيّن على تراس التعامل مع ظل جونسون الذي يفضّله عدد من أعضاء حزب المحافظين، خصوصاً الذكور والبيض وكبار السن، بينما لم يستبعد رئيس الحكومة المنتهية ولايته العودة إلى السياسة.
وخلال تقديمه التهنئة إلى تراس، دعا جونسون إلى الوحدة بعد حملة كشفت الانقسامات والاستياء بين المحافظين.
ورد سوناك بشكل إيجابي على هذه الدعوة، بينما أشار إلى أنه سيتعيّن على رئيسة الوزراء الجديدة «قيادة البلاد في فترة صعبة».
ويسلم جونسون اليوم، استقالته للملكة اليزابيث الثانية في مقرها الصيفي في بالمورال - اسكتلندا، في سابقة بالنسبة إلى الملكة (96 عاماً) التي تتجنب التنقل ولن تسافر إلى لندن.
وتتبعه خليفته إلى هناك بعد ذلك، لتصبح الرئيس الـ 15 للحكومة خلال 70 عاماً من الملكية، قبل أن تعود إلى لندن لتلقي خطابها الأول أمام مقرّ رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت»، وتؤلّف حكومتها.
ورغم تفضيله من قبل نواب حزب المحافظين، وجد سوناك المصرفي الثري السابق، صعوبة في اجتذاب قاعدة الحزب عبر الدعوة إلى الواقعية الاقتصادية. ونُظر إليه لفترة طويلة على أنه تكنوقراط يعطي دروساً وغير قادر على فهم الصعوبات التي تواجهها الأُسر.
والأحد، أكدت تراس لـ «بي بي سي»، أنها ستتحرك في حال فوزها «من الأسبوع الأول» لمساعدة البريطانيين في موضوع فواتير الطاقة، لكنها رفضت توضيح الطبيعة الملموسة للإجراءات التي تنوي اتخاذها.
وذكرت وسائل إعلام أنها تنوي تجميد أسعار الطاقة.
وإذا كانت تراس اجتذبت قاعدة الحزب الحاكم منذ 12 عاماً، فان 52 في المئة من البريطانيين رأوا أنها ستكون رئيسة وزراء «بالغة السوء»، وفق استطلاع لمعهد «يوغوف».
من جانبه، سعى كواسي كوارتنغ، الذي يُرجح على نطاق واسع أن يتولى وزارة المالية في حكومة تراس، إلى تهدئة الأسواق، أمس.
وكتب في صحيفة «فاينانشال تايمز»، انه سيكون هناك «بعض التيسير النقدي» في ظل إدارة تراس، التي رأى أنها ستتصرف «بطريقة مسؤولة مالياً».
ووصف النائب المخضرم من حزب المحافظين ديفيد ديفيس، التحديات التي ستواجهها تراس بأنها «ربما ثاني أصعب فترة واجهها أي رئيس للوزراء في فترة ما بعد الحرب»، بعد ثاتشر المحافظة في عام 1979.
وقالت تراس إنها ستعين حكومة قوية، مستبعدة، ما وصفه مصدر مقرب منها، بأنه «نمط رئاسي» للحكم، وسيتعين عليها العمل بجد لكسب دعم بعض النواب في حزبها الذين ساندوا سوناك في السباق.
وكان الفارق الذي فازت به على سوناك، هو الأقل في أي انتخابات لقيادة حزب المحافظين أجريت هذا القرن.
ويرى معهد الحكومة، وهو مؤسسة بحثية، ان تراس سيكون لديها نقطة انطلاق أضعف من أي من أسلافها، لأنها لم تكن الخيار الأكثر شعبية بين نواب حزبها.
ومن المتوقع أن يقفز متوسط فواتير الخدمات المنزلية السنوية 80 في المئة في أكتوبر المقبل إلى 3549 جنيها، قبل زيادة متوقعة إلى 6000 في 2023، ما يؤدي إلى استنفاد الموارد المالية للأفراد.
وتخلفت بريطانيا عن دول أوروبية كبرى أخرى في دعم فواتير طاقة المستهلكين، وهو ما يلقي المشرعون المعارضون باللوم فيه على حكومة «زومبي» غير قادرة على التصرف بينما كان المحافظون يركزون على سباق قيادة الحزب.
وقال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر«لقد سمعنا رئيس الوزراء الأخير يتحدث عن تخفيضات ضرائب الشركات خلال الصيف أكثر مما سمعناه يتحدث عن أزمة غلاء المعيشة، الشيء الوحيد الأكثر أهمية الذي يؤثر على ملايين الأسر».
في مايو، وضعت الحكومة حزمة دعم بقيمة 15 مليار جنيه لمساعدة الأسر لدفع فواتير الطاقة ضمن خطة لدعم تكاليف المعيشة وتبلغ قيمتها 37 مليار جنيه.
في المقابل، خصصت إيطاليا أكثر من 52 مليار يورو (51.75 مليار دولار) حتى الآن هذا العام لمساعدة المواطنين.
وفي فرنسا، وُضع سقف للزيادات في فواتير الكهرباء بنسبة أربعة في المئة، فيما أعلنت ألمانيا الأحد، انها ستنفق 65 مليار يورو على الأقل لحماية المستهلكين والشركات من ارتفاع التضخم.
وفي أول ردّ فعل رسمي أجنبي، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن «حرصه» على العمل مع تراس.
وهنّأ مايكل مارتن رئيس الحكومة الإيرلندية، تراس، في وقت تعرّضت العلاقات لاختبار قاسٍ بسبب تداعيات «بريكست».
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين عن أملها في «الاحترام الكامل (لـ) الاتفاقيات» بين لندن والاتحاد الأوروبي (بريكست).
- من مواليد مدينة أوكسفورد جنوب وسط إنكلترا عام 1975.
- تنتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة ذات قناعات يسارية قوية.
- انتخبت للمرة الأولى في 2010 نائبة عن ساوث ويست نورفولك. - تحولت إلى شخصية معروفة بين أعضاء حزب المحافظين بسبب آرائها التحررية في الاقتصاد والتجارة.
- ثاني امرأة تتولى وزارة الخارجية. ولعبت دوراً في التفاوض على اتفاقية «بريكست» عندما كانت وزيرة للتجارة الدولية.
أبرز وعودها
- عدم فرض أي ضرائب جديدة وإلغاء الزيادة المخطط لها في ضريبة الشركات.
- تعليق «الضريبة الخضراء».
- تعهد بإنفاق 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع عام 2026، ورفع النسبة إلى 3 في المئة بحلول 2030.
تحديات هائلة
- منذ إعلان رئيس الوزراء بوريس جونسون استقالته، تراجعت توقعات النمو، كما ارتفع معدل التضخم السنوي فوق 10 في المئة، وقفزت أسعار الوقود والغذاء.
- إضراب مئات الآلاف من العاملين في الموانئ والقطارات والبريد.
- الجنيه شهد أسوأ شهر له منذ الفترة التي تلت استفتاء «بريكست».
- توقع بنك إنكلترا أن يقفز التضخم إلى 13 في المئة مع تفاقم أزمة الطاقة، بينما قدرت «سيتي غروب» أن يصل التضخم إلى 18 في المئة، أوائل العام المقبل.
- باتت بريطانيا سادس أكبر اقتصاد في العالم، متخلية عن المركز الخامس لصالح الهند.
القياديات في أوروبا
في ما يأتي جولة أفق حول النساء اللواتي يتولين حالياً مناصب رئيسة وزراء أو رئيسة دولة (خارج إطار الملكية) في أوروبا بعد تعيين ليز تراس على رأس الحكومة البريطانية.
- الألمانية أورسولا فون دير لايين، أصبحت في ديسمبر، أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية.
- اسكتلندا: تشغل نيكولا ستورجن منذ نوفمبر 2014 منصب رئيسة الوزراء.
- فرنسا: اليزابيث بورن رئيسة الوزراء منذ 16 مايو هي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب في فرنسا، بعد 30 عاماً على إيديث كريسون.
- اليونان: القاضية إيكاتيريني ساكيلاروبولو التي انتخبت في يناير 2020 رئيسة، هي أول امرأة تتولى هذا المنصب الفخري عموماً. وسبق أن كانت أيضا أول امرأة تتولى رئاسة أعلى محكمة في أكتوبر 2018.
- السويد: أصبحت الاشتراكية-الديموقراطية ماغدالينا اندرسون، أول رئيسة وزراء في نوفمبر 2021 في ظروف غير اعتيادية. فبعد سبع ساعات على انتخابها، اضطرت للاستقالة من دون أن تكون تولت مهامها رسمياً.
وبعد أربعة أيام، انتخبها البرلمان مجدداً.
- الدنمارك: شكّلت زعيمة الاشتراكيين-الديموقراطيين ميتي فريديريكسن حكومتها في يونيو 2019 لتصبح في سن 41 عاماً، أصغر رئيسة وزراء.
- فنلندا: أصبحت الاشتراكية-الديموقراطية سانا ماران في 10 ديسمبر 2019 في سن 34 عاماً، أصغر رئيسة حكومة تتولى مثل هذا المنصب في العالم.
- إيسلندا: في نوفمبر 2017 أصبحت كاترين ياكوبسدوتير، ثاني امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء.
- استونيا: أصبحت كايا كالاس في يناير 2021 أول رئيسة حكومة في استونيا.
- ليتوانيا: تتولى المستقلة انغريدا سيمونيتي منصب رئيسة الوزراء منذ ديسمبر 2020.
- سلوفاكيا: تولت المحامية الليبرالية والناشطة في محاربة الفساد سوزانا كابوتوفا مهامها في 15 يونيو 2019 لتصبح أول امرأة تفوز بالرئاسة.
- المجر: أصبحت كاتالين نوفاك في مارس أول امرأة تنتخب رئيسة، وهو منصب فخري.
- جورجيا: الديبلوماسية الفرنسية السابقة سالومي زورابيشفيلي التي انتخبت في نوفمبر 2018 هي أول امرأة تتولى الرئاسة.
- صربيا: عينت آنا برنابيتش وهي امرأة مثلية علناً، في يونيو 2017 رئيسة للوزراء. ثم مددت مهامها مرتين.
- كوسوفو: انتخبت الخبيرة القانونية فيوسا عثماني رئيسة في أبريل 2021.
- مولدافيا: انتخبت مايا ساندو في نوفمبر 2020 لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة حيث تشغل امرأة أيضاً منصب رئيسة الوزراء، هي ناتاليا غافريليتا.