غضب «التنين» يتناثر منذ زيارة بيلوسي لكن مدى المواجهة يتضح بعد مؤتمر الحزب الحاكم

5 خيارات صينية للرد على أميركا... «كي لا يسود قانون الغابة»

تصغير
تكبير

إذا كانت مناورات الصين في محيط تايوان قد منحت الولايات المتحدة كنزاً استخباراتياً عن «جيش التحرير الشعبي» الذي لم يطلق رصاصة منذ حرب فيتنام التي انتهت في الثمانينيات، فإن المواقف الرسمية التي عبّرت عن حجم غضب بكين من واشنطن أماطت اللثام عن بعض مما يدور في ذهن «التنين» عن كيفية المواجهة و... «المقاومة».

من الواضح أن الكلام الأميركي المتكرر عن عدم وجود تغيير في الإقرار بمبدأ «صين واحدة» لا يُقنع المسؤولين الصينيين الذين لا ينظرون للزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان على أنها خطوة معزولة أو من خارج السياق، وإنما هي تتمة لمسار بدأ منذ سنوات طويلة من خلال تعزيز قدرات تايوان العسكرية، وتشجيعها على الاستقلال.

في كلام ذي دلالات، اتهم نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ«احتواء» بلاده عبر اللعب بـ«ورقة تايوان»، وبأنها عملت على مرّ السنين على تقويض مبدأ «صين واحدة»، والذي يعني بأن تايوان جزء من الصين، و«لا مجال للغموض أو التفسير التعسفي».

منذ وطأت قدما بيلوسي أرض تايوان، بدأ الغضب الصيني يتناثر بأشكال مختلفة: مناورات وتدريبات ترتقى إلى مستوى الحصار العسكري لتايوان - تصعيد سياسي - انسحاب من ملفات تعاون مع الولايات المتحدة - بيانات ومواقف غاضبة شبه يومياً - الحصول على مواقف من أكثر من 170 دولة تؤيد مبدأ «صين واحدة» - تعزيز التعاون مع «أعداء» أميركا.

على أن السؤال المهم الذي يشغل بال الكثير من الدول، يتعلق بكيفية ترجمة الغضب الصيني في الأسابيع المقبلة بعد «التنفيس المحدود» في الأسابيع الماضية، وسط تقديرات بسيناريوهات متنوعة، أبرزها:

1- أن تلجأ الصين بالفعل إلى غزو تايوان مع ما لذلك من تداعيات ضخمة على العالم، ويبدو هذا خياراً مستبعداً أقله في الوقت الحالي.

2- أن تعمد الصين إلى تضييق الخناق على تايوان، عبر فرض عقوبات اقتصادية وتضييق الخناق عسكرياً.

3- أن تقوم الصين باستخدام ساحات أخرى للرد على واشنطن بدلاً من أن تكون ساحتها الخلفية (تايوان) ميداناً وحيداً للمواجهة، وفي هذه الحالة يبدو السيناريو الأرجح تقديم الدعم لروسيا «علناً» في حربها ضد أوكرانيا، والمساهمة في «قلب الموازين».

4- اختيار الميدان الاقتصادي كإحدى ساحات المواجهة الأساسية، نظراً لقدرة الصين على تحقيق تفوق بالنقاط فيه.

5- تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري مع الدول التي تعادي الولايات المتحدة، مثل إيران في الشرق الأوسط وكوبا وفنزويلا في أميركا اللاتينية ودول عدة في أفريقيا حيث بدأت واشنطن أخيراً تطبيق سياسة جديدة لمواجهة النفوذ الروسي والصيني المتزايد.

على أن مدى الرد الصيني سيتضح أكثر بعد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، المقرر في الخريف المقبل، والذي سيعاد خلاله انتخاب الرئيس شي جينبينغ على رأس الحزب، وربما يتم منحه لقب «زعيم الشعب» رسمياً.

ومن البديهي أن يكون شي متصلباً وأكثر حدة في التعامل مع مسألة تايوان، خصوصاً، والملفات الخارجية، عموماً، لا سيما أن هناك مؤشرات على أن إقدامه على «حسم» ملف تايوان، سيضمن حجز مكان له إلى جانب ماو تسي تونغ، وغيره من الزعماء التاريخيين للصين.

في المحصلة، ترى الصين أن لا خيار أمامها سوى «المقاومة والدفاع عن سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها»، كما يؤكد نائب وزير خارجيتها، محذراً من أنه «إذا سمح المجتمع الدولي للولايات المتحدة أن تفعل ما تريد، فسيكون ميثاق الأمم المتحدة مجرد ورقة، وسيسود قانون الغابة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي