بالهمس

الطفل أرشي والقتل الرحيم

تصغير
تكبير

أي أبوين صالحين سيرغبان بأن يبقى طفلهما بجانبهما للأبد، لكن في النظام القانوني البريطاني لا تبنى المبادئ والأسس على أساس المشاعر فقط... وإنما تأخذ في الاعتبار مما من شأنه تحقيق مصلحة الطفل وما هو الأنسب له باعتباره عاجزاً عن الدفاع عن نفسه لصغر سنه حتى وإن اقتضى الأمر نزع الأجهزة عنه، أو انهاء العلاج له، حتى وإن تسبب الأمر بوفاته، أي ما يعرف بالموت الرحيم، وذلك بالحالات التي لا يستطيع الوالدان والدكتور المشرف على الحالة الصحية الاتفاق على ما يعد الأنسب للطفل، خصيصاً في الحالات التي يعد فيها الاستمرار بعلاج للطفل مؤلماً وشاقاً وطويلاً، ومن شأنه حتما التقليل من جودة حياة الطفل.

الجدير بالذكر أن للمحكمة الفصل في قرار انهاء حياة الطفل بناء على رأي الطبيب، أو حتى الوالدين اللذين يضرهما و يؤلمهما مشاهدة طفلهما يعاني أمامهما. وفي هذه الحالة للمحكمة تعيين وصي على الطفل وله حق تحديد المصير، أو أن تحكم بعد عرض الحالة الصحية وأخذ الرأي الطبي الخاص بها بالإضافة للجوانب المحيطة بها كالوضع الاجتماعي والنفسي للطفل والعوامل الأخرى في الاعتبار، ومدى إمكانية نجاح العلاج من عدمه، وأيضاً سماع أسانيد و حجج الوالدين. وللمحكمة أيضاً تأسيس رأيها حتى وإن اختلف مع الرأي الطبي، وعلى أرض الواقع.

وبالأمس القريب حظي الطفل البريطاني أرشي باترسبي (12 عاماً) بتعاطف الآلاف اذا خاضت أسرته معركة قانونية من أجل ابقائه على قيد الحياة، بعد مشاركته في تحدٍ في «التيك توك» أدى لاختناقه.

وتقول المصادر «وبعد أن استأنفت الأسرة، طلبت الحكومة البريطانية من محكمة الاستئناف إلقاء نظرة أخرى على القضية، ووجد القاضي أندرو ماكفارلين، أن الأدلة الطبية أظهرت أن أعضاء الطفل في طريقها إلى الموت، ولذا من الأفضل نزع الأجهزة».

ووفق التقارير الطبية «حتى لو استمر العلاج الذي يحافظ على الحياة، فإن الطفل سيموت خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب فشل الأعضاء، ثم فشل القلب».

«لا ينبغي لأي عائلة أن تمر بما مررنا به»... هذا ما قالته أسرته بعد نزع الأجهزة عن طفلها ووفاته.

Lawyerdanah@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي