«مخازن الأسلحة» توشك على النفاد... هل يهجر الغرب أوكرانيا؟

شحنة من صواريخ «جافلين» تتسلمها القوات الأوكرانية (أرشيفية)
شحنة من صواريخ «جافلين» تتسلمها القوات الأوكرانية (أرشيفية)
تصغير
تكبير

بعد 6 أشهر من حرب أوكرانيا، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، بأن برلين وصلت إلى «الحد الأقصى» من السلاح الذي يمكن منحه لكييف، من دون الإضرار بقدرات وتسليح الجيش الألماني، فيما أثار استنزاف الحرب للمخزونات الأميركية، انتقادات داخلية.

وقالت لامبرخت خلال اجتماع مجلس الوزراء، إن «هناك مجالا ضئيلاً لإرسال أسلحة من مخزون الجيش الألماني إلى أوكرانيا، يجب أن أعترف بأننا وصلنا إلى حدود ما يمكننا تقديمه، لابد أن يكون جيشنا قادراً على ضمان الدفاع عن الولايات والاتحاد الألماني... سأحرص على استمرار هذا الوضع».

وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»، من جانبها، أن تباطؤ أميركا في تحديث ترسانتها من الأسلحة، يثير مخاوف المسؤولين من تعرض الاستعداد العسكري للخطر بسبب النقص في ظل المساعدات لأوكرانيا.

وقال محللون لـموقع «سكاي نيوز عربية» إن تلك التصريحات تمثل 3 ركائز مهمة:

- صافرة إنذار بأن الدعم الغربي لأوكرانيا أوشك على النفاد.

- روسيا نجحت في خطة «حرب الاستنزاف».

- الغرب قد يلجأ للضغط على أوكرانيا لإنهاء الحرب بشروط موسكو.

ما المساعدات الغربية لأوكرانيا؟

مدت الولايات المتحدة أوكرانيا بمساعدات أمنية بقيمة نحو 13 مليار دولار، بينما تعد بريطانيا، ثاني أكبر مانح، حيث قدمت دعماً بـ 2.3 مليار جنيه إسترليني.

كما وافق الاتحاد الأوروبي على مد كييف بمساعدات أمنية تبلغ 2.5 مليار يورو، تشمل: راجمة الصواريخ «هيمارس»؛ أنظمة ستينغر للدفاع الجوي؛ صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات؛ مدافع هاوتزر عيار 155 ملليمتراً؛ طائرات مسيّرة؛ أنظمة صواريخ موجهة بالليزر، ومعدات وقاية من المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.

تداعيات طاحنة للحرب

وقال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن المساعدات الأميركية والأوروبية العسكرية تظل عاملاً حاسماً في قدرة أوكرانيا على التصدي للحرب الروسية وآمالها في استعادة الأراضي في الشرق والجنوب.

وأضاف لـ«سكاي نيوز عربية»، أن تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية، تمثل في نجاح رهان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على قدرة الغرب على استمرار دعم أوكرانيا.

كما تعد صافرة إنذار بأن الدعم الغربي لكييف لن يستمر طويلاً، وأن الغرب قد يلجأ للخيار الأخير وهو الضغط على أوكرانيا لإنهاء الحرب بشروط موسكو ووقف تداعياتها السلبية على اقتصادهم.

وأشار إلى أن ألمانيا تواجه أزمة طاقة جعلت المستشار أولاف شولتس، يصف الحرب بأنها «تهديد غير مسبوق»، سواء على الصعيدين الأمني أو الاقتصادي، وسط آفاق قاتمة على المدى المنظور.

كما أنه «في الولايات المتحدة لا توجد ضمانة على أن مجلس النواب الجمهوري الذي قد ينبثق من الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل، سيكون متحمساً لإرسال مساعدات بعشرات مليارات الدولارات إلى أوكرانيا كما الحال مع إدارة جو بايدن، خصوصاً في ظل الانتقادات الداخلية مع ارتفاع نسب التضخم»، وفق رادسيوسيني.

نقص حاد بالأسلحة

وحذرت شركة «نورثروب غرومان»، إحدى أكبر شركات الدفاع الأميركية، من قدرة مخزونات الأسلحة على خدمة قتال طويل الأجل، مطالبة الحكومات الغربية بتوضيح الموقف في شأن قدرة الصناعة على توفير الأسلحة في الحرب الأوكرانية.

وكتبت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أن الغرب يعاني نقصاً في الأسلحة ما يؤثر على قدرته في إمداد أوكرانيا باحتياجاتها من السلاح.

واستشهدت بطلب الولايات المتحدة من شركة «ريثيون»، تصنيع 1300 «ستينغر» بدلا من الصواريخ المرسلة لأوكرانيا، حيث علقت الشركة بأن التصنيع يتطلب وقتاً لا سيما أنه الطلب الأول منذ 18 عاماً.

وتشابه رد شركة «نيكستر» الفرنسية الدفاعية مع الرد السابق، تعليقاً على طلب الحكومة تصنيع مدافع من نوع «هاوتزر قيصر» بعد إرسالها 18 مدفعاً لكييف.

وأعلنت الشركة أنها بحاجة لعام ونصف العام تقريباً لإتمام المهمة.

وصرح مسؤول دفاعي رفيع المستوى للصحيفة، بأنه في الأسابيع الأخيرة، أصبح مستوى الذخائر القتالية من عيار 155 ملم ضمن المخزون العسكري الأميركي «منخفضاً بصورة تبعث على القلق».

ومنذ بداية الحرب في 24 فبراير الماضي، تنتاب شركات صناعة الأسلحة شكوك حول أن البنتاغون لم تبلغ دائماً بتلك المتطلبات، والتي غالباً ما تتغير، مما يؤدي إلى حدوث تأخير، وهو ما يترك شركات صناعة الأسلحة غير قادرة على إنتاج المزيد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي