حلقة نقاشية في واشنطن أولى فعاليات «ريكونسنس» خارج الكويت
خبراء عسكريون: عائق لتطوير بعض الدول... شعورها بالحاجة لضامن أمن خارجي
- صعوبة التكيف السريع مع التكنولوجيا العسكرية الجديدة نقطة ضعف شديدة تعاني منها بعض دول الخليج
- النظر إلى القدرة العسكرية على أنها مجرد عدد ونوعية معدات... خطر
- العنجري:
- حكومة الكويت الجديدة تركز على تعظيم النجاحات بالتوازي مع رصد مكامن الخلل
- نحن أمام فرصة لتقديم تشخيص صادق حول التحديات الأمنية مع خبراء مختصين
اعتبر عدد من الخبراء العسكريين أن شعور منطقة الخليج الدائم بأنها تحتاج إلى ضامن خارجي لأمنها، قد يعوق تطوير بعض الدول لقدراتها، ويشكل حاجزاً يمنعها من الشعور بضرورة السعي للاستزادة العلمية والتقنية.
وعقد مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات في أول فعالية له خارج الكويت، حلقة نقاشية خاصة ومغلقة حول القدرات العسكرية لدول الخليج العربية، في نادي البحرية والجيش، في العاصمة الأميركية واشنطن، بالتعاون مع جامعة الدفاع الوطني.
وأدار النقاش الأستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، في الولايات المتحدة ديفيد دي روش.
وفي كلمة افتتاحية أمام الحضور، أكد مؤسس رئيس مركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري، أن هذه الحلقة النقاشية تمثل فرصة للحديث بصراحة ووضوح حول القدرات العسكرية لدولة الكويت بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام.
وشدد العنجري على ضرورة الحديث بشفافية مطلقة، والبعد عن الحواجز التي تمنع التعمق بموضوع الحلقة، قائلاً: «هذه فرصة لتقديم تشخيص صادق حول التحديات الأمنية مع خبراء مختصين، وفتح نافذة نطلع من خلالها على أي معوقات قد تعاني منها الكويت تحديداً».
وضرب العنجري مثلاً بالكويت، قائلاً «إننا نشهد تغيرات إيجابية واضحة في النهج الحكومي، بعد تعيين سمو الشيخ أحمد النواف الصباح رئيساً للوزراء».
وأضاف «يتفق كثير من المراقبين للشأن الكويتي، أن كويت 2022 تسعى لمزيد من التطوير والتنمية، وأحد الأعمدة الأساسية لدى حكومتنا الجديدة هو التركيز على تعظيم نجاحات القطاعات المنتجة، بالتوازي مع رصد مكامن الخلل في القطاعات التي تعاني من تركة ثقيلة، والعمل على علاجها لتلافي تكرارها مستقبلاً، ودورنا هو دعم كل جهد إصلاحي في بلدنا».
حالة جيوش المنطقة
وناقش المشاركون من خبراء وعسكريين في جلسة مغلقة، الحالة الفنية والإدارية لجيوش المنطقة، وتقييم جهوزيتها الدفاعية في إطار التحديات الأمنية التي قد تواجهها.
وأكد الحضور على خطورة المبالغة في الاتكال على نوعية وعدد المعدات فقط، وضرورة التركيز على العقيدة العسكرية والتنظيم السليم والقيادة المتمكنة، بالإضافة إلى جودة التدريب، وهي كلها عوامل أساسية لا يمكن التفريط بأي منها، وإذا توافرت بالشكل المطلوب ستخلق تميزاً يؤدي إلى جيش فاعل ومتمكن.
وركزت النقاشات أيضاً على أسباب تقدم وتطور بعض جيوش المنطقة، حيث تم رصد تفاعل وتجاوب حازم في السنوات القليلة الماضية من بعض قيادات دول المنطقة لتطوير جيوشها، في مقابل التراجع المخيف لكفاءة بعضها الآخر، رغم كثرة الملاحظات ووضوح المسببات.
وعزوا ذلك لمعايير مختلفة متشابكة، كمستوى الكفاءة العسكرية، وخبرة كبار القادة الموكلة إليهم هذه المهام، ودرجات الاستعداد العسكري، وجودة التدريب ومستوى الصيانة.
وتطرق المشاركون إلى أن صعوبة التكيف السريع مع التكنولوجيا الجديدة في الاستخدامات العسكرية، تعد نقطة ضعف شديدة تعاني منها بعض دول الخليج، وأن هناك حاجة ملحة لديمومة الاستزادة المعرفية المستمرة في مناح عدة كالعلوم والهندسة والتكنولوجيا الحديثة.
واتفق المشاركون على إعداد تقرير خاص ومفصل يتم تسليمه لمركز ريكونسنس، بأبرز ما تمت مناقشته، مع التأكيد على ضرورة عقد حلقات نقاشية مغلقة مستقبلاً في الكويت مع المعنيين من أصحاب الاختصاص، لتعزيز المنفعة المعرفية لما فيه المصلحة المشتركة.
ديفيد دي روش
أستاذ محاضر بجامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
كبير الباحثين في الشؤون الدولية في المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأميركية.
عضو المجلس الاستشاري لمركز ريكونسنس.
خدم دي روش 30 عاماً في الجيش الأميركي، حيث عمل في هيئة الأركان المشتركة وفي قيادة العمليات الخاصة الأميركية.
كان المدير المسؤول عن السياسة الدفاعية المتعلقة بالمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والإمارات العربية المتحدة واليمن.
عمل مديراً لعمليات حلف الناتو، ونائباً لمدير قوات حفظ السلام.