إقالة قائد أسطول البحر الأسود الروسي بعد انتكاسات في شبه جزيرة القرم
- كييف: علينا الاستعداد لكل السيناريوهات في محطة زابوريجيا النووية
- اوكرانيا تهدد بتفكيك جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم
- الجيش الصيني يرسل قوات إلى روسيا من أجل تدريبات عسكرية مشتركة
عينت روسيا، قائداً جديداً لأسطولها في البحر الأسود، الذي يتخذ من القرم مقراً له، بعد سلسلة انفجارات هزت شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014 وكان يُنظر إليها في السابق على أنها قاعدة خلفية آمنة لحربها في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة عن مصادر، إنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.
ولا يعرف على وجه التحديد سبب تنحي أو إقالة الأدميرال إيغور أوسيبوف، في أبرز تغيير لمسؤول عسكري منذ الغزو.
واتهمت موسكو من وصفتهم بالمخربين بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في مستودع للذخيرة في شمال شبه جزيرة القرم، يوم الثلاثاء.
وكتبت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إن أعمدة الدخان شوهدت في وقت لاحق تتصاعد من قاعدة عسكرية روسية ثانية في وسط شبه جزيرة القرم.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الانفجارات، لكنها لمحت إلى ذلك.
وتشير قدرة أوكرانيا على ما يبدو على شن هجمات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، إما بنوع ما من الأسلحة أو بالتخريب، إلى تحول في الصراع.
ودمرت انفجارات طائرات حربية في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي.
وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير الماضي.
ففي أبريل، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسية «موسكفا» بصواريخ «نيبتون» مما تسبب في اشتعال النيران بها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عاما.
وتوافر شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 وقامت بتحصينها منذ ذلك الحين، طريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حيث تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة.
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المواطنين على الابتعاد عن القواعد العسكرية ومخازن الذخيرة الروسية، وقال إن الانفجارات قد يكون لها أسباب مختلفة، بما في ذلك عدم الكفاءة.
وأضاف في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء «لكنهم جميعا يقصدون الشيء نفسه- تدمير قدرات المحتلين اللوجستية وذخائرهم ومعداتهم العسكرية وغيرها من المعدات ومراكز القيادة، وإنقاذ أرواح شعبنا».
كما هددت كييف، أمس، بتفكيك جسر كيرتش الذي شيدته موسكو بتكلفة عالية لربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وكتب مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك على «تلغرام»، «هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمداً أم لا».
ويُعد جسر كيرتش الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو 2018، الممتد على طول 19 كلم، مشروعا ضخماً ومكلفاً استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد أربع سنوات على ضمها.
من جانبه، أعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أمس، انه اعتقل ستة أعضاء بما وصفها بـ «خلية إرهابية إسلامية متشددة» في شبه جزيرة القرم، رغم أنه لم يذكر ما إذا كان يشتبه في تورطهم في التفجيرات.
وأغلق أسطول البحر الأسود موانئ أوكرانيا منذ بداية الحرب، مما أدى إلى تعطيل صادرات الحبوب الحيوية، والتي بدأت أخيراً في التحرك مرة أخرى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
وتسببت الحرب في فرار الملايين من ديارهم ومقتل الآلاف وعمقت الخلاف الجيوسياسي بين الغرب وروسيا، التي تؤكد ان الهدف من عمليتها هو نزع سلاح جارتها وحماية الناطقين بالروسية.
وتتهم أوكرانيا، التي تحررت من حكم موسكو عندما تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، روسيا بشن حرب غزو توسعية.
نووياً، حذر وزير الداخلية الأوكراني، من أن على كييف أن تستعد لـ «كل السيناريوهات» في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتستهدفها بقصف متكرر.وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات في شأن عمليات القصف التي طالت أكبر محطة نووية في اوروبا الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي منذ مارس، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في اوروبا.
وقال دنيس موناستيرسكي، خلال زيارة لزابوريجيا، المدينة الجنوبية الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومترا من هذه المنشأة «لا أحد كان يمكنه ان يتوقع أن تقصف القوات الروسية مفاعلات نووية بالدبابات. هذا امر غير مسبوق».
بعد حضور تدريبات على الإسعافات الأولية في حال وقوع حادث نووي، قال «يجب أن نستعد لكل السيناريوهات المحتملة»، متهماً روسيا بأنها «دولة إرهابية (...) طالما أن روسيا تسيطر على محطة زابوريجيا النووية، هناك مخاطر كبرى».
وشارك عشرات من المسعفين الأوكرانيين في هذه التدريبات تحت شمس حارقة. ونفذوا تدريبات وهم مزودون ملابس وأقنعة واقية من الغازات على إجلاء الجرحى وتطهير مركبات ملوثة.
وقدر رئيس شركة Energoatom النووية الأوكرانية بترو كوتين أن في المحطة ما يصل إلى 500 جندي روسي بالإضافة إلى نحو خمسين مركبة عسكرية بينها مدرعات ودبابات.
وقال كوتين المدير السابق لهذه المحطة، «الأسوأ هو أنهم نشروا هذه المركبات في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية في غرفة المحركات للوحدتين 1 و 2» حيث يتم إنتاج الكهرباء.
وتتهم أوكرانيا موسكو منذ أسابيع بتخزين أسلحة ثقيلة في محطة زابوريجيا واستخدامها قاعدة لشن ضربات على مواقع أوكرانية. كما أكدت قيام القوات الروسية بإطلاق النار على المحطة التي تحتلها لاتهام كييف بهذا القصف.
من جانبها تؤكد روسيا أن كييف استهدفت بشكل متكرر بما في ذلك باستخدام مسيرات، المحطة النووية مما تسبب في نشوب حرائق.
وفي بكين، أعلنت وزارة الدفاع، إن قوات صينية ستتوجه إلى روسيا للمشاركة في تدريبات مشتركة مع روسيا ودول أخرى بينها الهند وبيلاروسيا وطاجيكستان.
وأضافت الوزارة في بيان، أمس، أن مشاركة الصين في التدريبات المشتركة «لا علاقة لها بالوضع الدولي والإقليمي الراهن».
وأوضحت ان التدريبات تأتي في إطار اتفاق سنوي مستمر في شأن التعاون الثنائي.
وشاركت الصين في تدريبات مشتركة مماثلة تحت قيادة روسيا في السنوات الأخيرة.
وتابع البيان «الهدف هو تعميق التعاون العملي والودي مع جيوش الدول المشاركة ودعم مستوى التعاون الاستراتيجي بين الأطراف المشاركة وتعزيز القدرة على التعامل مع التهديدات الأمنية المختلفة».