15 طائرة عسكرية عبرت «خط الوسط» في مضيق تايوان

الجيش الصيني يواصل الاستعداد للحرب ويتعهّد سحق محاولات التدخل الخارجية

مناورات صينية في محيط تايوان (رويترز)
مناورات صينية في محيط تايوان (رويترز)
تصغير
تكبير

نفّذت الصين مناورات عسكرية جديدة في محيط تايوان، أمس، بينما نددت بزيارة جديدة أجراها أعضاء من الكونغرس الأميركي للجزيرة بعد أيام على زيارة مشابهة قامت بها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وأثارت رداً غاضباً من بكين، التي أطلقت أضخم مناوراتها.

ودفعت الزيارة التي تستمر يومين ولم تكن معلنة سابقاً، الصين إلى التأكيد مجدداً أنها «ستستعد لحرب» في شأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي، بينما يطالب بها القادة الصينيون، وتعهّدوا استعادتها وإن كان بالقوة.

والتقى الوفد المكوّن من خمسة أعضاء في الكونغرس بقيادة السناتور إد ماركي، الذي يمثّل ولاية ماساتشوستس، الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين الاثنين، بحسب ما أفاد معهد، يعدّ بمثابة سفارة واشنطن في تايبه بحكم الأمر الواقع.

وقالت تساي إن الجزيرة تواصل التعبير للمجتمع الدولي عن التزامها بالحفاظ على الوضع الراهن المستقر في مضيق تايوان. وأكدت أن التدريبات العسكرية الصينية «تهدد بشكل خطير الاستقرار والسلام الإقليميين».

وأثارت الزيارة التي ضمّت شخصيات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، حفيظة بكين التي أعلنت تنظيم «دورية للتأهب لمعارك مسلّحة ومناورات قتالية في البحر والمجال الجوي حول تايوان»، التي أعلنت وزارة الدفاع فيها أن 15 طائرة صينية عبرت خط الوسط في المضيق.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان، إن «جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدرّب والاستعداد للحرب والدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي وسحق أي شكل من أشكال - استقلال تايوان - الانفصالي ومحاولات التدخل الخارجية بشكل حازم».

وأضاف «نحذّر الولايات المتحدة وسلطات الحزب الديموقراطي التقدمي (الحاكم في تايوان): استخدام تايوان لاحتواء الصين، مصيره الفشل».

وتأتي المناورات بعد تدريبات ضخمة استمرت لأيام في محيط تايوان، غداة زيارة بيلوسي، وأرسلت بكين خلالها سفنا حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء القريبة من الجزيرة.

ولم يحكم الحزب الشيوعي الصيني، تايوان قط، لكنه يتوعد باستخدام القوة اذا لزم الأمر، بينما يندد بأي خطوات قد يعتبرها تعاملاً مع الجزيرة على أنها دولة ذات سيادة.

وشددت الصين في «كتاب أبيض» نشر الأسبوع الماضي، على هذا التهديد القائم منذ عقود، إذ أكد مكتب الشؤون التايوانية في الصين، أن بكين «لن تتخلى عن استخدام القوة وتحتفظ بخيار اتّخاذ كل الإجراءات اللازمة».

من جهتها، تمسّكت تايوان بموقفها، وقال رئيس وزرائها سو تيسنغ-تشانغ «علينا ألا نخاف من القيام بأي شيء أو من السماح بقدوم زوار أو قدوم أصدقائنا، فقط لوجود جار شرير لدينا».

كما أدلى وزير خارجية الجزيرة جوزيف وو بتصريحات مشابهة بعد اجتماع مع الوفد الأميركي.

وكتب في تغريدة «لا يمكن للصين الاستبدادية أن تملي على تايوان كيف تقيم علاقات صداقة وتحظى بالدعم وتبقى صامدة وتشع كشعلة حرية».

وكانت بيلوسي دافعت عن زيارتها التي جعلت التوتر في مضيق تايوان يبلغ أعلى مستوى له منذ عقود.

وقال الرئيس جو بايدن إن البنتاغون عارضت زيارة المسؤولة الديموقراطية، وهي الشخصية الثانية في تراتبية شغل منصب الرئاسة بحال شغوره بعد نائبة الرئيس.

ويتساوى الكونغرس مع الحكومة بموجب الدستور الأميركي إذ يملك المشرّعون حرية السفر حيثما أرادوا.

وتحظى تايوان بدعم الحزبين رغم الانقسامات في واشنطن حيال قضايا عديدة.

ونقلت الولايات المتحدة علاقاتها الديبلوماسية من تايبه إلى بكين عام 1979. لكنها لا تزال حليفاً مهما لتايوان وتقيم علاقات ديبلوماسية معها، بحكم الأمر الواقع.

ورسمياً، تعارض واشنطن إعلان تايوان استقلالها بقدر معارضتها تغيير الصين وضع الجزيرة بالقوة.

والتزمت الغموض المتعمّد حول ما إذا كانت ستدعم تايوان عسكرياً في حال غزتها الصين.

وأجرى كبار المسؤولين الأميركيين زيارات إلى تايوان على مدى العقود الماضية. وحتى زيارة بيلوسي لم تكن الأولى من نوعها، إذ زار رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش الجزيرة عام 1997.

لكن الزيارات باتت أكثر تواتراً وبمشاركة شخصيات أرفع مستوى في عهد الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي بايدن.

كما زارت وفود من أوروبا ودول غربية أخرى تايوان في السنوات الأخيرة، في ردّ جزئياً على تشديد موقف بكين في عهد الرئيس شي جينبينغ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي