تأييد شرعي وبيئي لتخصيص أماكن منظّمة بعيداً عن المنازل

إطعام الحمام... في قفص الاتهام

تصغير
تكبير

- بسّام الشطي لـ «الراي»: الفضلات مؤذية للسكان
- فنيس العجمي لـ «الراي»: نقاط محدّدة لوضع الماء والطعام

تزامناً مع انتشار عدد كبير من الإعلانات في الطرقات، تؤكد أن إطعام حمام الشوارع يزعج الجيران وتطالب بالتوقف عن هذا التصرف، أكدت آراء شرعية وبيئية ضرورة التنظيم لأن التعامل مع الأمر بعشوائية يؤدي إلى إلحاق ضرر بالآخرين، ولو أن الهدف الأساسي هو من باب الرحمة والرأفة بالحيوان.

وقال أستاذ الشريعة في جامعة الكويت الدكتور بسّام الشطي «ورد في صحيح الحديث (وفي كل كبد رطبة أجر)، ولكن بعض الإخوة يعتقد أن الطيور تأكل كل شيء فيأتون بفضلات أكلهم في الوجبات أو المواد الغذائية المنتهية الصلاحية، فتتجمع حولها الحيوانات حتى أصبح هذا الأمر مؤذياً للسكان لاسيما الصغار، وكذلك مصدراً لجمع الحشرات المؤذية بأنواعها».

ولفت الشطي، في تصريح لـ «الراي»، إلى أن «هذا الأمر نجم عنه أيضاً أن الحمام بدأ بتكوين بيوت له في الشبابيك والسطوح وبدأ في التكاثر، ونتج عن تلك الأعداد الكبيرة مخلّفات وأصوات مُزعجة، وقد يموت بعض هذا الحمام ثم تتجمع الديدان والحشرات وتدخل بيوت الناس، فيكبدهم ذلك تكاليف باهظة في تركيب مصدات للحمام، وتنظيف البيوت».

واختتم الشطي تصريحه باقتراح «تخصيص أماكن بعيداً عن المنازل وتوفير الماء والطعام فيه، من قبل عامل يقوم في الوقت ذاته بتنظيف هذا المكان، فهذا الحل يتوافق مع الجميع».

وفي رأي بيئي، قال الناشط الدكتور فنيس العجمي لـ «الراي» إنه «مع ارتفاع درجات الحرارة، من المهم توفير الماء وما تيسّر من طعام للطيور العابرة، لكن يفترض أن يتم الأخذ في الاعتبار عدم تخريب المنظر العام».

وأضاف: «نشكر كل من يساهم ويتبرع فهذا من الرحمة، لكن رمي الأطعمة من دون تنظيم وفي أماكن غير الأماكن المخصصة لذلك يمكن أن يضايق سكان المنطقة»، معرباً عن أمله في أن «تتبنى إحدى الجهات الحكومية تحديد نقاط محددة في كل منطقة يوضع فيها ماء وحبوب مثل الشعير (الأكل المخصص للطيور)، مع فتح باب التبرع والمساهمة للجمعيات التعاونية وغيرها».

وشدّد على أن «رمي الأطعمة غير المناسبة يسبّب تجمع الحشرات وهذا مؤذ للناس، ومن المهم التوفيق بين العمل الخيري وعدم مضايقة السكان».

وفيما قارن البعض بين صيغة الإعلان الذي انتشر وبين لوحة نشرت باللغة الإنكليزية تطلب عدم إطعام الطعام لكنها ارتكزت في مبرراتها على أن الحمام ينشر الأمراض والعثة ويتسبّب في اتساخ الأماكن ويدمر الزهور ويشكل عامل جذب للفئران، استذكر البعض فترات الطفولة في عقود مضت، عندما كان الطفل يمسك بـ «النباطة» ليصطاد الحمام واحدة تلو الأخرى، متهكمين في الوقت ذاته من بعض الأطفال حالياً الذين يخافون أن يمسكوا بحمامة.

على الجانب الآخر، اعتبر البعض أن الإحجام عن إطعام الطعام من شأنه أن يرفع البركة لأنه توقف عن عمل به رأفة ورحمة بالحيوان، على حد تعبيرهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي