الغرب يُشيد بـ «غوربي" رجل السلام» وبوتين... بتأثيره على تطوّر تاريخ العالم
وفاة ميخائيل غورباتشوف... آخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية
- إرث الزعيم الراحل لا يحظى بتقدير كبير في روسيا
- غورباتشوف لم يُعلّق علناً على غزو موسكو لأوكرانيا
- أطلق «بريسترويكا» و«غلاسنوست»... وندم على ارتكابه أخطاء كبيرة
- رفض التدخل عسكرياً للدفاع عن «الستار الحديد» وسحب الجيش الأحمر من أفغانستان
- ساهم في انهيار جدار برلين والأنظمة الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا... ونال جائزة نوبل للسلام
باريس - أ ف ب - أثارت وفاة ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، مساء الثلاثاء عن 91 عاماً، سيلاً من الإشادات في الغرب لدوره الحاسم في إنهاء الحرب الباردة ومعركته من أجل السلام، في ردود فعل ترتدي أهمية خاصة بعد ستة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويتناقض التأثر الواضح في ردود الفعل الغربية، مع النعي المقتضب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال في برقية تعزية نشرها الكرملين «ميخائيل غورباتشوف سياسي ورجل دولة كان له تأثير كبير على تطور تاريخ العالم».
وأعلن «المستشفى المركزي العيادي» التابع للرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالات «إنترفاكس» و«تاس» و«ريا نوفوستي»، أنّه «مساء اليوم (الثلاثاء) وبعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغييفيتش غورباتشوف».
وقضى غورباتشوف سنيّ حياته الأخيرة بين المستشفى والمنزل، إذ تردّت صحّته كثيراً كما أنّه فرض على نفسه الحجر الصحيّ الوقائي خلال فترة جائحة «كوفيد - 19».
وكتب بوتين في نعيه، «قاد بلادنا خلال فترة من التغييرات المعقدة والمؤثرة وتحديات سياسية كبيرة خارجية واقتصادية واجتماعية».
وأكد أن غورباتشوف «أدرك جيدا أن الإصلاحات ضرورية وجهد لاقتراح حلوله الخاصة للمشاكل الداهمة».
وكان غورباتشف موضع تقدير كبير في الغرب الذي كان يسمّيه تحبباً «غوربي».
وكان آخر زعيم من حقبة الحرب الباردة.
وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان بغورباتشوف، معتبرا أنه «قائد قل مثيله».
وقال إن أفعاله كانت تصرفات قائد لديه ما يكفي من «الخيال ليرى أن مستقبلًا آخر ممكناً، ومن الشجاعة للمخاطرة بمسيرته المهنية بأكملها لتحقيق ذلك، والنتيجة كانت عالما أكثر أماناً وحرية أكبر لملايين الأشخاص».
من جهته، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن «العالم فقد زعيماً عالمياً عملاقاً ملتزماً التعددية ومدافعاً لا يكل عن السلام»، مؤكدا أنه «رجل دولة قل مثيله غير مجرى التاريخ» وفعل «أكثر من أي شخص آخر لتحقيق نهاية الحرب الباردة سلمياً».
وأشادت الصين بدور آخر رئيس سوفياتي في التقريب بين بكين وموسكو بعد ثلاثة عقود من القطيعة.
وصرّح الناطق باسم الديبلوماسية الصينية تشاو ليجيان بأن غورباتشوف «قدم مساهمة إيجابية في تطبيع العلاقات بين الصين والاتحاد السوفياتي».
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في تغريدة على «تويتر» إن «الإصلاحات التاريخية لميخائيل غورباتشوف أدت إلى تفكك الاتحاد السوفياتي وساعدت في إنهاء الحرب الباردة وفتحت إمكانية شراكة بين روسيا والناتو».
وأضاف أن «رؤيته لعالم أفضل تبقى نموذجاً».
وأشاد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بآخر زعيم سوفياتي، وشكره «على مساهمته الحاسمة في إعادة توحيد ألمانيا» و«شجاعته في الانفتاح الديموقراطي وبناء جسور بين الشرق والغرب».
وأضاف أن هذا الحلم «دمره الهجوم الروسي الوحشي على أوكرانيا».
وصرّح المستشار الألماني أولاف شولتس بأن غورباتشوف «توفي في وقت لم تفشل فيه الديموقراطية فحسب في روسيا بل أن روسيا والرئيس الروسي بوتين أحدثا انقسامات جديدة في أوروبا وشنا حربًا مروعة ضد دولة مجاورة، أوكرانيا».
أما المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، التي نشأت في ألمانيا الشرقية، فرأت أنه «أظهر فعلياً كيف يمكن لرجل دولة واحد أن يغير العالم إلى الأفضل»، مؤكدة أن «ميخائيل غورباتشوف أيضاً غير حياتي بشكل أساسي ولن أنساه أبدا».
وكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة «لطالما أعجبت بالشجاعة والنزاهة التي أبداها لإنهاء الحرب الباردة».
وأكد أنه «في زمن عدوان بوتين على أوكرانيا يبقى التزامه الدؤوب لتحقيق انفتاح المجتمع السوفياتي مثالاً لنا جميعاً».
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن غورباتشوف كان «رجل سلام فتحت خياراته طريقاً إلى الحرية للروس والتزامه السلام في أوروبا غيّر تاريخنا المشترك».
ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، غورباتشوف بأنه «الرجل الذي ساهم بشكل حاسم عبر قراراته، في إنهاء الحرب الباردة وجعل أوروبا والعالم مكانًا يتمتع بمزيد من السلام والحرية».
أما رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، فقد رأى أن «رغبته في السلام ومعارضته للرؤية الإمبريالية لروسيا أكسبته جائزة نوبل (للسلام) وهذه كلها رسائل لاتزال مطروحة بمزيد من الالحاح مع مأساة غزو أوكرانيا».
وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بـ«زعيم جدير بالثقة ومحترم (...) لعب دورًا حاسماً في إنهاء الحرب الباردة وإسقاط الستار الحديد ومهد الطريق لأوروبا حرة».
إلا أن إرث غورباتشوف في روسيا لا يحظى بالتقدير نفسه.
ورغم انه سمح بانتشار حرية التعبير، يرى الكثير من الروس أنه المسؤول في النهاية عن انهيار الاتّحاد السوفياتي وخسارة روسيا وضعها كقوة عالمية عظمى والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تلت ذلك.
ولد غورباتشوف في عائلة مزارعين وسلك مسيرة تقليدية في الحزب الشيوعي قبل أن يصبح في 11 مارس 1985 في سن الرابعة والخمسين زعيماً للاتحاد السوفياتي، الذي كان يومها يعاني من أزمة اقتصادية وغارقاً في حرب طال أمدها في أفغانستان.
تميز بصغر سنه. ففي أقل من ثلاث سنوات بعد وفاة ليونيد بريجنيف في 1982، عرف الحزب الشيوعي السوفياتي أمينين عامين متقدمين في السن، هما يوري اندروبوف وقسطنطين تشيرنينكو، اللذان توفيا في هذا المنصب.
كان غورباتشوف مدركاً أن الأزمة ستتفاقم فأطلق برنامج «بريسترويكا» وسياسة «غلاسنوست» (الشفافية والانفتاح) لاصلاح النظام السوفياتي والحد من نفوذ الحرس القديم في الحزب الشيوعي.
فبات ملايين السوفيات يتمتعون بحريات غير مسبوقة، لكنهم عانوا أيضاً من نقص في السلع ومن فوضى اقتصادية وحركات قومية قضت على الاتحاد السوفياتي وهو أمر لم يغفره له الكثير من مواطنيه.
وقال غورباتشيوف لـ «فرانس برس» في يناير 2011 «بطبيعة الحال انا نادم على أشياء، ارتُكبت أخطاء كبيرة».
خلال فترة حكمه حصلت تجاوزات فدخلت الدبابات السوفياتية إلى ليتوانيا وقمع المتظاهرين السلميين في جورجيا وفي 1986 وقعت كارثة تشرنوبيل النووية التي بقيت طي التكمان لمدة أيام ما ساهم في تعريض مئات آلاف الأشخاص لتلوث إشعاعي.
- ارث مثير للجدل
في الغرب كان غورباتشوف يثير اهتمام القادة الغربيين من المستشار الألماني هلموت كول إلى الرئيس الأميركي رونالد ريغان، بسبب انفتاحه على الحوار.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر عنه «يعجبني غورباتشوف إنه رجل يمكن التعامل معه».
وأظهر الزعيم السوفياتي أنه مختلف عمَنْ سبقوه في هذا المنصب مع ابرامه اتفاقاً حول نزع السلاح النووي ورفضه التدخل عسكرياً للدفاع عن «الستار الحديد» وسحبه الجيش الأحمر من أفغانستان.
وتعزّز احترام الغرب له مع ضبط النفس الذي ابداه عندما انهار جدار برلين والأنظمة الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا. ونال جائزة نوبل للسلام في 1990.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس، الحائز جائزة نوبل أيضا «أهم الأحداث في القرن العشرين كانت تحرر المرأة وتحرير روسيا».
لكن الروس يعتبرون عموما أن غورباتشوف قضى على نفوذ بلدهم كقوة عالمية عظمى.
وكان رحيله عن السلطة مهيناً بعض الشيء.
عند انتخاب بوريس يلتسين بالاقتراع العام رئيسا لروسيا السوفياتية في يونيو 1991 حاول غورباتشوف انقاذ الاتحاد السوفياتي باقتراحه حكماً ذاتياً داخلياً واسعاً.
إلا أن المشروع فشل في 19 اغسطس 1991 عندما حاول التيار المتشدد في الحزب إطاحته إلا ان يلتسين، خصم غورباتشوف اللدود، كان المقاوم الأكبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة.
وانهار الاتحاد السوفياتي المتعثر أساسا، في ديسمبر مع اعلان بيلاروسيا واوكرانيا أن الاتحاد السوفياتي «لم يعد موجودا».
واستتبع ذلك اعلان غورباتشوف استقالته في 25 ديسمبر.
وتقول المؤرخة إيرينا كاراتسوبا «كان رجلا سياسياً عفوياً لم يفكر ابدا بالتداعيات، أراد غورباتشوف تغيير كل شيء من دون أن يغير شيئاً في الجوهر».
وأضافت «انهارت الاشتراكية ذات الطابع الإنساني سريعا عندما انهارت أسعار النفط وخسر (الروس) الحرب الباردة. ستطرح تساؤلات كثيرة حول لغز غورباتشوف حول ما كان قادراً على التحكم به وخلاف ذلك».
وتعاطف الروس معه فقط في العام 1999 عندما توفيت زوجته رايسا بعد إصابتها بسرطان الدم.
وكان غورباتشوف لا يتردد خلافاً للعادات الروسية، في التعبير علناً عن حبه لزوجته التي عرفت بأناقتها.
- زعيم «إيجابي»
ويرى الكاتب والمصور يوري روست أن غورباتشوف كان «أكثر الزعماء إيجابية» في روسيا لأنه سعى إلى جعل هذا البلد يثير «الاحترام» بدلاً من «الخوف».
لكن ما من شيء كان يشير إلى أن غورباتشوف سيحظى بهذه المسيرة الخارجة عن المألوف.
وهو روى أنه نشأ «في قرية لا كهرباء فيها ولا جهاز راديو» وانتقل في سن التاسعة عشرة إلى موسكو بعدما كان يقود حصادة قمح في بلدته و«استقل للمرة الأولى القطار» للتوجه إلى الجامعة.
وخلال دراسته القانون انخرط في الحركة الطالبية للحزب الشيوعي المعروفة باسم «كومسومول».
ولدى عودته إلى سيفروبول عمل بدوام كامل في هذه المنظمة وبرز سريعا في الفرع المحلي للحزب الشيوعي.
ولفت أنظار يوري اندروبوف الذي كان يومها مديرا لجهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) فنقله إلى موسكو في 1978 حيث انضم إلى اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي قبل أن يصبح الزعيم الأخير للاتحاد السوفياتي.
ومنذ مغادرته السلطة انخرط غورباتشوف في الدفاع عن البيئة وانشأ مؤسسة غورباتشوف المكرسة للدراسات الاجتماعية الاقتصادية.
في العام 1996 ترشح للانتخابات الرئاسية في مواجهة يلتسين لكنه لم يحصل إلا على 0،5 في المئة من الأصوات.
ومع تراجع صحته تدريجيا وابتعاده في السنوات الأخيرة عن الساحة العامة، أعرب عن بعض الندم وأقرّ ببعض الأخطاء.
فبعدما كان لاذعا بانتقاده بوتين مؤكدا أنه يشعر بـ «الخزي» لأنه دعمه في البداية، راح يوجه انتقاداته بشكل أكبر إلى الدول الغربية بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 وحذر مراراً من قيام حرب باردة جديدة.
في فبراير 2019 ندّد في مقال رأي بالقرار الأميركي الانسحاب من معاهدة حول الٍأسلحة المتوسطة المدى التي وقعها مع ريغان في العام 1987 معتبرا انه «دليل على رغبة الولايات المتحدة بالتخلص من كل القيود في مجال التسلح و تحقيق تفوق عسكري مطلق».
قبل وفاته، لم يُعلّق علناً على غزو موسكو لأوكرانيا.
بين غورباتشوف وبوتين... احترام أعقبه لوم متبادل ثم لامبالاة
موسكو - أ ف ب - خلال أكثر من 20 عاماً على وجود فلاديمير بوتين في السلطة، تأرجحت علاقاته مع ميخائيل غورباتشوف بين الاحترام واللوم المتبادل، قبل أن تحلّ محلّها لامبالاة وديّة لا ينقصها الاحترام.
وقال بوتين في رسالة تعزية إلى عائلة آخر رئيس للاتحاد السوفياتي، إنّ غورباتشوف كان «لديه تأثير كبير على تطوّر تاريخ العالم».
وأضاف «لقد قاد بلادنا خلال فترة من التغييرات المعقّدة والدرامية والتحدّيات الكبيرة».
تعكس هذه الإشادة المقتضبة، الفرق بين صورة غورباتشوف في الغرب حيث يُنظر إليه على أنه صانع سلام عالمي، وصورته في روسيا حيث لا تزال نهاية الاتحاد السوفياتي تمثّل صدمة لكثيرين.
فبوتين نفسه كان قد وصف انهيار الاتحاد السوفياتي بأنّه «أعظم كارثة جيوسياسية في القرن العشرين».
- «ذكي وجدّي»
بدأت العلاقات بين الرجُلين بشكل إيجابي في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما خلَف بوتين، بوريس يلتسن.
في مارس 2000، قال غورباتشوف «السيد بوتين ذكي، جدّي، متحفّظ، ومنظّم جدّاً، أحبّ كثيراً الأشخاص الذين مثله».
ورأى انه رغم أنّ بوتين أظهر سلطته وعزمه على تحجيم جمهورية الشيشان غير المستقرّة «بغضّ النظر عن عدد القتلى»، فانه «كان يسترشد بمصالح روسيا».
وفي نوفمبر 2006، قال «أولئك الذين يخشون تجاوزات بوتين الاستبدادية مخطئون»، معتبراً أنّه حتى لو لم يكن الأخير «ديموقراطياً مثالياً»، إلّا انّ من الضروري الأخذ في الاعتبار الحالة الكارثية للبلاد التي ورثها.
وكان بوتين منح غورباتشوف في مارس من العام ذاته، مكانة بين «القادة الذين أثروا في التاريخ المعاصر»، لا سيما أنه مكّن روسيا من اتخاذ «خطوة حاسمة باتجاه الديموقراطية».
لكن مع تزايد استبداد نظام بوتين، الذي أدّى إلى تبدّد الآمال في انتعاش الديموقراطية في روسيا، تغيّرت نبرة التبادلات بين الاثنين.
ففي العام 2008، قال غورباتشوف «تقلّصت فضاءات الحرية»، وأصبح حزب «روسيا الموحّدة» الحاكم «أسوأ نسخة يمكن تصورها من الحزب الشيوعي».
- «حسّاس... حقود»
في نهاية العام 2011، أسرّ غورباتشوف لجريدة «نوفايا غازيتا» المستقلّة والتي كان شريكاً في ملكيّتها، بـ «العار» لدعمه بوتين عندما وصل إلى السلطة.
وقال الرجل الذي حاز جائزة نوبل للسلام في العام 1990 «لقد اعتدنا على كلّ شيء يتم تحديده مسبقاً، ولكن لا يزال لدينا طموح الديموقراطية».
بعد فترة وجيزة، ذكّر بوتين بسخرية أمام الكاميرات، بأنّ غورباتشيوف قبل عشرين عاماً «وقّع بطريقة ما على تنازله عن العرش»، بعد محاولة انقلابية في أغسطس 1991 عُدّت إشارة إلى موت الاتحاد السوفياتي.
وفي مقابلة مع الصحافة الأميركية في العام 2012، وصف غورباتشوف، بوتين بـ «الحساس جداً (...) السيء والحقود، الأمر الذي يعد غير مقبول بالنسبة لقائد بهذا المستوى».
ولكن بعد سنوات من العلاقة المتوتّرة، نشأ نوع من الاحترام المتبادل بين الطرفين.
وظلّت العلاقات بينهما متباعدة بحذر، من دون انتقاد وأيضاً من دون ثناء.
في 2014، أثنى غورباتشوف على ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم، معتبراً انّ «خطأً» تاريخياً جرى «تصحيحه».
إلّا انّ هذا الثناء كلّفه منعاً من دخول أوكرانيا في العام 2016.
وقبل إعادة انتخاب بوتين لولاية رابعة في العام 2018، اعتبر غورباتشوف أنّ «المجتمع اليوم مؤيّد لبقاء فلاديمير بوتين في الرئاسة».
المحطات الكبرى من حكم غورباتشوف
موسكو - أ ف ب - في ما يأتي المحطات الكبرى من حكم ميخائيل غورباتشوف، منذ وصوله إلى منصب الأمين العام للحزب الشيوعي عام 1985 وحتى استقالته عام 1991.
1985- 11 مارس: انتخاب غورباتشوف (54 عاماً) على رأس الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي.
- 15 أكتوبر: غورباتشوف يعرض خطة لإعادة الهيكلة الاقتصادية عرفت بـ «البيريسترويكا».
1986- 26 أبريل: انفجار في محطة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا. موسكو تخفي الكارثة على مدى أيام ما ساهم في تعرض مئات آلاف الأشخاص لإشعاعات.
- 23 ديسمبر: عودة المعارض الحائز جائزة نوبل للسلام أندريه ساخاروف إلى موسكو بعد سبع سنوات في المنفى القسري في غوركي (نيجني نوفغورود).
1987- 8 ديسمبر: توقيع معاهدة إزالة الصواريخ النووية المتوسطة المدى في واشنطن خلال ثالث قمة بين رونالد ريغان وغورباتشوف.
1988- 7 ديسمبر: غورباتشوف يعلن في الأمم المتحدة في نيويورك أن الاتحاد السوفياتي سيخفض أحاديا عديد قواته في أوروبا الشرقية والشطر الأوروبي من الاتحاد السوفياتي بـ500 ألف عنصر.
1989- 15 فبراير: انتهاء انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان بعد حرب استمرت عشر سنوات.
- 16 مايو: قمة في بكين بين غورباتشوف والزعيم الصيني دينغ هسياو بينغ، أرست تطبيع العلاقات بعد خلاف استمر ثلاثين عاماً.
- 12/15 يونيو: غورباتشوف يعلن من بون (ألمانيا الاتحادية) حيث استقبل استقبالاً حافلاً أن جدار برلين سيسقط حين «تنتفي الظروف التي ولّدته».
- 7 أكتوبر: غورباتشوف يعلن في برلين الشرقية أمام الزعيم الألماني الشرقي إريش هونيكر أن «من يتأخر تعاقبه الحياة». وفي 9 نوفمبر سقط جدار برلين.
- 1 ديسمبر: لقاء تاريخي مع البابا يوحنا بولس الثاني.
1990- 11 مارس: ليتوانيا تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفياتي. وفي 13 يناير 1991 الدبابات السوفياتية تدخل فيلنيوس (14 قتيلاً و700 جريح).
- 15 مارس: انتخاب غورباتشوف رئيساً للاتحاد السوفياتي لخمس سنوات، في منصب أنشئ حديثاً.
- 16 يوليو: غورباتشيوف والمستشار الألماني الغربي هلموت كول يتفقان على ألمانيا موحدة سيدة لها الحرية في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
- 15 أكتوبر: منح غورباتشوف جائزة نوبل للسلام.
1991- 12 يونيو: انتخاب بوريس يلتسين رئيساً لروسيا الاتحادية.
- 31 يوليو: توقيع معاهدة «ستارت» للحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
- 19/21 أغسطس: محاولة انقلاب دبرها الشيوعيون المحافظون ضد غورباتشوف الذي كان موجوداً في القرم. وأدى ذلك إلى تعليق الحزب الشيوعي وسرّع سقوط الاتحاد السوفياتي.
- 8 ديسمبر: رؤساء روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا يعلنون في مينسك، أن الاتحاد السوفياتي «لم يعد موجوداً».
- 25 ديسمبر: غورباتشوف يعلن «وقف مهامه» كرئيس للاتحاد السوفياتي.