الاستخبارات البريطانية: الحرب الأوكرانية على وشك الدخول في مرحلة جديدة
- استقالة ممثلة منظمة العفو الدولية في أوكرانيا بعد تقرير انتقدته كييف
رأت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أمس، أن الحرب الروسية في أوكرانيا على وشك الدخول في مرحلة جديدة، حيث تحول معظم القتال إلى جبهة يصل طولها إلى ما يقرب من 350 كيلومتراً تمتد في جنوب غربي البلاد بالقرب من زابوريجيا إلى خيرسون، بمحاذاة نهر دنيبر.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية على «تويتر» أنه يكاد يكون من المؤكد أن القوات الروسية تحتشد في جنوب أوكرانيا، حيث تستعد لصد هجوم مضاد أو شن هجوم محتمل.
وتستمر قوافل طويلة من الشاحنات العسكرية والدبابات والمدفعية والأسلحة الروسية في الابتعاد عن منطقة دونباس متجهة نحو الجنوب الغربي.
وذكرت وزارة الدفاع في تحديث يومي أن مجموعات تكتيكية، تضم ما بين 800 و1000 جندي، تم نشرها في شبه جزيرة القرم، ومن شبه المؤكد استخدامها لدعم القوات الروسية في منطقة خيرسون.
وتابعت أن القوات الأوكرانية تستهدف الجسور ومستودعات الذخيرة وخطوط السكك الحديد بوتيرة متزايدة في مناطقها الجنوبية، بما في ذلك خط السكك الحديد المهم استراتيجياً الذي يربط خيرسون بشبه جزيرة القرم.
وفي كييف، أعلنت رئيسة فرع منظمة العفو الدولية أوكسانا بوكالتشوك، استقالتها بعد تقرير للمنظمة غير الحكومية اتهم القوات المسلحة الأوكرانية بتعريض مدنيين للخطر، ما أثار غضب كييف.
وقالت بوكالتشوك في بيان على صفحتها على «فيسبوك» ليل الجمعة - السبت «أعلن استقالتي من منظمة العفو الدولية في أوكرانيا»، معتبرة أن التقرير الذي نُشر في الرابع من أغسطس خدم عن غير قصد «الدعاية الإعلامية الروسية».
وكانت منظمة العفو أكدت الجمعة أنها تتحمل بالكامل مسؤولية تقريرها الذي يتهم الجيش الأوكراني بتعريض المدنيين للخطر في مقاومته للغزو الروسي، عبر نشر بنى تحتية عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان.
وأثار نشر الوثيقة في اليوم السابق غضب كييف. وذهب الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى حد اتهام المنظمة غير الحكومية «بمحاولة تبرئة الدولة الإرهابية» الروسية عبر «المساواة بشكل ما بين الضحية والمعتدي».
وتابعت بوكالتشوك «من لا يعيش في بلد غزاه محتلون يقسمونه، قد لا يفهم معنى إدانة جيش من المدافعين».
وأعلنت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار عن «أسفها» لاستقالة بوكالتشوك، لكنها قالت إنها «تحترم قرارها».
وتابعت «أوكسانا كانت عضواً يلقى تقديراً من فريق منظمة العفو الدولية وترأست مكتب أوكرانيا لسبع سنوات، وسجّلت العديد من النجاحات في مجال حقوق الإنسان».
- «أداة دعاية روسية»
قالت بوكالتشوك إنها حاولت من دون جدوى إقناع إدارة منظمة العفو بأن التقرير منحاز ولم يأخذ في الاعتبار آراء وزارة الدفاع الأوكرانية.
وأكدت منظمة العفو أنها اتصلت بمسؤولي وزارة الدفاع الأوكرانية في 29 يوليو في شأن النتائج التي توصلت إليها، لكنها لم تتلق رداً في الوقت المناسب قبل إصدار تقريرها.
ورأت بوكالتشوك أن منظمة العفو «أعطت وقتاً قصيراً جداً» لوزارة الدفاع «للرد». وأضافت «نتيجة لذلك، أصدرت المنظمة عن غير قصد تقريراً بدا أنه يدعم عن غير قصد الرواية الروسية»، معتبرة أنه «بدافع حماية المدنيين، تحول هذا التقرير أداة دعاية روسية».
وكانت بوكالتشوك كتبت في منشور على «فيسبوك» أن منظمة العفو تجاهلت طلبات من فريقها بعدم نشر التقرير.
وأضافت «أمس، كان لدي أمل ساذج في أنه يمكن أن يتم إصلاح كل شيء واستبدال النص بآخر، لكنني أدركت اليوم أن ذلك لن يحدث».
وأكدت كالامار الجمعة أن استنتاجات التقرير «تستند إلى أدلة تم الحصول عليها خلال تحقيقات واسعة النطاق تخضع لمعايير صارمة وإجراءات تحقيق واحدة في جميع أعمال» المنظمة غير الحكومية.
وبعد تحقيق استمرّ أربعة أشهر، اتهمت المنظمة في تقريرها الجيش الأوكراني بنشر قواعد عسكرية في مدارس ومستشفيات وشن هجمات من مناطق مأهولة بالسكان، وهو تكتيك يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، على حد تعبيرها.
لكن المنظمة غير الحكومية أكدت في الوقت نفسه أن التكتيكات الأوكرانية لا «تبرر بأي حال من الأحوال الهجمات الروسية العشوائية» التي تصيب السكان المدنيين.
وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بأنه «غاضب» من الاتهامات «غير العادلة» لمنظمة العفو الدولية والتي تشير إلى «توازن خاطئ بين الظالم والضحية».