No Script

الأبعاد الثلاثة

أخلاق الانتخابات

تصغير
تكبير

مع بدء عملية الاستعداد ليوم الانتخابات البرلمانية ودوران عجلة الحملات الانتخابية، يطفو على السطح كالعادة عددٌ من الظواهر السلبية المتكرّرة في المجتمع.

وتبقى استباحة الذمم والسمعة وإلقاء التهم والكذب والبهتان والتدليس والتشهير وخلط الأوراق، أكثر هذه الظواهر انتشاراً وخطراً مع سهولتها خصوصاً مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن تلك الظواهر، طغيان السباق الانتخابي والرغبة بالانتصار والوصول لمواقع النفوذ على كل المبادئ والقيم والأخلاق، فعندها تتساقط وتنسى صلة الرحم والعِشرة والصداقة والمعروف والمحبة والمودة والألفة، ليحل محلها نكران الجميل والكذب والنفاق وسوء الظن والخيانة والعداء والطعن بالظهر والتجاهل والرغبة بالانتقام وكسر العظام.

كما تبقى عمليات غسل الأدمغة وإطلاق الوعود البرّاقة وخلق انتصارات وهمية والإبقاء على النهايات المفتوحة وإبقاء المجتمع في حقبات الماضي وضرب الخصوم، هي الأكثر شيوعاً في برامج الكثير من المرشحين الانتخابية بدلاً من التركيز على ما يبرز إمكاناتهم ونظرتهم واستراتيجياتهم كرجال دولة، ومدى التزامهم بالدستور والقانون، وللأسف إن هذا الأسلوب يستهوي عدداً كبيراً من أفراد المجتمع.

ويضاف لتلك المظاهر السلبية الغرور والتكبر من قِبل عدد من النواب السابقين أو حاشيتهم وتعاملهم بفوقية مع الآخرين، معتقدين أنهم أصحاب الحق الأوحد وأنهم هم العقلاء وغيرهم الجاهلون أو أنهم أصحاب جميل على الناخبين لأنهم كانوا قد ساعدوا هذا أو ذاك يوماً ما في حاجة هنا أو هناك، متناسين أن صاحب الفضل الأول لإعطائهم هذا النفوذ هو الناخب أساساً ولولاه لما كانوا في ذلك الموقع.

لقد راهن سمو ولي العهد في خطاب حل المجلس الماضي على وعي المجتمع في اختيار نوابه، ولعلّ تقويم الأخلاق الانتخابية هو من أبرز ملامح مدى وعي المجتمع بمرشحيه وناخبيه، وإلا كانت النتائج وخِيمة والخيارات المقبلة صعبة.

وللحديث بقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي