المجالس الحسينية واصلت إحياء ليالي عاشوراء
الإيمان بالله والتفقه في الدين أساس الشخصية الصّالحة
واصلت المجالس الحسينية إحياء ليالي عاشوراء، وحض الخطباء على بناء الشخصية الصالحة، من خلال الإيمان بالله، باعتباره المقوم الأساس للشخصية الصالحة، والتفقه بالدين.
وأحيت حسينية البكاي ذكرى الليلة الخاصة باستشهاد العباس بن علي، عليهما السلام، حيث ارتقى المنبر الشيخ أحمد غلوم العجمي، وألقى محاضرة حملت عنوان «معالم الشخصية الصالحة بين المادية والإيمانية»، واستعرض فيها صفات الشخصية الإيمانية وما يعترضها من مصاعب في الزمان الحالي.
وقال العجمي، إنّ الله تعالى قال في كتابه العزيز:(والعصرِ* إن الإنسانَ لفي خُسر* إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فالإيمانُ بالله تعالى هو المقوم الأساس للشخصية الصالحة، وإذا أراد الانسان أن يمتلك تلك الشخصية، فان العامل المقوم لتلك الشخصية هو الايمان.
وأضاف أن «هناك غاية لكل عاقل يريد أن يصل إليها، وهي ان يكون صاحب شخصية صالحة، ولذلك يدرس من أجل تشكيل تلك الشخصية ويتفقه بالدين من أجل ان يشكل شخصية صالحة، وعندما ننظر الى التفقه نجد ان التفقه مفهوم عام يشمل التفقه في أصول الدين مثل التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد وكذلك التفقه في فروع الدين كالصلاة والزكاة والتجارة وغيرها، فهو بذلك يصبو الى الشخصية الصالحة».
وحول من يشكك في هذه القضية، ويدعي أنه ليس بالضروري لكي يتمتع بشخصية صالحة ان يكون مؤمنا وهي دعوى الحادية، قال «نلاحظ مثل هذه الدعوات وبعض الشباب يتأثر بهذا الكلام وتنطلي عليه بعض الاقاويل والمزاعم، ومن الذين تبنوا هذه المسائل، بان الايمان ليس له أهمية في تشكيل الشخصية الاسلامية الصالحة».
وأضاف العجمي «نحن نرد على كل تلك المعتقدات، ونسأل ما معنى الشخصية الصالحة؟ وهي التي تحوي الاحسان والايثار والعطاء والبذل والشكر وغيرها من القيم، وعندما نأتي للقيم ونجد ان لها نظرة مادية ودينية، ونفترض ان الاحسان يعني عطاء بلا مقابل، ولابد ان نفعلها.
وهنا تقول المدرسة المادية ان الاحسان طبع ويرجع الى سريرة الانسان، أما المدرسة الدينية فتنظر الى الإحسان أنه حق وليس طبعاً لأن الانسان عندما ننظر إليه لا ننظر اليه ككتلة مادية محصورة بين الولادة والموت، بل تنظر إليه بأنه في مسيرة تكامل منذ الولادة الى الموت، بمعنى كل ما تحققه هنا سوف يساعدك في مسيرتك التصاعدية، وعليه فان الاحسان سيكون من الحقوق عليك، وبالتالي سوف يتحرك الكل من أجل تحقيق الاحسان بالخارج، لأنه من واجبات الإنسان».