سافر إلى ذاتك

في بيتنا مدمن

تصغير
تكبير

إنّ حل أي قضية اجتماعية تحتاج وعياً نفسياً يبدأ بسؤال لماذا هناك مدمن؟ وماذا يريد المدمن؟ ولماذا اتجه للإدمان؟

نعتقد أنّ الاسئلة سهلة والإجابة عبارة عن قص ولصق، محفوظة، غير متفهّمة لطبيعة نفسية المدمن وحاجاته الشعورية.

لماذا هناك مدمن؟ الإجابة وقت فراغ وملل...

وماذا عن الحب والاحتواء؟

وماذا عن الغضب المدفون ضد الآباء؟

وماذا عن محاولة لفت الانتباه؟ أنا موجود.

ننتقل للسؤال الثاني:

ماذا يريد المُدمن؟

يريد أن تراه، أن تشعر به، أن تحتويه، وأن تهتم به، يريد أن يجد نفسه بالمجتمع.

لماذا اتجه للإدمان؟

لأن المدمن لم يتم توجيهه للعناية، بنفسه بل تخويفه من الإدمان، لأنه لا يعرف العواقب الحقيقية، لأنه يريد أن ينتقم من نفسه، لأنه غاضب على أهله ويريد أن ينتقم منهم.

أسباب كثيرة من قلة وعي، وسذاجة، وثقة مفرطة بالآخرين والكثير الكثير.

كما أن الكثير يظن أن المدمن يستخدم الوسائل الإدمانية للبحث عن اللذة أو تعبئة وقت فراغ، ولكن مع الأسف هو يبحث عن شيء آخر مختلف، فما سبق كان مجرد بدائل عن حاجات المدمن ورغباته.

أما حاجاته الحقيقية فهي سهلة جداً، لا تحتاج سوى انتباه وعطاء.

المدمن يحتاج علاقة مع شخص لا يصدر الأوامر عليه بفرض بل بإقناع. المدمن محتاج علاقة مع شخص موجود بالعاطفة والتواجد لا مشغول فكرياً وحاضر جسدياً، المدمن يحتاج حباً لا مشروطاً وليس افعل هذا الأمر لأكون راضياً عنك دون ذلك انت ابن عاق.

المُدمن محتاج شخصاً يساعده أن يحب نفسه ويتصالح مع أخطائه ويغفر له، ويتقبله كما هو ويساعده في رحلة العلاج، هو كالطفل الرضيع لا تعرف لماذا يبكي، لكن يحتاج احتواءً وفهماً لسبب آلامه، لأنه هو لا يعرف من ماذا يتألم.

افهم كمية الحب التي يحتاجها، ساعده على ذلك، جرّب أن تكون طرفاً مسانداً لعلاج المدمن بتكوين علاقة حقيقية معه دون لوم عليه أو حتى عدم القبول.

هو محتاج وجودك كصديقٍ وداعمٍ ومحتوٍ ومحبٍّ، هو يريد أن تكون معه وتفهمه وتقدّره، هو يريد بيتاً ليس بمعناه المتعارف عليه، بل يريد بيتاً نفسياً يسكن له شعورياً ويرتاح فيه نفسياً ويجد نفسه عاطفياً، وتذكّر أنّ الخطوات الاثنتي عشرة علاجٌ فعّال للمساعدة في تخطي الإدمان، ساعد المختصين وكن ولي أمر واعياً في علاج ابنه،

ولا تخجل أن يكون في بيتك مدمن، فنحن لسنا ملائكة، جرّب أن تحتويه بعلاقة صحية واترك تفاصيل العلاج لمختص.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي