د. وائل الحساوي / نسمات / السودان سينقسم

تصغير
تكبير
بوادر تقسيم السودان قد اصبحت واضحة، ونحن بانتظار القشة التي ستقصم ظهر السودان والتي ستحدث عند الاستفتاء المزمع اجراؤه بعد عام حيث تدل المؤشرات على ان الجنوب السوداني قد ضاق ذرعا بالشمال وبسياسات البشير الذي لم يحقق له ايا من الوعود الكثيرة التي وعده اياها، كما ان مشكلة دارفور قد تفاقمت بشكل غير مسبوق وازدادت معاناته بعدما فشلت حكومة السودان في الامساك بزمام «قبائل الجنجويد» العربية التي تضطهد الافارقة، وهي مشكلة كان للدكتور حسن الترابي البركة في انشائها، ثم لم يستطع السودان التخلص منها.

المهم هو ان الاوضاع في السودان تتجه إلى التقسيم. لا سيما بعدما تدخل المجتمع الدولي للضغط على الحكومة السودانية، وقرار المحكمة الدولية بالقبض على البشير كمجرم حرب، وقد شاهدنا تحرك الشعوب الاوروبية قبل ايام لتنظيم حفلات موسيقية لتنبيه العالم بمشكلة السودان، اما عالمنا العربي فلا يبدو أنه يعلم او حتى يكترث بما يحدث للسودان، فالكل مشغول بمشاكله والكل يغني على ليلاه.



... واليمن سينقسم

على الضفة الشرقية من البحر الاحمر تكمن مأساة اخرى لا تقل ضراوة عن ازمة السودان، ألا وهي احتمال انقسام اليمن بفعل المؤامرات المتتالية عليه، فقد تبين لنا أن حجم المؤامرة الحوثية على اليمن اكبر بكثير مما كنا نعتقده، وان هذه القبيلة الصغيرة تقف وراءها دول وانظمة تهدف إلى تقسيم اليمن من خلالها وايقاع الاضطراب والتمزق في قلب بلد فقير بالكاد استطاع التوحد بعد فتنة الجنوب، ولولا فضل الله تعالى ثم تدخل السعودية بثقلها العسكري والاعلامي مع اليمن لأنهار منذ زمن.

الامر العجيب هو انه في الوقت الذي تحدث فيه فتنة الحوثيين في اليمن تبرز تحركات تنظيم القاعدة اليمني ضد الحكومة اليمنية ولا ندري ان كانت القاعدة تدعم هؤلاء الحوثيين ام لا - مع اني لا استبعد على هؤلاء الحمقى من القاعدة - ان يتعاونوا حتى مع الشيطان لتحقيق مآربهم في اسقاط الانظمة العربية، كما اتعجب من تحركات الجنوبيين من جديد للمطالبة بالانفصال عن اليمن، وهي منظومة لا يمكن ان تكون قد جاءت بالصدفة ولكنها جزء من مخطط تمزيق العالم الإسلامي.



... والعراق سينقسم

تشير بعض التقارير البريطانية إلى ان العراق في طريقه نحو الانقسام، وهذا امر متوقع في ظل ضعف الحكومة المركزية وتحيزها ضد بعض ابناء شعبها، وهنالك فئات كثيرة في العراق تحلم اليوم بالانفصال وتكوين دولتها المستقلة كالاكراد.

ولا شك ان انسحاب القوات الاميركية مع نهاية السنة من العراق سيمهد الطريق بقوة نحو تقسيم العراق.

المتوالية الانشطارية لن تتوقف بالطبع فهنالك كثير من الانظمة العربية والاسلامية عبارة عن كيانات هزيلة خاوية تنتظر الفرصة المناسبة للانهيار والتقسيم مثل افغانستان وباكستان واندونيسيا، ومادمنا نعيش موقف المتفرج العاجز عن فعل شيء، فلننتظر متى يحين دورنا!!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي