الكويت ليست المدينة الفاضلة التي تحدث عنها (أفلاطون)، ولا أهلها ملائكة، ولا نعيش زمن الصحابة.
لكن عندما تُقارن الكويت بالعديد من مثيلاتها من دول عالمنا العربي والإسلامي، فلا يسعك إلا أن تجعلها في المقدمة.
لا نقول هذا الكلام استعلاءً أو استكباراً، وإنما من باب (وأما بنعمة ربّك فحدّث) ومن باب الإنصاف، الذي يجعلنا نمتدح الشيء الحسن، كما ننتقد الخطأ أو الفساد.
تتميز الكويت بمساحة الحرية، والتي تُمكّن الجميع بلا استثناء من أن يبدي رأيه، وينتقد أي تصرف خاطئ لكن دون إساءة أو تجريح.
مساحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن إطار القانون واسعة جداً، وهناك تجاوب وحرص من مؤسسات الدولة على أخذ الملاحظات، ومحاسبة الخارجين عن الأخلاق الإسلامية والآداب العامة.
العلاقة بين الحاكم والمحكوم قلّ ما تجدها في دول أخرى، فهي مبنية على الاحترام والتقدير، والولاء تجاه أسرة الحكم.
وهذا الولاء لا يمنع من نقد تصرفات بعض أبناء الأسرة إن هم خالفوا القانون، فلا يوجد في الدستور ذات مصونة إلا لسمو أمير البلاد وسمو ولي عهده (حفظهما الله).
العلاقة بين أهل الكويت - بمختلف أطيافهم - مترابطة، وحتى مع وجود الاختلاف الفكري أو السياسي، إلا أن الزيارات الاجتماعية والمشاركة في المناسبات لا تكاد تنقطع بين أبنائها.
للكويت مواقفها العروبية والإسلامية والإنسانية، والتي يحتاج من يريد حصرها إلى موسوعات.
فالكويت من أكثر الدول دعماً للقضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين، فقد احتضنت الكويت القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ الاحتلال الإسرائيلي، ولاتزال الكويت مستمرة في دعم القضية، وترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني على جميع المستويات.
والكويت كانت ولاتزال ترسل المساعدات للمحتاجين في مختلف دول العالم، دون مقابل أو شروط، ما جعلها محط احترام وتقدير الجميع.
كما أنها تعطي دعماً للمؤسسات الخيرية الكويتية لتمارس عملها الخيري داخل وخارج الكويت، ما جعلها تستحق لقب بلد الإنسانية.
إن الحديث عن مميزات الكويت، لا يجعلنا ندّعي الكمال، فهناك طموح إلى مزيد من المكتسبات والحريات، وإلى محاربة أكبر وأوسع لقوى الفساد بمختلف صوره وأشكاله، ومن باب الأمانة فإننا نرى في الحكومة الجديدة خطوات جادة نحو ذلك، وهو ما ندعمه وندعو إلى استمراره.
من أجل ذلك كله لن نكون مخطئين أو مبالغين إذا قلنا إنّ (الكويت غير).
Twitter: @abdulaziz2002