No Script

مع انخفاض مستوى الأنهار

الجفاف يلوح في الأفق جراء تغير المناخ

نهر أنطون في هامبشاير أصبح مستواه أقل بكثير من المعتاد
نهر أنطون في هامبشاير أصبح مستواه أقل بكثير من المعتاد
تصغير
تكبير

- تيارات الطباشير الداعمة للسلمون والرفراف وثعالب الماء تمثل مصدر قلق

اعتبرت جماعات حماية البيئة أن موجة الجفاف الطويلة لها تأثير خطير على الحياة البرية في الأنهار.

ومع تعرض الأنهار بالفعل للضغوط الناجمة عن التلوث واستخدام مياه الشرب، تقول هذه الجماعات إن الجفاف الذي يلوح في الأفق يزيد من هذا الضغط.

ووفقاً لمؤسسة «ريفرز تراست»، فإن تيارات الطباشير، التي تدعم الأنواع الشهيرة مثل السلمون والرفراف وثعالب الماء، تمثل مصدر قلق.

ولا يوجد سوى 200 تيار من هذه التيارات على مستوى العالم، 85 في المئة منها في جنوب وشرق إنكلترا.

وتقول كريستين كولفين، من مؤسسة ريفرز تراست: «هذا هو حاجزنا المرجاني أو غابات الأمازون المطيرة لدينا، إنها مساهمتنا الفريدة في الحياة البرية والتنوع البيولوجي العالمي».

وتشير كولفين إلى أن بعض تيارات الطباشير الصغيرة بدأت في الجفاف، كما بدأت الأنهار الأكبر تشهد تدفقات منخفضة.

وتضيف: «الحياة البرية هنا تعاني بالفعل من ضغوط نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتقلص موائلها مع انخفاض منسوب المياه. لا نريد أن تنخفض أكثر مما هي عليه الآن».

وحذر جيمي مارش، مدير المحميات في صندوق هامبشاير وجزيرة وايت للحياة البرية، من «وضع خطير» للحياة البرية مع انخفاض مستوى الأنهار في أجزاء من المنطقة.

وفي إحدى المحميات الطبيعية على ضفاف نهر إيتشن في وينشستر، جف أحد المستنقعات تماماً، كما أثر انخفاض تدفق النهر على مصادر الغذاء للأسماك والحشرات واللافقاريات، مع تأثيرات غير مباشرة على الحيوانات في أعلى السلسلة الغذائية مثل فئران الماء وثعالب الماء، بحسب ما نشره موقع «بي بي سي عربية».

وقال مارش: «مواردنا المائية تتعرض لضغط كبير، وهذه الفترة الطويلة من الجفاف تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات».

وأضاف: «ما يمكننا القيام به للمساعدة هو أننا كمجتمع يمكننا النظر إلى استهلاكنا للمياه ومحاولة تقليل استهلاكنا».

وتابع: «بالنسبة للعديد من أنهارنا، فهي ليست في حالة طبيعية، لقد جرى تعديلها وتغييرها بشكل كبير. العديد من أنظمة الأنهار لدينا تعمل كمصارف أكثر من كونها أنهاراً فعلية الآن».

تنبع الأنهار والجداول الطباشيرية من الينابيع الموجودة في الطبقة الطباشيرية - وهي طبقة من الصخور الإسفنجية توجد تحت الكثير من الأماكن في جنوب وشرق إنكلترا، ويمكن أن تحتوي على كميات هائلة من المياه.

هذه الطبقة من الحجر الجيري الأبيض تتكون من المادة نفسها التي تشكل جروف دوفر البيضاء، وتوافر المياه للأنهار والصنابير في معظم جنوب شرقي إنكلترا.

وتُضخ المياه من الأرض أو تؤخذ مباشرة من الأنهار، لتصل إلى ملايين اللترات يومياً.

وقالت شركة «مياه الجنوب»، التي تزود هامبشاير وجزيرة وايت بالمياه، إن قرار فرض حظر على استخدام خراطيم المياه كان «خطوة حيوية» لحماية موائل نهر تيست ونهر إيتشين، اللذين تستخرج منهما المياه.

وأضافت الشركة أن تدفقات الأنهار كانت أقل بنحو 25 في المئة مما ينبغي أن تكون عليه في يوليو.

ووفقاً لآخر توقعات العلماء، من المتوقع أن تظل تدفقات الأنهار منخفضة بشكل استثنائي في وسط وجنوبي إنكلترا لبقية الصيف.

إعادة التفكير في طرق استعمال المياه

قالت شركة «مياه المملكة المتحدة»، التي تمثل صناعة المياه في البلاد، إن شركات المياه التي لديها تيارات طباشيرية في مناطقها قد استثمرت مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لتقليل استخراج المياه من هذه التيارات، وسيكون هناك المزيد من التخفيضات خلال السنوات القليلة المقبلة.

ومع ذلك، فقد دعا صندوق المياه إلى إعادة التفكير بشكل كامل في الطريقة التي نستخدم بها المياه للتعامل مع فصول الصيف الجافة والحارة التي من المحتمل أن تصبح أكثر تواتراً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي