الحسينيات فاضت بروّادها في ذكرى استشهاد سيد شباب أهل الجنة
ثورة الحسين... قِيمٌ عابرة للزمن
- الخطباء أفاضوا بشرح معاني النهضة الحسينية الإصلاحية
- استلهام معاني التضحية والتعايش والتمسك بالوحدة الوطنية
أحيت مجالس ذِكر أهل البيت والحسينيات، أمس، ذكرى واقعة الطف، التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي وآل بيته عليهم السلام، مستحضرة ثورة الحسين وقِيَمها الإنسانية العابرة للزمن.
وفاضت المجالس الحسينية بروّادها منذ ساعات الصباح الباكر، مستذكرة بالحزن والأسى ذكرى فاجعة العاشر من محرم الحرام في العام 61 هجرية، الأليمة في أرض كربلاء، وما أحاق يومها من مصاب بسيد شباب أهل الجنة حفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وأكد خطباء المنابر الحسينية أن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم، قضوا ليلة العاشر من المحرم بالصلاة والدعاء، وقراءة القرآن، وكان لهم دوي كدوي النحل، استعداداً للقاء الله تعالى عند استشهادهم، في حين بقيت قيم الثورة الحسينية خالدة عبر الزمن، لما تحويه من رفض للظلم والجور، فتنتصر مبادئ الحق على قوة الجبابرة.
كما أفاض الخطباء باستحضار النهضة الإنسانية لثورة الإمام الحسين، ودعوته الإصلاحية التي ما فتئت تتردد أصداؤها عبر مراحل التاريخ المتعاقبة، باعتبار مبادئها صالحة لكل زمان، ما دامت تنشد العدالة الإنسانية والقيم النبيلة المستندة إلى كتاب الله جل علاه، وسيرة وأخلاق رسوله محمد - صلى الله عليه وآله وسلم.
وخيم الحزن على الجموع واعتلت معالم وملامح الحزن العميق والأسى على الحضور، بوجوه ارتسم عليها الحزن الشديد، وتجلل المشهد العام بالسواد تعبيراً عن عمق الحزن والأسى الشديدين على ما حدث في مثل هذا اليوم لحفيد الرسول - صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وأصحابه.
وأجهش الرجال والنساء، شباباً وأطفالاً، وحتى كبار السن الذين وهنت أجسادهم وضعفت صحتهم، بالنحيب، في يوم عاشوراء الأليم، فامتلأت العيون بالدموع وتحشرجت الأصوات لما تعرض له آل بيت المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم، وما حل بهم من كرب وبلاء وكوارث وظلم وعطش في هذا اليوم القاسي على قلوب المؤمنين. وسرد الخطباء ما حدث في واقعة الطف في كربلاء، وأي ظلم وجور وقع لآل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف كان حالهم في مثل تلك الساعات.
وحضوا على استلهام معاني التضحية والتعايش، من تعاليم الإمام الحسين، والتمسك بالوحدة الوطنية الوحيدة الكفيلة بحماية وصون الأمن الاجتماعي والاقتصادي.
ولم تنس الجموع الغفيرة الدعاء والتوسل الى الله عز وجل في هذا اليوم، فرفعوا أيديهم بالدعاء إلى خالق الخلق رب العباد، طالبين منه حفظ هذا البلد آمناً.
مواكبة أمنية
واصل وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس، جولاته الأمنية والتفقدية اليومية على عدد من الحسينيات، للوقوف على مستوى الاستعداد والجهوزية وتفقد النقاط الأمنية ورجال الأمن واستمع الى الإجراءات الوقائية والتفتيشية الموضوعة مع الجهات الأمنية وكيفية تنفيذها.
وطلية ليالي عاشوراء، كان هناك انتشار أمني مكثف حول مواقع الحسينيات، حيث تم توزيع القوة الأمنية بحسب مساحة الموقع الواحد، في سبيل تنظيم حركة السير وتأمين تواجد رواد المجالس الحسينية.
«الإطفاء» و«الصحة»
عزّزت قوة الإطفاء العام حضورها في الأيام العشر، فضلاً عن استعدادات وزارة الصحة العامة عبر نقاط الطوارئ، لتيسير الأمور على المواطنين والمقيمين من كبار السن والمقعدين، لاسيما في تقديم جميع المساعدات للمسنين وذوي الاحتياجات وإيصالهم حيث يرغبون للمشاركة في المناسبة.