توقع زيادة الطلب خلال شهور الشتاء نظراً لتبديل الوقود في أوروبا والتداعيات المحتملة لوقف إمدادات الغاز الروسي
كونيلي: أسواق النفط أولوية رئيسية لإدارة بايدن في إطار محاولتها التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران
فيما أكد كبير المحللين بشركة انيرجي انتليجنس الأميركية كولبي كونيلي، أن الطاقة الإنتاجية لمنطقة الخليج في مجال النفط اقتربت من معدلاتها القصوى، اعتبر أن أسواق النفط تمثل أولوية رئيسية لإدارة بايدن في إطار محاولتها التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران.
وقال كونيلي في مقابلة خاصة مع مركز "ريكونسنس للبحوث والدراسات"، إن الأسعار ستكون في نطاق منتصف الـ 90 دولاراً خلال الربع الأخير من العام الجاري، مع زيادات محتملة خلال شهور ذروة الشتاء قبل الانخفاض مجدداً في النهاية. ومازالت هناك حالة من الغموض تكتنف الأمور المتعلقة بالعرض، والطلب حتى نهاية العام الجاري والعام المقبل.
واعتبر أن الطاقة الإنتاجية لمنطقة الخليج اقتربت من معدلاتها القصوى.
ورأى أن لا علاج سريعاً لمشكلة الحاجة لتوفير مزيد من الامدادات من دون قيام «أوبك» برفع طاقتها الاحتياطية القصوى بصورة كاملة. وهناك درجة كبيرة من عدم اليقين تستمر حتى عام 2023. وبينما نتوقع زيادة الطلب خلال شهور الشتاء نظراً لتبديل الوقود في أوروبا والتداعيات المحتملة لإمدادات الغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن التقلبات السياسية في كثير من الدول النامية، كما أن دخول الأسواق الناشئة في حالة ركود يعد جانباً سلبياً محتملاً، ناهيك عن العامل الرئيسي المتعلق بالإغلاقات الصينية نتيجة لتفشي كوفيد -19. وعادة ما تنتشر الأوبئة في فصل الشتاء وهذا قد يؤثر على الصين من نهاية عام 2022 وحتى بداية عام 2023. وفي ظل وجود هذه التقلبات المحتملة حول الطلب، فإنه من البدهي أن نرى طريقاً طويلاً أمام عودة ما يصل إلى مليون برميل يومياً من النفط الإيراني لتهدئة المخاوف في شأن تقلبات الأسعار خلال فصل الشتاء.
الطاقة الروسية
ولفت إلى أن الشهور القليلة الماضية شهدت ارتفاعاً طفيفاً في كميات النفط الخام المتجهة من الخليج إلى أوروبا، معظمها من العراق، كما لاقت المنتجات المكررة من الخليج مثل الديزل ووقود الطائرات إقبالاً أكبر بكثير في أوروبا عما كان عليه الوضع في الماضي.
وتوقع أن يكون أي تحول كبير من الاعتماد على الخام والمنتجات المكررة الروسية بمثابة عملية معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً، وأنه بالنسبة للدول الأوروبية القادرة على استيراد النفط الخام والمنتجات المكررة عبر البحر فإن هذا التحول يعد أمرا يسيراً، أما بالنسبة لدول وسط أوروبا التي تعتمد على التدفقات من خط أنابيب دروجبا فستواجه أوقاتاً صعبة في سبيل إيجاد بديل للإمدادات الروسية، بيد أن الحظر الأوروبي الذي سيدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام وفي أوائل عام 2023 سيتيح استثناءات لبعض من هذه الدول، ومع ذلك فإن قدرتها على تصدير المنتجات الروسية حينذاك ربما تسهم في سوق أوروبية أكثر إحكاما.
ورأى أن على المدى الأطول هناك أيضا تساؤلات في شأن مدى قدرة روسيا على الحفاظ على معدلات إنتاجها الحالية، وهذا قد يؤثر على قدرة منتجي النفط الروس من الحفاظ على مستويات إنتاجها في المستقبل. وبينما ستكون معظم الدول الأوروبية قد أوقفت أو خفضت الواردات الروسية حينئذ فإن مستهلكين مثل الهند والصين، اللتين تشتريان كميات كبيرة من النفط الروسي بخصم كبير، ربما يضطرون لتغيير وجهتهم بحثاً عن بديل وربما يساهم هذا الأمر في تشديد الإحكام على السوق.
اتفاق إيران النووي
وفي شأن السر في اهتمام إدارة الرئيس الأميركي بايدن بإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهل النفط هو الأساس، قال إن لا جدال في أن هناك استفادة كبيرة تتمثل في إمكانية حصول المستهلكين الأوروبيين على النفط الإيراني في حال التوصل إلى اتفاق نووي جديد ورفع العقوبات.
فبينما الصين والهند حريصتان على شراء النفط الروسي بخصم كبير، فإن لدى إيران قدرة على المنافسة في السوق الأوروبي بشكل أكبر وتعويض النقص المطلوب، خصوصاً أن المستهلكين هناك ينصرفون عن النفط الروسي ويبحثون عن مصادر إمداد بديلة.
وفي حال التوصل إلى اتفاق على المدى القريب فإننا نتوقع نجاح إيران في تعزيز إنتاجها النفطي سريعاً، كما أنه من الأهمية بمكان أن نتذكر أن إيران لديها مخزون بحري من النفط الخام ومكثفاته يبلغ 90 مليون برميل، والذي يمكن طرحه على السوق فور التوصل إلى اتفاق، ما سيفضى إلى خفض الأسعار، كما أنه مما لا شك فيه سيفيد إدارة بايدن وأوروبا وبالطبع الإيرانيون أنفسهم.
وأعرب عن اعتقاده في أن أسواق النفط تمثل أولوية رئيسية لإدارة بايدن في إطار محاولتها التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران. وقال «أرى بكل بساطة أن إدارة بايدن تسعى لإحياء الاتفاق النووي كأكثر طريق فعال في الحد من النشاط النووي الإيراني ومراقبته».
ولفت إلى أن العلاقة الأميركية الوثيقة مع إسرائيل تحظى بدعم من الحزبين السياسيين، ناهيك عن أن الناخبين الديموقراطيين يهتمون بالسياسة الداخلية أكثر من اهتمامهم بالسياسة الخارجية ومن المستبعد أن يفضى هذا إلى تحسين صورة الرئيس أمام مناصريه.
واستبعد أن يكون البيت الأبيض غير مدرك لنية طهران في كيفية استخدام التدفق النقدي المحتمل.
ورفض كونيلي فكرة أن الولايات المتحدة في طريقها للانسحاب من المنطقة. وقال إن هناك فصلاً بين ما ترغب واشنطن في انجازه وبين ما هو في مقدورها أن تنجزه على أرض الواقع في خضم المشهد السياسي الأميركي المتقلب.
كولبي كونيلي
كونيلي متخصص في الاقتصاد الكلي الإقليمي والاتجاهات السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أبحاث الذكاء التنافسي من خلال دراسة استراتيجيات الشركات والتطورات في المنطقة.
Energy Intelligence
شركة معلومات الطاقة الرائدة في العالم لأكثر من 70 عاماً، منذ التأسيس في الولايات المتحدة، في العام 1951. ولديها خبرة كبيرة في مجالات نقل الطاقة، أسواق النفط، الغاز الطبيعي المسال، المخاطر الجيوسياسية و الذكاء التنافسي.